مسؤولة أميركية: دول أفريقية طلبت منا نشر قوات على أراضيها

قالت إن «أفريكوم» شوهتها الصحافة.. وقيادتها ستبقى مؤقتاً في شتوتغارت

TT

قالت مسؤولة أميركية أمس إن دولاً أفريقية طلبت من الولايات المتحدة نشر قوات عسكرية فوق أراضيها، ونفت، من ناحية أخرى، وجود رغبة لدى الولايات المتحدة لإقامة قواعد عسكرية في أفريقيا.

وذكرت ماري كارين ياتس، نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا (أفريكوم) في مؤتمر صحافي عبر الفيديو نظمته السفارة الأميركية في الجزائر، أن مقر «أفريكوم» سيبقى حالياً في شتوتغارت (مقر القيادة الأميركية بأوروبا)، على أن تفتح القيادة مكاتب لها في بعض الدول الافريقية مستقبلا، واعتبرت المسؤولة الأميركية ذلك «أمرا منطقيا».

وأكدت أن دولاً أفريقية «طلبت حضورنا العسكري على ترابها»، من دون ذكرها بالاسم ولا تحديد عددها، وإن كان شائعاً أن 12 دولة من 53 في القارة السمراء، وافقت على نشر قوات أميركية في إطار «أفريكوم». وأوضحت ياتس، التي كانت سفيرة لدى غانا، أن المشروع العسكري الأميركي «تعرضت صورته للتشويه في الصحافة، ولهذا أطلقنا حملة شرح واسعة في بلدان أفريقيا لتوضيح حقيقة هذه المبادرة». وسأل دبلوماسي من النيجر، مقيم في الجزائر، ياتس ما إذا كانت «أفريكوم» تعني شكلاً جديداً من أشكال التدخل العسكري الأميركي في العالم، فقالت: «أنتم مثل الجزائر قلتم إنكم لا تريدون نشر قوات عسكرية في أفريقيا، ونحن أيضا لا نسعى من أجل ذلك. كل ما نريد هو أن نضع خبرتنا العسكرية في خدمتكم».

يشار إلى أن محافظ السلم والأمن بالاتحاد الافريقي، الجزائري سعيد جنيت صرح لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي، بأن «الأفارقة يرفضون المقاربة الأميركية للأمن والسلم بالقارة، ولا يريدون قيادة عسكرية أميركية فوق أراضيهم».

وقالت ياتس إن وزارة الدفاع (البنتاغون) وجدت صعوبة كبيرة في إقناع الكونغرس باعتماد ميزانية لـ«أفريكوم». ونفت أن يكون الأمر يتعلق بقواعد عسكرية أو وجود عسكري أميركي بالمفهوم التقليدي، «بل إننا نريد هيكلاً جديداً لتوحيد الأنشطة العسكرية الأميركية في القارة ضمن قيادة واحدة تكون مسؤولة أمام الكونغرس، ومنه تطلب التمويل». ورجحت أن توكل قيادة «أفريكوم» في المستقبل لشخص مدني. ودعت الأفارقة إلى تحديد المجالات «التي يرغبون منا أن نتدخل فيها بواسطة أنشطة عسكرية ومدنية وتنموية».

وأوضحت المسؤولة الأميركية أن الحكومة الأميركية «لا تدعي أن الأفارقة غير قادرين على ضمان أمنهم بأنفسهم، وإنما القصد هو المساعدة على نشر الاستقرار في أفريقيا». ونفت بالمناسبة أيضا، «أي نية لنشر الديمقراطية في أفريقيا من وراء استحداث أفريكوم، لكننا لاحظنا ان بلدانا تلح في طلب التكوين والتدريب والتمرس على أنشطة تساعدها في الحفاظ على أمنها أو في استرجاعه». وسمعت ياتس انتقادات شديدة من برلمانيين ونشطاء حزبيين تابعوا المؤتمر، مفادها أن أي بلد نشرت فيه أميركا قواتها إلا وازدادت أزمته حدة، وشهد الوضع فيه تصعيداً. ودافعت نائب قائد «أفريكوم» على المشروع الذي يعتزم البنتاغون الأميركي إطلاقه بصفة رسمية قبل نهاية العام الجاري، إذ قالت: «إن أيَّ بلد نوجد فيه نحمل له معنا السلم والاستقرار».