رايس من بغداد: أرى تقدما سياسيا وآخر على طريق المصالحة.. إنه زمن الآمال

نقلت للمالكي رغبة بوش بسحب 30 ألف جندي بحلول منتصف العام الحالي

وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس يتصافحان بتودد في مؤتمر صحافي عقداه ببغداد أمس (أ.ب)
TT

وصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى بغداد، أمس، في زيارة مفاجئة، وفيما أشادت بالتقدم الحاصل على الصعيد السياسي في العراق مؤكدة انه يعكس «زمن الآمال» في البلاد التي تمزقها الحرب، قالت الحكومة العراقية ان رايس جددت دعم بلادها للحكومة العراقية، و«مساندة جهودها لتحقيق الامن والاستقرار». وصرح مسؤولون بأن رايس عقدت فور وصولها الى بغداد اجتماعا مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي ثم اجتمعت مع وزير الخارجية هوشيار زيباري كما اجتمعت مع الرئيس العراقي جلال طالباني وأيضا مع زعيم إقليم كردستان مسعود بارزاني.

وقالت رايس للصحافيين إثر محادثات مع القادة العراقيين «يجب أن أقول انه منذ زيارتي الاخيرة قبل حوالى شهر شاهدت تقدما على الصعيد السياسي وخصوصا في مجال المصالحة يقوم به الشعب العراقي». وأشارت الى «عزم المواطنين على محاربة المتطرفين والإرهابيين والمقاتلين الاجانب» كمثال للتفاؤل. وتابعت «أجريت محادثات مع القادة (...) ويبدو ان هناك روحية تعاون للمضي قدما على الصعيد الوطني»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت رايس «انه زمن الآمال»؛ في إشارة الى إقرار البرلمان قبل ايام قانون «المساءلة والعدالة» الذي يسمح بعودة المراتب الدنيا من عناصر حزب البعث المنحل الى وظائفهم، وذلك بديلا عن قانون اجتثاث البعث. وأشادت بـ«ما حدث في الأنبار مع مجلس الصحوة والجهد السياسي على مستوى المحافظات (...) وهناك الكثير يجري هنا من ناحية المصالحة، هناك الكثير من العمل الذي يجب ان يحدث». وأوضحت «تحدثت مع المسؤولين عن الحاجة الى انتخابات محلية وقانون جديد للنفط (...) اعتقد ان البرلمان سيمرر قريبا الميزانية الجديدة».

وأضافت رايس «أعتقد ان العلاقات بين العراق وجيرانه تحسنت مع الوقت في اجتماعات دول الجوار (...) كان هناك قلق بشأن ما يحدث في العراق في البداية وهواجس من ان الامور لا تتحرك لكن الناس يعرفون التحديات». وتابعت ان «الناس الآن يتحدثون عن مستقبل العراق (...) ان التمثيل الدبلوماسي يزداد وسنرى المزيد من اجتماعات الجوار وهناك العهد الدولي للعراق وتبادل في الوعود بالمساعدة».

وأكدت الوزيرة «قانون المساءلة والعدالة تم تمريره والكل يلاحظ هذا ويشيد به. انها خطوة جيدة على طريق المصالحة وهناك خطوات اخرى تتم على الطريق ذاته، وكلما ازدادت هذه الخطوات كلما ترسخ الاعتقاد في دول الجوار بأن الأمور ستنجح». وعبرت عن اعتقادها بأن «عراقا ديمقراطيا موحدا موجود هنا لكي يبقى رغم وجود بعض التحديات».

وتابعت رايس ان «زيادة عديد القوات (الاميركية) كان لإعطاء الشعب العراقي فرصة للمصالحة الوطنية، لكن هذه العملية لم تتحرك دائما بالسرعة التي نرغب فيها او يودها البعض في واشنطن (...) لكن العملية تسير بشكل رائع». وأكدت ان «الرئيس (جورج بوش) كان واضحا انه سيأخذ التوصيات من القادة بشأن الأوضاع ميدانيا، فتقييم وجود القوات يتم بناء على الحقائق وقدرات القوات العراقية (...) الرئيس سيتخذ هذه القرارات بناء (...) لاستمرار التقدم». وتابعت رايس «قال اننا في المسار الصحيح لبدء عملية تخفيض القوات التي تحدث عنها الجنرال ديفيد بترايوس في واشنطن».

وترافق الوزيرة الرئيس جورج بوش في جولته الشرق اوسطية، وهدف زيارتها حض كبار المسؤولين على المزيد من الخطوات لتحقيق المصالحة السياسية وإقرار تشريعات إصلاحية جديدة.

الى ذلك، أصدرت الحكومة العراقية بيانا في اعقاب محادثات المالكي ـ رايس التي استمرت ساعتين، وأكد البيان أن «الحكومة تعمل بجد على تثبيت أسس الديمقراطية والحرية (...) وإشاعة أجواء المصالحة الوطنية في العراق الجديد». وتابع البيان أن رايس «جددت دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية، ومساندة جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية لأبناء الشعب العراقي كافة، واستكمال السيادة وتطبيق القانون والوقوف الى جانبها في انجاح مشاريعها».

وأطلعت رايس رئيس الوزراء العراقي على نتائج جولة الرئيس الاميركي في منطقة الشرق الاوسط وأبلغته ان استقرار العراق من استقرار المنطقة كلها.

وصرح المتحدث الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ بأن رايس نقلت لرئيس الحكومة العراقية رغبة الرئيس الاميركي في سحب نحو 30 ألف جندي أميركي من العراق بحلول منتصف العام الحالي.

وقال الدباغ لرويترز إن رايس «تحدثت مع رئيس الحكومة حول امكانية خفض عدد القوات المتعددة الجنسيات في العراق». وقال الدباغ ان رايس اطلعت المالكي على النتائج التي حققتها زيارة بوش الى المنطقة «والمباحثات التي أجراها مع قادة هذه الدول وخاصة ما يخص منها الشأن العراقي». وأضاف ان رايس عبرت خلال اللقاء عن «رغبة الرئيس بوش التي نقلها الى قادة هذه الدول في رؤيته المتعلقة بحشد جهد اقليمي لمساعدة الحكومة العراقية وجهود الرئيس بوش في محاربة المجموعات الارهابية التي تحاول زعزعة امن واستقرار العراق».

من جهته، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري للصحافيين، إن «الزيارة (زيارة رايس) مهمة في توقيتها، خصوصا وان هناك تطورات ايجابية جدا في الوضعين السياسي والأمني وتطورا على المستوى الاقليمي والمنطقة». وأجاب ردا على سؤال حول وجود اتفاق مع واشنطن «أوضحنا للدول العربية أنه ليس هناك اجندة سرية والعملية شفافة (...) نحن مازلنا بحاجة الى الدعم لفترة ما والولايات المتحدة حليف استراتيجي». وأكد زيباري «نحن لا نختلق البدع والعديد من الدول العربية لديها اتفاقيات مماثلة مع الولايات المتحدة».