«الفروة».. رداء أهل البادية في فصل الشتاء القارس

تصنع من صوف وجلود الأغنام والأرانب والنعام

الرئيس الأميركي مرتديا زياً عربيا تقليديا وبجانبه الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز في الجنادرية أمس (أ.ب.أ)
TT

لم يجد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بداً من أن يتوشح «الفروة» في البرد القارس الذي تعيشه العاصمة السعودية الرياض، إذ تعتبر هذه الأيام وبخاصة في دول الخليج، الاستعانة بالفروة أمر لا بد منه، كونها تشعر من يتدثر بها بالدفء، الذي يتسلل الى كامل الجسم.

وليس بالجديد توشح رئيس أميركي بـ«الفروة»، فقد توشحها من قبل جورج بوش الأب، خلال زيارة سابقة له إلى السعودية في فترة الشتاء، عندما حل ضيفاً على الملك عبد الله، حينما كان ولياً للعهد، في مخيمه بروضة خريم شمال شرقي مدينة الرياض.

وتعتبر «الفروة» أهم الملابس التي يحرص عليها أبناء الجزيرة العربية، وخاصة البادية، كونها تعتبر أهم الملابس التي تجلب الدف للابسيها، وخاصة في الأيام التي يكون فيها البرد قارساً جداً، بعكس «المشلح» أو ما يسمى «البشت»، كونه عندما يشتد البرد يبادر أهل الجزيرة العربية إلى «الفروة» كونها تلبس عند الضرورة، وهذا ما يربط أهميتها القصوى بالظروف المناخية وتقلباتها، بعكس «المشلح» الذي يلبس في الظروف الجوية الحارة والربيعية والمعتدلة، لأنه الأجمل والأخف، لتكون العناية بالمشلح والحرص على اقتنائه كبيرين.

وتصنع «الفروة» من صوف الأغنام وجلودها وبعضها من الأرانب والنعام، ويوضع عليها قماش يطلق عليه «القباب»، كما أن هناك عدة أنواع من الفراء، فمنها ما هو طويل يغطي جسم الإنسان كاملا، ومنها ما هو قصير مثل «الصدرية»، ومثلما تختلف أشكالها تختلف جودتها، وهذا بدوره يؤدي إلى اختلاف أسعارها.

وحديثا دخلت التقنية على خط صناعة «الفروة» لتصنع من المنتجات النفطية، التي تستورد عادة من الدول الآسيوية، لرخص ثمنها.

وتعتبر «الفروة الطفيلية» من أجود انواع الفراء وأغلاها سعرا، حيث تصنع من صوف وجلود صغار الأغنام، أو ما يسميه أهل البادية «الطفال» والتي عادة لا تتجاوز أعمارها الشهرين، كونها تتميز بالخفة ورقة الملمس، فصوفها ناعم يجلب الدفء، ومنها «صينية طفالية» وقيمتها تصل إلى 3 آلاف ريال (800 دولار)، وأيضا العراقية «الموصلية طفالية» تصل أحياناً إلى أكثر من 5 آلاف ريال (1350 دولار) إذا كانت من نوع مبروم وناعم. وهناك السوري والألمانية، والتي تتراوح أسعارها بين 1500 و2000 ريال (400 و533 دولار)، وهناك نوع رابع بدأ يغزو الأسواق السعودية، وهي الإيرانية التي يصل سعرها إلى نحو ألف ريال (266 دولارا).

وهناك من الفراء التي تسمى «الدعم» والتي تصنع من جلد وصوف الأغنام الكبيرة، التي تجاوزت أعمارها 6 شهور، والتي تتميز بطول شعر صوفها وثقلها، والتي لا تلقى إقبالاً كبيرا. وفي الآونة الأخيرة بدأت تدخل إلى السوق الفراء الصناعية، والتي يتم تصنيعها من المنتجات البترولية، والتي تتراوح أسعارها ما بين 80 و200 ريال (21 و53 دولارا) والتي يتم استيرادها من الخارج، وخاصة من دول شرق آسيا، فيما بدأت تطل موضة الفراء النسائية، التي بدأت تأخذ حيزاً من السوق السعودية والتي تصل أسعارها إلى نحو 3 آلاف ريال (800 دولار).

واشتهرت بلاد الشام، وخاصة سورية والأردن والعراق، بصناعة الفراء، حيث يتم صنعه بعد إحضار جلود الخراف ومن ثم غسلها ورشها بالملح، ومن ثم تركها لمدة زمنية معينة، ومن ثم غسلها مرة أخرى ورشها بمادة «الشبه» التي تعمل على قتل الجلد الحي، ومن ثم تنظيفها في ماكينات خاصة من إنتاج يدوي، وبعد ذلك يتم تحويل «الجلود» و«الجواعد» إلى الخياطة من اجل تصنيعها لتكون فراء ومفردها «فروة» والتي تكتسى بأقمشة مزركشة تعطيها لوناً وجمالأ يجلب لها الزبائن.