السودان: ولاية غرب دارفور تتحول إلى «منطقة محظورة» بسبب تفجر القتال

مقاتلو دارفور يؤكدون قيام طائرات حكومية بقصف مواقعهم والجيش السوداني يؤكد صد هجوم لها

جندي سوداني خلال استعراضات بمناسبة يوم السلام في مدينة «واو» في جنوب السودان (أ.ب.ا)
TT

تفجر القتال في مناطق عديدة بولاية غرب دارفور، حيث يدور صراع بين قوات الجيش السوداني ومتمردين مسلحين، الى جانب قصف جوي تتعرض له المنطقة من قبل قوات تشادية، حسب مصادر مختلفة. وقالت حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور امس، ان طائرات حكومية سودانية قصفت مواقع لها في غرب دارفور، فيما اشار الجيش السوداني الى انه صد هجوما لها. وقالت مصادر دولية ان الهجمات من جهات عديدة حولت الولاية الى منطقة «محظورة» بالنسبة لعمال المساعدات. وقال قائد ميداني بحركة العدل والمساواة لرويترز، ان طائرات انتونوف حكومية قصفت قريتين قرب مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، بعد ظهر الأحد وصباح الاثنين. وقال عبد العزيز النور عشر القائد العسكري بالحركة «قتلوا ثلاثة مدنيين.. امرأتين ورجلا». واضاف عشر أن الهجمات استهدفت مواقع للحركة شاركت في تقدم للمتمردين مؤخرا في أراض محيطة بالجنينة. وقال متحدث باسم القوات المسلحة السودانية لرويترز، انه سيتحقق من التقارير، لكنه لم يرد على اتصالات أخرى. واكدت مصادر دولية في المنطقة وقوع هجوم الاحد، وقالت ان طائرات حكومية استخدمت فيه. وقالت اميليا كاسيلا المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة «كل الطرق حول الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور) مناطق محظور دخولها حاليا.. المنظمات الانسانية عموما ممنوعة من تأدية عملها». وزاد من الاضطرابات أيضا اتهام تشاد بشن غارتين على الاقل، قصفت خلالهما مواقع لمتمردين تشاديين قرب الجنينة، خلال الاسبوعين الماضيين.

وقال عامل بجماعة اغاثة تعمل في الولاية «تدهورت الأوضاع في غرب دارفور على مدى الاسبوعين الماضيين.. جميع العمليات تقريبا معلقة في الوقت الحالي بسبب القصف التشادي وهجوم حركة العدل والمساواة». وقالت كاسيلا، ان مسلحين أطلقوا النار على عربة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في الجنينة بعد ظهر الأحد، مما أسفر عن اصابة سائق في ذراعه. وتابعت أن هذا كان الأحدث ضمن سلسلة هجمات على قوافل برنامج الاغذية العالمي والتي عرقلت توزيع المساعدات الغذائية في أنحاء دارفور. وقالت كاسيلا ان مجموعات مسلحة استولت على عربات تابعة للبرنامج في غارتين منفصلتين بجنوب دارفور يومي الثلاثاء والاربعاء الماضيين. ولا يزال سبعة سائقين متعاقدين أخذهم الخاطفون مع عرباتهم مفقودين. وتابعت «في ديسمبر لم نتمكن من الوصول الى 106 آلاف شخص في درافور بسبب حوادث متعلقة بالأمن». واضافت أن العاملين تمكنوا من توزيع المساعدات الغذائية على 1.2 مليون من سكان دارفور في نفس الفترة أغلبهم نازحون في مخيمات. من جهته قال الجيش السوداني، انه صد هجوما شنته حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور على مشارف مدينة «شعيرية» في جنوب دارفور، التي استولت عليها قوات الحكومة منتصف العام الماضي من الحركات المسلحة. وقال العميد د. عثمان محمد الأغبش المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، ان قوة تابعة لحركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور بقوة قدرت بـ18 عربة مسلحة هاجمت منطقة شعيرية في جنوب دارفور»، غير ان القوات المسلحة صدتها». وأضاف في تصريحات «انسحبت تماماً من المنطقة بعد أن صدتها القوات المسلحة بالقرب من منطقة شعيرية، وكبدتهم خسائر كبيرة في المعدات والأرواح». وقال الأغبش ان حركة العدل والمساواة حاولت تغطية هزيمتها بالقرب من منطقة شعيرية، بإطلاق شائعات اتهمت من خلالها القوات المسلحة بقصف قريتين بالقرب من مدينة الجنينة، وأضاف: «كل الشواهد والأدلة تكذب أدعائهم الأخير، وتؤكد دحرهم بالقرب من شعيرية التي فشلوا في محاولة الدخول إليها».

من جهته، اعتبر الرئيس عمر البشير ان 80% من اقليم دارفور باتت مناطق آمنة. واتهم البشير الغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا، بالعمل على تدويل قضية دارفور، من اجل نهب ثروة السودان. وقال: «كسبنا من المقاطعة الاميركية، اضعاف اضعاف مما خسرناه»، في معرض ثنائه على تطوير بلاده لعلاقاتها مع الصين، لكسر العقوبات الاميركية على بلاده. وقال البشير في خطاب جماهيري ان «الحركة في اقليم دارفور طبيعية، الا ان اجهزة الاعلام تصور ان دارفور هي الوحيدة الملتهبة في العالم، في محاولة لتغطية جرائمهم خاصة في العراق»، وكرر ان عدد الذين قتلوا منذ بدء الحرب لم يتجاوز 10 آلاف، وشدد قائلا «نتحدى اي احصائية غير ذلك». واعتبر ان ما يحدث من تدويل لهذه القضية، هو محاولة للسيطرة علي مقدرات السودان، وقال: «نحن اغنياء بمواردنا من البترول والغاز والحديد والنحاس، وغير ذلك كما اننا نمتلك الاراضي الشاسعة، بالاضافة الي ثروة حيوانية تقدر بأكثر من 130 مليون رأس، فضلا عن التنمية البشرية، ولذلك فإننا نرفض ان نرهن مقدراتنا للاستعمار». وأضاف «عملنا على اخراج الشركات الاميركية من النفط، واستبدلناها بدول صديقة، تعمل الآن في بترول السودان».