«صحوة» الأعظمية تعين «قائدا» جديدا بعد اغتيال مسؤولها السابق

المنتمون منها إلى قوات الأمن يشعرون بالخوف.. وآخرون يشكون: الحكومة لا تتجاوب معنا

TT

أكد أوس محمد علي، المسؤول الاعلامي لمجلس صحوة الاعظمية، ان القائد الميداني لثوار الأعظمية «ابو عبد» وهو ضابط في الجيش العراقي السابق قد خلف العقيد رياض السامرائي الذي اغتيل في وقت سابق من الشهر الجاري في قيادة التشكيل المسلح الذي استطاع اعادة الهدوء والاستقرار في المنطقة التي كان يسيطر عليها متشددون.

وقال محمد علي في تصريح خاص لـ«الشرق الاوسط» ان «القائد الجديد للثوار هو من ابناء المنطقة المعروفين بوطنيتهم ولا ينتمي لأي جهة او حزب سياسي ومسألة قيادته للتشكيل هي رغبة منه ومن وجهاء المنطقة في الاستمرار ببسط الامن والاستقرار في المنطقة وملاحقة المتشددين ممن يرتبطون بتنظيم القاعدة او اي جهة اخرى لا تريد الخير للعراق والعراقيين».

واكد مسؤول الاعلام أن «الاوضاع طبيعية وجيدة في منطقة الاعظمية عموما ولا يوجد هناك أي خلل من الناحية الأمنية، خصوصا بعد العلاقات الطيبة التي اقامها ثوار الاعظمية مع الاهالي الذين أبدوا ارتياحا كبيرا لوجود ابنائهم في حراسة المنطقة».

واضاف محمد علي «ان القتل والتفجير والخطف مسائل انتهت ولن تعود نهائيا كما كانت تحصل بالمنطقة قبل اكثر من عام، لان جميع ابناء المنطقة ذاقوا الامرين منها بعد ان شوهت تلك الجرائم التي كانت تقوم بها فئة ضالة من سمعة المنطقة التي تعتبر من اقدم مناطق بغداد واشهرها لاسيما انها تضم مرقد الامام ابي حنيفة النعمان (رض)».

وأشار الى ان الحكومة العراقية لا تتجاوب بجدية مع مجلس الصحوة في منطقتهم رغم الجهود والتضحيات الكبيرة التي بذلها افراد التنظيم المسلح في مطاردتهم لعناصر تنظيم القاعدة والمجرمين «الذين عاثوا بالمنطقة فسادا لأكثر من عام ولم تستطع القوات الحكومية او الاميركية من القضاء عليهم الا بعد ان تدخل ثوار الاعظمية». وتابع «بدأت القوات الاميركية بزج بعض العناصر من افراد تنظيمنا الى داخل سلك الشرطة الوطنية، لكن هناك تخوفا وقلقا شديدا من قبل المنتمين الجدد، بسبب الفجوة التي خلفتها الاحداث السابقة، لذا فتراهم يرفضون العمل في مناطق بعيدة عن منطقتهم»، مؤكدا بان حالة انعدام الثقة الموجودة الان بين شرائح المجتمع العراقي تتطلب جهود جميع الاطراف لعودة الاوضاع كما كانت عليها في السابق وردم الفجوة التي حصلت.

وكشف مسؤول الاعلام عن رغبة جامحة لدى جميع افراد الصحوة في منطقة الاعظمية على استعداد للعمل والانخراط في المؤسسات الامنية الحكومية من اجل خدمة العراق وانقاذه من الاوضاع الامنية السيئة التي يشهدها. وحمل الناطق الاعلامي «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» مسؤولية مقتل العقيد رياض السامرائي قائلا «لا يوجد غير القاعدة متورط بمقتل العقيد رياض، وهو امر معروف للجميع لاسيما بعد الوعيد والتهديد من قبل زعيم التنظيم اسامة بن لادن».

وشرح محمد علي بعض تفاصيل حياة سكان الاعظمية في ظل سيطرة الجماعات المتشددة على المنطقة، حيث قال «نحن في الاعظمية ساءت احوالنا كثيرا بسبب سطوة تلك الجماعات، فانا واحد من الناس تركت عملي السابق لمدة تسعة اشهر وعملت في مذخر ادوية لكي اوفر متطلبات العيش لعائلتي، ووصلت الحالة بنا الى عدم الخروج من حدود المنطقة لانه في حال الخروج فسوف تعرض نفسك للقتل، او التعذيب في افضل الاحوال». واضاف «هم (المتشددون) كانوا يخطفون ويقتلون ويسرقون ونحن من يبتلي ويتحمل النتائج السيئة سواء بتشويه السمعة التي لحقت بنا او الاضرار التي طالتنا في امورنا المعيشية من جراء اعمالهم بعد ان تركنا اعمالنا في دوائر الدولة والمحلات التي تقع خارج الحدود الادارية للاعظمية».

واختتم محمد علي قائلا «اليوم لا توجد اي من الحالات السابقة وبدأ الموظفون يذهبون لاعمالهم في مناطق مختلفة من بغداد والمحلات فتحت ابوابها وكذلك بعض دوائر ومؤسسات الدولة الموجودة في المنطقة بدأت تستقبل المراجعين وهو مؤشر نحو عودة الحياة لسابق عهدها».