صور أقمار صناعية تظهر إعادة سورية بناء الموقع الذي قصفته إسرائيل

بعد تنظيف الموقع عقب الهجوم

صورة الأقمار الصناعية الملتقطة للموقع أخيراً
TT

بات الموقع السوري الذي قصفته طائرات إسرائيلية في سبتمبر (أيلول) الماضي أكثر إثارة للتساؤلات عقب نشر صورة التقطت عبر الأقمار الصناعية يظهر عليها بناء جديد في نفس الموقع يشابه المبنى السابق الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية. وكانت الطائرات الإسرائيلية قد وجهت هجومها إلى منشآت، قال محللو استخبارات اميركيون ان جزءا منها يستخدم كمفاعل نووي، إلا ان سورية نفت ذلك بشدة. وكانت صور الأقمار الصناعية قد أظهرت في السابق مبنى رباعيا بطول 150 قدما من كل ناحية. وكان السوريون قد نظفوا المنطقة تماما عقب الهجوم، وقال محللون ان السرعة التي نفذت بها عملية تنظيف الموقع بعد الهجوم تدل على اعتراف سورية ضمنا بأن جزءا من المبنى كان يستخدم كمفاعل نووي. ويظهر في صورة الأقمار الصناعية التي التقطت من الفضاء يوم الأربعاء ونشرتها يوم الجمعة الماضي شركة «ديجيتال غلوب» في لونغمونت بولاية كولورادو الاميركية، مبنى مربع الشكل طويل تحت التشييد يشبه إلى حد كبير المبنى الأصلي باستثناء السقف الذي ظهر مقوساً هذه المرة، فيما كان سقف المبنى الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية مسطحا. وكانت الصورة قد التقطت من الفضاء يوم الأربعاء. وقال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، انه من الممكن الافتراض ان المبنى ليس مفاعلا نوويا إذا أخذنا في الاعتبار الضجة الدولية التي أعقبت الهجوم، وأضاف ان المفتشين الدوليين إذا تمكنوا في نهاية الأمر من الوصول إلى المبنى فإنهم سيواجهون صعوبة في البحث عن أدلة نووية بعد ان غطى المبنى الجديد بقايا المبنى السابق الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية. وكانت الاتهامات النووية ضد سورية قد قوبلت ببعض الشكوك على اعتبار ان الأدلة التي قدمت حتى الآن غير واضحة، كما اشير أيضا إلى انه لم تكن هناك أسلاك شائكة حول المبنى أو دفاعات جوية من النوع الذي يوجد عادة حول المنشآت العسكرية الحساسة. وقال دبلوماسي أوروبي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد علمت في الآونة الأخيرة بشأن المبنى الجديد، وأوضح ان الوكالة تراقب الموقع الجديد. وبوصفها من الدول الموقعة على اتفاق مع وكالة الطاقة الذرية، تصبح سورية ملزمة بإبلاغ المفتشين في حال شروعها في تشييد مفاعل نووي. جدير بالذكر انه من الممكن إنتاج البلوتونيوم في المفاعلات بغرض استخدامه في إنتاج القنابل الذرية، وبالتالي فإن أي عمل سري في المفاعلات يفسر عادة كنشاط ذي طابع عسكري. ولا يزال كبار المسؤولين السوريين ينفون وجود مفاعل تحت التشييد في السابق. كما يصرون أيضا على ان إسرائيل دمرت في هجومها في سبتمبر الماضي مستودعا عسكريا خاليا. وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، هذا الأسبوع ان الوكالة لم تتسلم حتى الآن أيَّ معلومات حول أي برامج نووية سوريّة. وقال أيضا انه طلب من سورية الإذن بالسماح للوكالة بتفتيش المبنى والتأكد من انه ليس منشأة نووية. وأضاف: «الإخوة السوريون لم يسمحوا لنا بزيارة الموقع وتفتيشه».

*خدمة «نيويورك تايمز»