عدوان إسرائيلي جديد على غزة يخلف 19 قتيلا بينهم نجل الزهار وأكثر من 50 جريحا

السلطة تدين وتطالب المجتمع الدولي لوقف المجزرة المتواصلة.. والجهاد تعتبر أن العدوان تأكيد علىعدم جدوى التفاوض

محمود الزهار يبكي ولده حسام الذي قتلته القوات الإسرائيلية مع 16 آخرين في شرق غزة أمس (أ.ب)
TT

في اعنف عدوان منذ عدة أشهر، قتلت القوات الاسرائيلية 19 فلسطينياً، من بينهم اثنا عشر من عناصر «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس، أحدهم نجل محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس. واصيب أكثر من 50 فلسطينيا جراء القصف المدفعي للتخوم الشرقية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة الليلة قبل الماضية وفجر امس. يذكر أن حسام هو النجل الثاني الذي يفقده محمود الزهار في غضون 3 سنوات. ففقد نجله الأكبر خالد، وهو قيادي في كتائب القسام، في سبتمبر (ايلول) 2003 في محاولة لاغتيال والده، حيث القت طائرة اسرائيلية حربية من طراز «اف 16» بالقاء قنبلة زنة نصف طن على منزل العائلة الكائن في حي الصبرة جنوب غربي غزة. وقتل في ذلك العدوان مرافق للزهار واصيبت زوجته واثنتين من بناته بجراح خطرة، فيما اصيب هو بجراح متوسطة.

وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» إن القصف استهدف مواقع متقدمة لـ«كتائب القسام»، قريبة من معبر «المنطار التجاري»، الى جانب منازل المدنيين في المنطقة، مشيرة الى أن طائرات استطلاع من دون طيار شاركت في عمليات القصف. وأضافت المصادر أن عمليات القصف استهدفت مساحة واسعة من الأراضي متاخمة للخط الفاصل بين القطاع واسرائيل، حيث أن مواقع كتائب القسام متباعدة. واشارت المصادر الى أن عدداً من المدنيين فاجأهم القصف عندما وقفوا على أبواب منازلهم لاستطلاع السبب الكامن وراء التفجيرات التي احدثت اصوات ضخمة في المنطقة.

وأشارت المصادر الى ان بعض الضحايا سقطوا برصاص عناصر من الوحدات الخاصة تسللوا خلسة خلال الليلة قبل الماضية وتمركزوا على اسطح العديد من المصانع المهجورة في المنطقة، وأطلقوا النار ايضاً على المقاومين عند تبدل الدوريات، الى جانب اطلاق النار على المقاومين والمدنيين الذين هبوا لإنقاذ الجرحى.

وذكر مصدر طبي فلسطيني أن جثث القتلى وصلت الى مجمع الشفاء الطبي في غزة أشلاء بفعل استخدام اسرائيل صواريخ تؤدي الى تمزيق اجزاء الجسم.

من جهة أخرى، قال باسم نعيم وزير الصحة في الحكومة المقال إن وزارة الصحة تعاني من وضع صحي صعب جداً في ظل الصعوبات في إدخال الأدوية نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، مشيراً إلى أن تلك الأوضاع ستنعكس سلباً على أوضاع المرضى والجرحى. وناشد نعيم كل صاحب ضمير حي في العالم أن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لفتح الأبواب وإدخال المساعدات.

في تطور اخر أعلنت «كتائب القسام» مسؤوليتها عن قتل عامل في مزرعته قرب الخط الفاصل بين القطاع واسرائيل الى الشرق من منطقة خان يونس، جنوب القطاع. وذكرت الشرطة الإسرائيلية ان العامل وهو شاب يهودي من اميركا الجنوبية تطوع للعمل في الحقول التابعة لأحدى الكيبوتسات في المنطقة، قتل بعد أن اطلق قناص فلسطيني النار عليه من التخوم الشرقية لبلدة عبسان شرق خان يونس. واثر الحادث دارت اشتباكات بين قوات الاحتلال وعناصر من كتائب القسام في المنطقة.

وقال أبو عبيدة، الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، «إن المعركة مع الاحتلال هي معركة حياة أو موت»، متوعداً بمواجهة أي عدوان بكل ما أوتيت فصائل المقاومة من قوة وبكل إمكاناتها والوسائل التي تمتلك. وأضاف انه "رغم فارق القوة بيننا وبين الاحتلال ورغم استهدافه للمقاومين عن بعد سواء بالطائرات أو بالقصف المدفعي فإننا سنواجهه». واعتبر أبو عبيدة أن مقتل نجل الزهار عضو القيادة السياسية لحركة «حماس»، هو ترجمة لمواقف قيادات الحركة على الأرض، ودليل على أن القيادات لا تردد مجرد شعارات مثل غيرهم. وأضاف: «قيادات حماس يقدمون أبنائهم جنودا قبل أي شخص آخر».

وقال الزهار عندما توجه لالقاء نظرة على الضحايا في مستشفى دار الشفاء من بينهم نجله، قبل ان يتبرع بالدم للجرحى، أن «سقوط الشهداء هي جائزة رام الله التي جاءت بزيارة (جورج) بوش المشئومة التي حذرنا منها». واضاف «العدوان رسالة موجهة لتنفيذ خطة خارطة الطريق في القطاع على حساب أبنائنا وأرضنا ومزارعنا»، متهماً حكومة رام الله بالتآمر مع الرئيس بوش وإسرائيل على حصار وقتل أبناء الشعب الفلسطيني، موضحا أنه «ليس أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا». وتابع الزهار القول: «إلى متى ستتفرج الدول العربية على دمائنا.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. وإنا على طريق التحرير الكامل.. ونسأل الله القبول».

اما اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال فقال إن الاغتيالات الإسرائيلية لن تخيف قيادات الشعب الفلسطيني ولن تنال من عزيمتها، مشدداً على «أن جرائم الاحتلال ستبقى لعنة تطارده وقادته». وخلال تبرعه بالدم في مستشفى الشفاء، قال هنية إن «استشهاد نجلي الزهار يعبر عن ثقافة الشعب والقادة المخلصين للشعب، الذين يضحون بكل ما يملكون ولا يثنيهم ذلك عن الاستمرار في طريقهم». واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أن المجزرة الإسرائيلية في حي الزيتون تثبت زيف وكذب الإدعاءات الإسرائيلية والأميركية حول «ما تسمى بعملية التسوية والسلام المزعوم مع العدو المجرم». وقال نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد إن العدوان يؤكد عدم جدوى التفاوض. وعبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، عن استنكار وسخط السلطة تجاه المجزرة الإسرائيلية الجديدة. وأكد أبو ردينة، أن هذه الأعمال الوحشية تضعف موقف المفاوض الفلسطيني وليس فقط تلحق الضرر بعملية السلام داعيا إسرائيل للتوقف عن وضع العراقيل أمام المفاوض الفلسطيني.