سعود الفيصل يدعو طهران للالتزام بالتعهدات الدولية ورايس لا ترى في طهران «عدوا دائما»

وزير الخارجية السعودي: مبادرة السلام العربية قدمت بنوايا طيبة لإسرائيل وتفجير لبنان لن يفشل مبادرة الجامعة

TT

فيما دعت السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، إيران إلى الالتزام بالتعهدات الدولية والمواثيق ذات الصلة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، إزاء برنامجها النووي، خرجت نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس بموقف أبدت فيه لينا في اللغة تجاه طهران، التي هددها الرئيس الأميركي قبل يومين. وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمير سعود، عقد في الرياض مساء أمس، «إن إيران ليست عدوا دائما للولايات المتحدة، وفي إمكانها تحسين علاقتها مع واشنطن، شريطة التخلي عن الطموح النووي في شقه العسكري»، فيما أكدت بالمقابل أن بلادها لا تعارض أن تستخدم إيران الطاقة النووية للأغراض السلمية.

وفي شأن متصل بحادثة التفجير، التي وقعت في بيروت عصر أمس، أكد سعود الفيصل أن هذه الحادثة لن تستطيع إفشال مبادرة الجامعة العربية، لاختيار رئيس للجمهورية في لبنان، وقال «إذا كان هذا الحادث الإرهابي، يهدف إلى عرقلة تطبيق المبادرة العربية، فلن ينجح في ذلك»، في ذات الوقت الذي عبرت فيه رايس عن سخط بلادها إزاء هذا الحادث. وعاد الفيصل ليجدد دعوته لكافة المؤثرين في لبنان، أن يستخدموا تأثيرهم للضغط على حلفائهم بقبول المبادرة العربية، مؤكدا أنها لا تزال على الطاولة.

وعن سير عملية السلام بعد مؤتمر أنابوليس، أكدت كوندوليزا رايس، أن بلادها مستمرة في تعهداتها لحث كافة الأطراف للوصول للسلام قبل نهاية العام الجاري، بيد أنها أكدت أن هذه المهمة «ليست سهلة»، داعية الأطراف المعنية للالتزام بالمبادرة العربية وبرنامج مؤتمر أنابوليس.

وفي رد الأمير سعود الفيصل على سؤل عن مكانية مخاطبة السعودية لإسرائيل مباشرة، حول عملية السلام، قال «لست أدري ما هو نوع المخاطبة التي تريده إسرائيل» وأشار إلى مبادرة السلام العربية بقوله «هناك خطة منصفة لأمن الجميع، وهو عرض أعطيناه بنوايا طيبة، ليس فقط لإحلال السلام، بل لسلام يقود للتطبيع وفتح الحدود».

وفي الشأن العراقي، جدد الوزير السعودي، التزام بلاده دعم العراق من النواحي الاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أنه ليس هناك عراقيل تحول أمام قدوم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي للرياض، والتباحث مع المسؤولين، في الوقت الذي قدرت رايس جهود المملكة المبذولة، تجاه دعم العراق.

وفيما رحبت رايس بالتقدم الذي حققته حكومة المالكي في العراق من الناحية الأمنية، إلا أنها اعتبرته، «لا يزال تقدما هشا»، كما رحبت بتمرير قانون المساءلة والعدالة، والآخر الخاص بمعاشات التقاعد، معتبرة إياهما «خطوة مهمة نحو الأمام».

واستعرضت السعودية وأميركا تطورات الوضع الباكستاني، بعد مقتل بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة، وقال الفيصل إن بلاده ترى في حادثة الاغتيال «الجبانة» التي طالت بوتو، تشكل تحديا أمام الشعب الباكستاني، الذي دعاه بمختلف تياراته السياسية، للتكاتف في مواجهة هذا التحدي لحفظ أمنه واستقراره، فيما دعا على لسان بلاده المجتمع الدولي، للوقوف إلى جانب باكستان، ودعم استقراره، وعدم مارسة أي ضغط عليه، في ظل الظروف التي يمر بها.

وقال الفيصل إن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى بلاده «تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، التي تتسم بالصراحة والشفافية، والعمل الجاد والدؤوب لخدمة المصالح المشتركة، ومعالجة المشاكل الإقليمية والدولية، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ووصف جلسة المباحثات التي عقدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع الرئيس الأميركي جورج بوش بـ«المعمقة والجادة والمطولة»، مبينا أنه تم البحث في العلاقات الثنائية من كافة جوانبها الاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية والأمنية والعسكرية، ورأى وزير الخارجية السعودي، أن من أهم مؤشرات النتائج الايجابية للحوار الاستراتيجي بين بلده وأميركا، ارتفاع عدد المبتعثين السعوديين للولايات المتدة من اقل من ثلاثة آلاف، إلى أكثر من 15 ألف مبتعث، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فضلا عن المستويات القياسية التي وصل لها حجم التبادل التجاري، فضلا عن الاستثمارات السعودية الكبيرة في السوق الأميركية.

وأكد سعود الفيصل أن التعاون الأمني السعودي ـ الأميركي، يعد في أفضل مستوياته، من ناحية مكافحة الإرهاب بكافة جوانبه «الأمنية والفكرية والتمويلية». وأمام ذلك قال إنه يتعين مضاعفة الجهود في حل الأزمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية»، التي قال إنها «أضحت تشكل بؤرا لتجنيد الإرهابيين، إضافة لما تشكله من تهديد للأمن والاستقرار الدوليين». واستحوذ النزاع الفلسطيني الإسرائيلي على حيز كبير من المحادثات السعودية الأميركية، حيث رحبت الرياض على لسان الفيصل بالتأكيدات الأميركية، التزامها بعملية السلام في المنطقة، والتوجه الجاد نحو الدفع بالمفاوضات، وحث الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بالتوصل إلى اتفاقية سلام، في نهاية 2008، وفق أسس ومبادئ مؤتمر أنابوليس.

وتطابقت وجهتا نظر الفيصل ورايس، إزاء ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة الأطراف وقابلة للحياة، فيما رأت السعودية أن استمرار إسرائيل بالتوسع في المستعمرات، تلقي بالشكوك حيال جدية المفاوضات بين طرفي النزاع.