4 قتلى لبنانيين و20 جريحاً بينهم أميركي في انفجار استهدف سيارة مصفحة للسفارة الأميركية في بيروت

واشنطن تحدثت عن عبوة ناسفة وبيروت عن سيارة مفخخة

جنود لبنانيون يحاولون إبعاد الفضوليين عن موقع الانفجار الذي استهدف امس سيارة مصفحة للسفارة الاميركية على المدخل الشمالي لبيروت (أ ب ا)
TT

استهدف انفجار قوي، سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الاميركية في منطقة الكرنتينا (شرق بيروت) ما أدى الى سقوط أربعة قتلى لبنانيين، واصابة حوالي 20 شخصاً، بينهم ركاب السفارة الأميركية وهم لبنانيان واميركي واحد من جهاز أمن السفارة، فيما اصيبت عشرات السيارات التي كانت مارة في موقع الجريمة والمنازل والمصانع بأضرار جسيمة.

ورجحت مصادر أمنية أن تكون العبوة الناسفة موضوعة في سيارة، ركنت الى جانب الطريق، وفجرت بجهاز تحكم عن بُعد، بعد رصد لتحركات السيارة المستهدفة سابقاً.

وكان الانفجار دوى عند الساعة الرابعة و25 دقيقة من مساء امس، وسمع المواطنون اصداءه في بيروت ومحيطها. وسرعان ما تبين ان هذا الانفجار استهدف سيارة مصفحة للسفارة الاميركية، كانت تمر على الطريق البحرية التي تصل بيروت بمنطقة الدورة وجوارها والتي تسلكها آلاف السيارات هرباً من زحمة السير التي تحصل على الاوتوستراد. وأدى الانفجار الى اصابة السيارة المستهدفة، وهي مصفحة، بأضرار جسيمة وهو ما أدى الى اصابة الاشخاص الثلاثة الذين كانوا بداخلها وبينهم الاميركي ماثيو كلايتن، الذي نقل ورفيقاه الى مستشفى الجعيتاوي في الاشرفية للمعالجة.

كذلك تسبب الانفجار بتدمير سيارة مدنية، كانت تسير خلف السيارة الأميركية مباشرة، ما ادى الى احتراقها ومقتل شخصين كانا بداخلها وتفحم جثتيهما، كما قتل مواطنان لبنانيان آخران كانا يمران في المحلة، فضلاً عن اصابة حوالي 17 شخصاً آخرين من ركاب سيارات كانت تمر في مكان الحادث أو ممن كانوا في منازلهم ومصانعهم ومكاتبهم.

واثر وقوع الانفجار هرعت الى المكان دوريات للجيش اللبناني والامن الداخلي، والمباحث الجنائية والادلة الجنائية، وضربت القوى الأمنية طوقاً حول الموقع، كما وصلت سيارات الاطفاء والدفاع المدني لإطفاء الحرائق، ونقل المصابين الى المستشفيات. كما حضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، وقاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر وكبار الضباط، وبدأوا تحقيقاتهم ورفع الأدلة من مكان الحادث والسيارات المتضررة، كما احضرت الكلاب البوليسية وبدأت بعملية مسح شامل للمنطقة، تحسباً لوجود عبوات اخرى في محيط لوقع الجريمة. وشوهد عناصر من الجيش اللبناني يقتادون شخصين مدنيين أوقفوهما.

وترددت معلومات ان الانفجار استهدف موكباً وهمياً للسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان، الذي كان سيقيم احتفالاً وداعياً في مركز «البيال» للمعارض لمناسبة مغادرته لبنان بسبب انتهاء مهماته، ما يرجح فرضية ان الانفجار كان يستهدف السفير الاميركي، غير ان مصادر أمنية وصفت هذه المعلومات بـ«الفرضيات»، وان هذا الأمر رهن بما تتوصل اليه التحقيقات الأمنية والقضائية.

وفي واشنطن أعلنت وزارة الخارجية الاميركية أمس، ان الانفجار الذي وقع عند مرور سيارة تابعة للسفارة الاميركية في بيروت، اوقع اربعة قتلى مدنيين، ليس بينهم أي أميركي، وان السيارة تضررت بشكل طفيف. وقال المتحدث باسم الخارجية، شون ماكورماك، ان سائق السيارة اللبناني «اصيب بجروح طفيفة». اما راكب السيارة الوحيد الآخر، فهو موظف غير أميركي في السفارة، ولم يصب بأذى. وأضاف ان «اربعة من سكان بيروت قتلوا في الانفجار». وشدد على عدم وجود أي دبلوماسي أو مواطن اميركي في سيارة السفارة الاميركية.

وخلافا لما ذكرته الاجهزة الامنية اللبنانية، التي تحدثت عن اعتداء بسيارة مفخخة استهدف سيارة السفارة، أشار ماكورماك الى «عبوة» من دون التأكيد ان السيارة الاميركية هي المستهدفة. واضاف انه «من المبكر جدا» تحديد هذا الامر، مؤكدا ان «سفارتنا واجهزتها الأمنية ستعمل بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، لدرس ظروف الانفجار». وقال ان السفارة ستعيد النظر في تدابيرها الأمنية، لضمان حماية موظفيها الأميركيين واللبنانيين في شكل صحيح.

وعلى أثر الانفجار، اعلنت السفارة الاميركية في بيروت عن الغاء حفل تكريم السفير جيفري فلتمان، الذي كان مقررا لمناسبة انتهاء مهامه في لبنان، وقالت السفارة في بيان «ان سيارة تابعة للسفارة، كانت في مكان الانفجار الذي حصل في الكرنتينا، حوالي الساعة 30.14». واضافت «كان في السيارة موظفان لبنانيان ساعة الانفجار، احدهما أصيب بجراح طفيفة، ولم يكن فيها اميركيون»، مؤكدة »ان جميع الموظفين الاميركيين المعتمدين في السفارة في لبنان، هم بصحة جيدة وفي امان».

وقال المصدر نفسه، ان الانفجار ادى الى مقتل شخصين كانا داخل سيارة مدنية عابرة، كما ادى الى مقتل شخص كان مارا في المنطقة، كما ادى الى وقوع عدد من الجرحى.