الجيش الأميركي: تسليم الملف الأمني في الأنبار للقوات العراقية الربيع المقبل

برهم صالح يترأس الاجتماع الخاص بإعادة إعمار المحافظة

TT

اعلن الجيش الاميركي انه قرر تسليم السلطات العراقية الملف الامني في الانبار كبرى محافظات البلاد قبل نهاية ابريل (نيسان) المقبل، الامر الذي يعكس التطور الامني الحاصل في المنطقة التي كانت ابرز معاقل المتمردين.

وقال الكولونيل جون شارلتون لوكالة الصحافة الفرنسية في الرمادي، كبرى مدن المحافظة السنية، ان الانبار ستسلم رسميا للسلطات العراقية في مارس (اذار) او ابريل 2008. واضاف في احدى القواعد الاميركية الرئيسية في الرمادي (110 كلم غرب بغداد) «انها خطوة كبيرة الى الامام (...) سيتم تسليم كثير من المسؤوليات الى الجانب العراقي قريبا».

وفي حال حصول ذلك، ستكون عملية نقل السلطات الى الحكومة المركزية في بغداد العاشرة من نوعها لقوات التحالف بقيادة الجيش الاميركي. وكانت البصرة (جنوب) اخر محافظة تتسلم فيها السلطات العراقية الملف الامني من الجيش البريطاني في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وتابع شارلتون ان «كون الانبار اكبر محافظة من حيث المساحة، فان ذلك يؤكد اهمية نقل السلطات فضلا عن انها كانت احدى اكثر مناطق العراق خطرا من حيث استخدامها مقرا لشبكة القاعدة لعدة سنوات». وتجاور الانبار ذات الطبيعة الصحراوية ويسكنها العرب السنة، سورية والاردن والسعودية. وكانت السيطرة على المحافظة من الصعوبة بمكان منذ بدء الاجتياح الاميركي بحيث انها سرعان ما تحولت الى مسرح للمواجهات بين الجيش الاميركي والمسلحين.

ودارت مواجهات شرسة في مدينة الفلوجة عام 2004 اثر وقوعها بايدي المسلحين ما ادى الى تدمير جزء كبير من احيائها.

وقد اعلنت الرمادي في اكتوبر (تشرين الاول) عاصمة «دولة العراق الاسلامية» التابعة لشبكة «القاعدة» التي خاضت مواجهات مع الفصائل المسلحة الاخرى. لكن الانبار بدأت تشهد تحسنا ملحوظا في الاوضاع الامنية مطلع عام 2007 بعد اربعة اشهر من تشكيل «مجلس صحوة الانبار» من قبل شيوخ العشائر لمحاربة القاعدة ومن يدور في فلكها. وتم الحاق عناصر الصحوة من ابناء العشائر بصفوف الشرطة والجيش في المحافظة بشكل سريع بحيث انها اصبحت اليوم تسيطر على المحافظة بصورة شبه كاملة تقريبا.

واوضح شارلتون ان «السيطرة العراقية على المحافظة تعني ان العراقيين سوف يكونون المسؤولين عن كل النواحي الامنية والادارية، وسيكون دورنا في هذه المرحلة استشاريا فقط».

وتابع ان «عملية تسليم المهام لن تكون بشكل كامل على الفور، لكنها ستكون على مراحل وقد بدأت منذ اشهر وكل يوم نتقدم خطوة اقرب تجاه تحقيق ذلك، وستكتمل عملية التسليم بشكل تام ورسمي بين شهري مارس وابريل القادمين».

من جهة أخرى ، ترأس الدكتور برهم صالح، نائب رئيس الوزراء، امس الاجتماع الموسع الخاص باعادة اعمار محافظة الانبار ومناقشة تنفيذ الموازنة للمحافظة لعامي 2007 و2008 بحضور وزيري المالية والكهرباء ومحافظ ورئيس مجلس محافظة الانبار والشيخ احمد ابوريشة رئيس عشائر صحوة العراق والدكتور رافع العيساوي رئيس مجلس اسناد الانبار وعدد من الشيوخ والمسؤولين ووكلاء الوزارات المعنية والمديرين العامين والقادة العسكريين والمدنيين من القوات المتعددة الجنسية. واكد صالح في بداية الاجتماع ضرورة بذل كل الجهود والمساعي من اجل اعادة اعمار الانبار وتأهيل البنى التحتية للمحافظة بعد التقدم الكبير الذي حققته في مقارعة وطرد الارهاب من المحافظة، واشاد بالدور الكبير الذي لعبه ابناء المحافظة والعشائر في استتباب الامن والاستقرار في كافة ربوع المحافظة.