تصاعدت حدة المواجهة بين موسكو ولندن أمس على خلفية اصرار بريطانيا على عدم الامتثال لقرار الخارجية الروسية حول إغلاق فرعي المجلس الثقافي البريطاني في سان بطرسبورج ويكاتيرينبورج، بعد اعتقال الشرطة الروسية رئيس المركز والتحقيق معه قبل اطلاقه بعد نحو نصف ساعة. ورد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، بعنف على هذا الحادث وحذر روسيا من «تخويف موظفي المركز الثقافي البريطاني» وقال ان هذا الامر «غير مقبول بتاتا». واعتبر ميليباند ان الحادث مقدمة تنذر باحتدام العلاقات بين البلدين وخطوة تهدد باحتمالات اتخاذ اجراءات جوابية في المستقبل القريب.
وكانت شرطة مرور المدينة قد احتجزت مدير فرع المجلس في سان بطرسبورج ستيفن كينوك في وقت متأخر من مساء اول امس بتهمة مخالفة قواعد السير في شارع أحادي الاتجاه، فيما سجلت رفضه الخضوع للكشف الطبي لإثبات درجة تعاطيه الخمور، وهو أمر اذا تم إثباته قد يؤدي، بحسب القوانين الجديدة، الى سجنه لمدة 15 يوما وسحب رخصة القيادة لفترة تزيد عن العام. إلا أن السلطات الروسية عادت وافرجت عن كينوك بعد اتصال اجراه القنصل البريطاني في سان بطرسبورج وليام اليوت.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد اعتبرت تجاهل السفارة البريطانية في روسيا قرارها حول إغلاق فرعي المجلس البريطاني خطوة استفزازية فيما وصفها سيرغي لافروف وزير الخارجية بانها تعبير عن «الحنين الى الماضي الاستعماري». ومضى قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الى ما هو ابعد حين قال «إن لندن تحاول اتباع قواعد سلوك بريطانية في بلد آخر ذي سيادة وهو ما لا يمكن ان يقبله الجانب الروسي» مؤكدا ان سلطات بلاده تملك كل الامكانيات التي تكفل لها الإصرار على قرار وقف نشاط المجلس البريطاني في المدينتين الروسيتين. من جانبه طرح فلاديمير جيرينوفسكي، نائب رئيس مجلس الدوما، مناقشة هذه القضية واصدار بيان بإدانتها وهو الذي سبق وبادر بضم اسم اندريه لوغوفوي الذي تطالب بريطانيا بتسليمه بتهمة التورط في قتل الكسندر ليتفينينكو ضابط المخابرات الروسية السابق الذي سبق ان منحته حق اللجوء السياسي، الى صدارة قائمة حزبه في الانتخابات البرلمانية الماضية ما يكفل له اليوم حق الحصانة البرلمانية. وثمة من يصف احتدام الموقف الراهن في علاقات الدولتين بما سبق ان حدث في العام الماضي من توتر في العلاقات على خلفية مقتل ليتفينينكو.