صفير: تدويل الأزمة سيخرب لبنان ولكنه «أبغض الحلال»

TT

نبه البطريرك الماروني نصر الله صفير، الى «ان تدويل الأزمة اللبنانية، سيحدث خرابا للبلد، الا أنه يبقى ابغض الحلال»، ورأى «ان لبنان مقبل على ايام صعبة»، مشيرا الى «ان العائق اصبح من داخل لبنان، اكثر من خارجه».

وأوضح صفير خلال استقباله نقيب المحررين ملحم كرم، وأعضاء مجلس النقابة اعتقاده، «ان بعض اللبنانيين يحاولون ان يساعدوا الحل الخارجي، الذي لا مصلحة للبنان فيه على ما سواه من الحلول»، واكد ان «من واجب اللبنانيين، ان يجتمعوا ويجمعوا رأيهم على حل داخلي على الاقل». وقال: «اننا مع الحل اللبناني اولا، ومع الحل العربي ثانيا، ومع الحل الدولي ثالثا، ولكن في كل هذه المراحل صعوبات، وربما كان الأصعب هو الحل الأخير، وربما يأتي الحل على حسابنا». وفي رد غير مباشر على مطالبة العماد ميشال عون بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة، لفت الى «ان الشعب الذي لا يتمكن من الآن ان يختار نوابه، لا ادري اذا ما كان باستطاعته ان يختار دفعة واحدة رئيسا للجمهورية».

وأضاف: «هناك حديث يقول ان القضية اللبنانية ذاهبة الى الامم المتحدة واصبحنا مدولين ولا ادري اذا كنا نأسف لهذا الامر أو نرحب به، لكن رغم الشدة لا يمكننا ان نيأس، لأن الوطن وطننا، والناس اهلنا، والتاريخ تاريخنا، ولا نريد ان يكون ماضينا، افضل من مستقبلنا». ولفت الى «ان الوجود السوري كان في لبنان عسكريا، أما الآن فأصبح وجوده سياسيا، وربما هناك تواطؤ بين بعض اللبنانيين وبعض الخارج».

وردا على سؤال حول ما تقوله المعارضة، بأنه منحاز الى الموالاة، قال صفير «هذا رأيهم وليس لي جواب على ذلك، انما الأعمال تدل، وليأخذوا بأعمالنا وليروا اذا كنا منحازين أم لا». وعما اذا كان الأمين العام للأمم المتحدة عمرو موسى، سيحمل جديدا لتسويق المبادرة العربية، رأى ان «الأزمة خارجية، ولكن اللبنانيين يتأثرون بما يجري في الخارج، وكذلك يأتي موسى لمعالجة الأمر، وهو لم يكتف بمجيئه الى لبنان ـ على ما علمنا ـ بل سيذهب الى بلدان اخرى. ولكن اللبنانيين مسؤولون عن وطنهم ومواقفهم، لذلك الحل يجب أن يأتي من لبنان وليس على اللبنانيين ان يتأثروا. طبعا يتأثرون الى حد ما، ولكن ليس عليهم ان يطلبوا حلا من الخارج، قبل ان يحاولوا ايجاد الحل في الداخل».

وحول ما اذا كان لبنان بحاجة الى طائف جديد، في حال فشلت كل المبادرات، قال: «اعتقد ان الحل الدولي، لا يمكن ان يفشل، وربما لا يجد الحل المطلوب للبنان.. لكنه في النهاية هو حل لأنه الحل الأخير، اما الطائف فلا ادري اذا كان طبق حتى اليوم، وهناك بنود لم تطبق حتى الساعة».

وعن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، قال صفير: «هذا أمر مؤسف لأن الوضع الاجتماعي سيئ، وهناك اناس لا يجدون ما يتمكنون معه من سد حاجاتهم اليومية.. ولذلك رأينا هذه الهجرة القريبة الى البلدان العربية، وعلى وجه التحديد الى قطر، حيث كان عدد اللبنانيين منذ اربعة اشهر تقريبا 5 آلاف، أما الان فاصبح العدد 35 ألفا.. وربما هذه الهجرة تشكل محطة اولى، ليذهبوا بعدها الى أبعد من ذلك أي كندا واستراليا واميركا، حيث لا عودة ولا أمل في الرجوع الى الوطن».