الأردن يؤيد المبادرة المغربية لحل نزاع الصحراء

عمان والرباط تؤكدان عزمهما دعم التعاون جنوب ـ جنوب

TT

عبر الأردن عن تأييده لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء. وجاء في البيان المشترك الصادر أمس في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها للمغرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد لله، أن ملك الأردن «جدد موقف المملكة الهاشمية الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية وتأييدها لمبادرة الملك محمد السادس بتخويل حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية، انسجاما مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي ونهائي لقضية الصحراء المغربية، بما يكفل تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة المغاربية. واعتبر البيان أن هذا الموقف يأتي «لتفعيل العمل العربي المشترك على أساس قوامه التنمية الاقتصادية، بما يكفل تحقيق التقدم المنشود، ويرسخ التضامن العربي الفاعل في ظل سياسة حسن الجوار وتكريس وحدة وسلامة أراضي الدول العربية وسيادتها».

من جهة أخرى، أكد المغرب والأردن التطابق التام في رؤى ووجهات نظرهما إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك إن على المستويات العربية والإقليمية أو الدولية. وأشار البيان إلى أن الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني، أجريا محادثات معمقة تناولت مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويات العربية والإقليمية والدولية، حيث تميزت بتطابق تام في الرؤى ووجهات النظر.

وأكد العاهلان دعمهما المطلق للشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على كامل الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. كما عبرا عن إدانتهما للانتهاكات المتواصلة التي تمارسها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ورفضهما لبناء المستوطنات، وطالبا المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف هذه الممارسات التي لا تخدم بناء الاستقرار والأمن والسلام المنشود في المنطقة. وأكدا ضرورة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية بما يمكنها من القيام بدورها في العمل على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني وتطلعاته، كما شددا على ضرورة وحدة الصف وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.

وعبر قائدا البلدين عن مساندتهما للجهود المبذولة من أجل إنجاح عملية السلام، وفق المرجعيات والمواثيق الدولية ومبادرة السلام العربية، معربين عن أملهما في أن يشكل المؤتمر الدولي في أنابوليس، نقطة تحول حقيقية للدخول في مفاوضات جادة في قضايا الحل النهائي بصورة حازمة وناجعة من خلال دعم ومتابعة دولية ملائمة وملتزمة بما يؤدي إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط. وفيما يخص القدس الشريف، وانطلاقا مما يوليه الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني لهذه المدينة المقدسة من اهتمام ورعاية خاصة وموصولة تعكس مدى ارتباطها بوجدان وضمير العالم الإسلامي بأسره، ثمن الملك عبد الله الثاني الدور الهام الذي يقوم به الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس وبيت مال القدس في سبيل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لهذه المدينة المقدسة، وعبر الملك محمد السادس عن تقديره الكبير للجهود الموصولة التي يبذلها الملك عبد الله الثاني للحفاظ على المقدسات والأوقاف الإسلامية بالقدس الشريف ورعايتها، لا سيما تأسيسه للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

وبخصوص الوضع في العراق، شدد العاهلان على أهمية الحفاظ على سيادة العراق واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه وهويته، مؤكدين أهمية مشاركة جميع مكونات المجتمع العراقي وقواه السياسية بدون إقصاء في بناء الدولة العراقية الديمقراطية الموحدة وبدون أية تدخلات خارجية. وجدد قائدا البلدين تأييدهما للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية في هذا البلد، والرامية إلى إخراجه من دوامة العنف، حتى تنصب كافة الجهود على إعادة البناء والإعمار. وبشأن الوضع في لبنان، أعربا عن أملهما في أن تتوصل مختلف مكونات المجتمع اللبناني إلى التوافق من أجل تجاوز الأزمة الحالية لإزالة أسباب الفتنة وتعزيز الاستقرار بهذا البلد الشقيق بما يحافظ على سلامته ووحدته ويضمن احترام مقتضيات اتفاقية الطائف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بممارسة لبنان لسيادته الكاملة والفعلية على كامل أراضيه. وبخصوص الوضع في السودان، أعرب قائدا البلدين عن دعمهما لجهود هذا البلد في حماية سيادته على كامل أراضيه ووحدته الوطنية، وناشدا المجتمع الدولي مساعدته على إعادة السلم والاستقرار إلى منطقة دارفور. وبالنسبة للوضع في الصومال، أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء عدم الاستقرار في هذا البلد، وحثا القيادة الصومالية والفصائل المتنازعة على إعلاء روح المصالحة الوطنية، وتركيز الجهود المخلصة لوقف الاقتتال.

كما دعيا إلى تضافر الجهود العربية والدولية لتقديم كل المساعدات الممكنة للشعب الصومالي الشقيق ليتسنى له إعادة الإعمار وبناء مؤسساته.

من جهة أخرى، أكد المغرب والأردن عزمهما مواصلة جهودهما المشتركة من أجل دعم التعاون جنوب ـ جنوب. وأفاد البيان بأن البلدين عبرا عن عزمهما مواصلة الجهود من أجل إعطاء هذا التعاون «محتوى فعالا بما يكفل إعلاء قيم التضامن وبلوغ مستويات متقدمة في التنمية المستدامة». وأشارا في هذا الإطار إلى أهمية المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله الثاني، والتي أنشئت بموجبها مجموعة الدول الإحدى عشرة ذات الدخل المتدني والمتوسط، وإلى أهمية مبادرات العاهل المغربي الملك محمد السادس، تجاه العديد من الدول الأفريقية الرامية إلى مساعدتها على مواجهة أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية الصعبة بما في ذلك إعفاء عدد منها من الديون المستحقة عليها لفائدة المغرب. ودعا العاهلان الدول النامية إلى العمل على الاستثمار بشكل أكبر في التعاون جنوب ـ جنوب، بهدف الاستفادة القصوى من المؤهلات المتوفرة، وإعطاء دينامية جديدة لاقتصادياتها بهدف تخفيف الانعكاسات السلبية للعولمة عليها.

ومن جهة أخرى، طالبا دول الشمال والهيئات المانحة بمضاعفة مبادراتها تجاه دول الجنوب لمساعدتها على مواجهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعاني منها. يشار إلى أن الزيارة الرسمية للعاهل الأردني للمغرب التي استمرت ثلاثة أيام، تميزت بالتوقيع على صفقات لإقامة مشاريع مشتركة بقيمة 2.2 مليار دولار.