تدريبات على اجتياح واسع في غزة تدل على احتمال مقتل 71 جنديا إسرائيليا في 24 ساعة

في خضم تصعيد العدوان العسكري

TT

كشف مصدر عسكري إسرائيلي مطلع انه في التدريبات التي أجراها الجيش على خطة اجتياح واسع لقطاع غزة، أخيرا، اتضح ان هناك احتمالا كبيرا لمقتل 71 جنديا وضابطا إسرائيليا في غضون أول 24 ساعة من هذا الاجتياح. ولذلك تتردد القيادة السياسية في تنفيذ هذه الخطة في هذه المرحلة.

وجاء هذا الكشف، في وقت كان فيه سلاحا المشاة والمدرعات، ينفذان عدوانا عسكريا في حي الزيتون في شرق مدينة غزة، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيا، بينهم حسام الزهار، 23 عاما، وهو نجل أحد أبرز قادة حماس في قطاع غزة.

ويستدل من هذا العدوان ان الجيش كان يخطط لعملية اجتياح واسعة، تعتبر أقل من الاحتلال الشامل وأكثر من العمليات المحدودة النطاق الجارية حاليا. واثر نتائج التدريبات، تقرر تجميد الخطة والتدرب عليها أكثر وأكثر. وقال المصدر الذي كشف هذه النتائج، ان الجمهور الإسرائيلي المتحمس لعملية اجتياح واسع في القطاع، لا يدرك بعد ما هو الثمن الذي قد تدفعه إسرائيل في عملية كهذه. وأضاف: «نحن ننتصر دائما في التدريبات التي نجريها قبيل تنفيذ اية خطة حربية. ولكن في هذه المرة اتضح ان ثمن انتصار كهذا سيكون ضخما. فالتنظيمات الفلسطينية حصلت في الشهور الأخيرة على أسلحة جديدة فتاكة وأصبح لديها عدد من المقاتلين المدربين جيدا يتقنون فنون القتال كما لو أنهم في جيش منظم. ولذلك، فعلى من يتخذون القرارات في إسرائيل ألا يتسرعوا وأن يعرفوا ما هو الثمن الذي سيدفع. فنحن لا نريد أن نموت هباء. وفي الوقت نفسه مستعدون لتنفيذ الأوامر مهما تكن صعبة. لكن على كل بيت في إسرائيل ان يعرف سلفا أن عملية اجتياح واسعة قد تكلف 71 قتيلا إسرائيليا في أول 24 ساعة من العملية».

ونفى الناطق الرسمي بلسان الجيش الإسرائيلي هذه المعلومات بشكل جزئي، فقال انها ليست معلومات عسكرية من داخل الجيش وان الجيش لا يحصي عدد القتلى خلال تدريباته وحاول أن يعطي طابعا ضبابيا على المعلومات تهربا من التطرق اليها بشكل عيني. إلا ان رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، كان قد أدلى بتصريحات توحي بصحة هذه المعلومات، عندما قال أول من أمس، أنه لا يؤيد عملية اجتياح شامل لقطاع غزة، مع انه حصل على ضوء اخضر من الرئيس الأميركي، جورج بوش، بتنفيذها. وخلال لقائه مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، رد على نواب اليمين المتطرفين، والمتحمسين لعملية اجتياح واسعة كهذه، فلمح إلى ان مثل هذا الاجتياح قد يكلف ثمنا باهظا، وانه لا يتسرع في إعطاء أوامر حربية كهذه ويفضل التروي ووزن الأمور بشكل جدي وعميق. وقال ان على النواب ألا يستهينوا بالعمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في غزة هذه الأيام.

من جهة أخرى ينوي الجيش الإسرائيلي توسيع هجومه على قطاع غزة ليشمل المنطقة الوسطى قرب خان يونس، وذلك انتقاما لمقتل متطوع أجنبي من الأكوادور في أحد حقول كيبوتس (تعاونية) «عين هشلوشا»، صباح أمس برصاصة قناص فلسطيني. وقال ناطق بلسان الجيش ان هذه العملية تعتبر بمثابة تصعيد خطير من الفلسطينيين، حيث أنها المرة الأولى التي يعمل فيها قناص من داخل غزة إلى الحدود الإسرائيلية. وقال أولمرت، إن «الإرهابيين الفلسطينيين دفعوا ويدفعون اليوم وسيدفعون في المستقبل أيضا ثمنا باهظا لقاء عملياتهم هذه». لكن المعارضة اليمينية اتهمته بـ«القنوط والعجز إزاء تصاعد العمليات الإرهابية». وطالبوه بتحرير أيدي الجيش من القيود التي يفرضها على مخططاته. بيد أن النائب من حزب «ميرتس» اليساري، ران كوهن، وهو نفسه ضابط برتبة عقيد في جيش الاحتياط، حذر أولمرت من الخضوع للضغوط. وقال إن هناك عناصر في قيادة الجيش ومعها عناصر في المعارضة اليمينية تسعى لتصعيد الأوضاع في الجنوب، وهدفهم في ذلك ليس حماية المدنيين بقدر ما هو تدمير المسيرة السلمية التي يخوضها أولمرت مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن).