المعارضة المصرية تحتج في القاهرة على زيارة بوش لشرم الشيخ

طالبت بمنعه من دخول البلاد وطرد سفيري واشنطن وتل أبيب

مصري يمر أمام قوات شرطة في القاهرة أمس (رويترز)
TT

شهدت القاهرة أمس، ما يشبه «سباقا» من جانب أحزاب وقوى المعارضة المصرية، عشية زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لمصر اليوم، لإعلان احتجاجها على الزيارة، فيما بدا أن معظم اطراف المعارضة متفقة على رفض الزيارة، إلا أنها فشلت في تنفيذ عمل موحد، اذ تظاهر معارضون من أحزاب التجمع والناصري اليساريين والوفاق القومي والتحالف الاشتراكي في ميدان طلعت حرب بوسط العاصمة، فيما اختار نواب الإخوان الاحتجاج أمام البرلمان وسط، طوق من قوات الأمن.

ورفع النواب لافتة كبيرة على السور الخارجي لمقر البرلمان تحتوي على رسوم لدولارات أمريكية كتبوا عليها «لا لزيارة بوش»، وطالبوا في بيان وزعوه خلال وقفتهم الاحتجاجية، الحكومة المصرية بإلغاء زيارة بوش تجاوبا مع مشاعر الرأي العام المصري والعربي.

وقال البيان «إن أعضاء البرلمان المصري، إذ يؤكدون من خلال وقفتهم الاحتجاجية على إدانة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي، إنما يطالبون في الوقت ذاته حكام الأمة بأن يكونوا عند مستوى المسؤولية، ويعبروا عن رفضهم لهذه التصريحات، التي تمثل إهانة للشعب المصري وتحريضا ضد المقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان وغيرها».

واعتبر البيان أن «زيارة الرئيس بوش للمنطقة، لا تستهدف فقط رفع شعبيته المنهارة في الداخل الأميركي، من خلال تحقيق مكاسب على حساب الأمة العربية»، وإنما «تهدف أيضا إلى السعي لوضع مخطط الشرق الأوسط الجديد موضع التنفيذ»، من خلال «الدعوة إلى تفتيت الكيانات الوطنية، وتغذية الانقسامات العرقية والطائفية». وعبر النواب عن رفضهم لما وصفوه بـ«المؤامرة التي يقودها بوش، ضد حركة المقاومة في فلسطين وتحريضه السافر ضدها، ومنحه الضوء الاخضر للعدو الصهيوني لاجتياح غزة، وإبداء استعداده لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران».

وقال الدكتور سعد الكتاتني رئيس كتلة نواب الإخوان، خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقده النواب أمام مقر البرلمان في نهاية وقفتهم الاحتجاجية، التي استمرت لنحو ساعة، أن النواب يرفضون الأجندة الأميركية، التي جاء بها بوش إلى المنطقة، موضحا أن الرأي العام المصري وليس النواب فقط، يقفون موقفا واحدا ضد الزيارة وقال «نحن نرفض أن تقوم مصر بدور خفير المنطقة، التابع لأميركا والمنفذ لسياساتها» .

من جانبه أشار النائب حمدين صباحي، إلى أن النواب يطالبون الحكومة المصرية بالاستغناء عن المعونة الأميركية، التي تجبرها على الخضوع لأجندتها. وقال النائب مصطفى بكري، إن نحو مائة نائب وقعوا طلبا قدموه إلى الدكتور احمد فتحي سرور رئيس البرلمان، طالبوا فيه بعقد جلسة خاصة لمناقشة زيارة بوش، موضحا أن النواب الموقعين يعتزمون في حال رفض طلبهم، عقد جلسة خاصة ليثبتوا احتجاجهم على زيارة الرئيس الأميركي.

وبعد ساعة واحدة من الاحتجاج، وعلى بعد أمتار قليلة وتحديدا في ميدان طلعت حرب وسط القاهرة، تظاهر عشرات من أعضاء أحزاب التجمع والناصري والوفاق القومي والتحالف الاشتراكي ضد زيارة بوش، ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالزيارة، وتطالب الحكومة المصرية بإلغائها، منها لافتة كتبوا عليها «أرضنا العربية لعن الله من أدخلك إليها»، ولافتة أخرى «لا لزيارة مجرم الحرب بوش».

وبرغم الحصار الأمني المكثف، سمحت قوات الأمن لأعضاء الحزب الناصري بالنزول من مقر حزبهم في شارع طلعت حرب، والسير حاملين اللافتات في الشارع للانضمام على موقع المظاهرة، التي كان قد بدأها أعضاء التجمع في ميدان طلعت حرب، الذي يبعد عن مقر الحزب الناصري بنحو 500 متر.

ورفع المتظاهرون صورا للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، كتبوا عليها «رمز العزة»، وصورا أخرى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وصور القتل في العراق وفلسطين، مرددين شعارات تطالب بطرد السفيرين الأميركي والإسرائيلي من القاهرة.

وقال حسين عبد الرازق الأمين العام لحزب التجمع لـ«الشرق الأوسط»، إن المظاهرة تعبير عن رفض حزبه والأحزاب المشاركة لزيارة الرئيس الأميركي للقاهرة، وهي الزيارة التي يرفضها الشعب المصري بمختلف فئاته، موضحا أن الزيارة خطوة أولى في تنفيذ الأجندة الأميركية المعدة للمنطقة، والتي تهدف إلى تقسيم الأقطار العربية إلى دويلات صغيرة على أساس طائفي وعرقي.

من جانب آخر، وصف مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين، ما قامت به إسرائيل في حي الزيتون بغزة صباح أمس بأنه مجزرة وحشية. وأكد في بيان له أمس أن «إسرائيل ما كانت لتقدم على هذا الفعل الإجرامي البربري وجرائمها المتكررة في حق الشعب الفلسطيني، إلا من خلال العجز والشلل الذي تُعانيه الحكومات والأنظمة العربية».

وأكد البيان أن الإخوان المسلمين «وهم يدينون هذه المذبحة البشعة، ليحملوا مسؤوليتها أيضًا للأنظمة والحكومات العربية، والمؤسسات الدولية، فضلاً عن الإدارة الأميركية».