تفاقم أزمة المركز الثقافي البريطاني بعد إعلان موسكو أنها لن تصدر تأشيرات سفر للموظفين

لندن تتوعد بالرد قريبا.. وروسيا تتهم بريطانيا بـ«الحنين إلى زمن الاستعمار»

TT

تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا بعد اعلان روسيا انها لن تصدر تأشيرات سفر الى موظفي المركز الثقافي البريطاني. واتهمت لندن موسكو بأنها تأخذ المركز الثقافي البريطاني «رهينة» لخلافات في العلاقات الثنائية، وتوعدت بالرد «قريبا». في حين قالت روسيا «ان بريطانيا تحنّ الى زمن الاستعمار».

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في بيان خطي تلاه في مجلس العموم حول هذه الحادثة التي تأزمت بعد اعلان روسيا أنها ستقفل مركزين من المراكز الثقافية البريطانية في روسيا وإصرار بريطانيا على عدم الرضوخ: «ليس من مصلحة بريطانيا ولا روسيا اتخاذ روابط ثقافية وتربوية وعلمية مزدهرة بهذه الطريقة رهينة مسائل غير مرتبطة بها» نتيجة توتر دبلوماسي بين البلدين. وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اعلنت عن عقوبات على المركز الثقافي البريطاني، بينها رفض منح تاشيرات دخول لموظفيه بعد اعادة فتح فرعين محليين للمركز في روسيا بالرغم من حظر عملهما. وقال ميليباند «ان مثل هذه التهديدات لا يمكن ان تؤدي سوى الى تفاقم الامور»، معلنا ان لندن سترد عليها «قريبا»، وقال: «الحكومة ستبحث هذه الاجراءات الاخيرة من جانب روسيا بعناية وستواصل الاشتراك مع الشركاء الدولين بشأنها، وسنرد على الحكومة الروسية خلال فترة قصيرة». ورفضت الخارجية البريطانية في اتصال مع «الشرق الاوسط» اعطاء أي توضيحات اضافية حول الخطوات التي تنوي لندن اتخاذها للرد على القرار الروسي.

وأضاف ميليباند «مثلما اوضحت الحكومة مرارا للسلطات الروسية، فان نشاطات المركز الثقافي البريطاني في سان بطرسبرغ وياكاترينبرغ وفي جميع المناطق الروسية مطابقة تماما للقانون الروسي والدولي». واشار الى ان وجود المركز الثقافي البريطاني يستند الى اتفاق موقع بين البلدين عام 1994.

وأعلن وزير الخارجية انه بالاضافة الى الاجراءات الضريبية المزمعة وقيود قوانين الهجرة ضد الموظفين الاقليميين بالمجلس البريطاني أعلنت روسيا انها قد تتخذ اجراء اخر ضد المجلس البريطاني في موسكو يشمل فرض قيود على تأشيرات الدبلوماسيين البريطانيين. وطلبت موسكو من المجلس تعليق العمليات في مكاتبه في مدينتين روسيتين اعتبارا من اول يناير (كانون الثاني)، في اجراء ربط الجانبان بينه وبين نزاع مستعر بشأن اغتيال ضابط المخابرات الروسي ألكسندر ليتفينينكو في لندن وهو من منتقدي الكرملين.

واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس لندن بانها «تحن الى زمن الاستعمار» عبر اعادة فتح فروع المركز الثقافي البريطاني في روسيا على الرغم من قرار لموسكو يمنع ذلك.

واضاف لافروف «نتفهم طبعا ان تكون الذاكرة التاريخية المرتبطة ربما بحنين الى زمن الاستعمار واضحة» في هذه القضية، على ما نقلت وكالات الانباء الروسية. واضاف «لكنها لغة لا ينبغي استخدامها مع روسيا».