بوش يطالب سورية وإيران بـ«وقف التدخل في لبنان» ويدعو دول المنطقة لمساندة السنيورة

قال إن مصر حققت تقدماً بفضل الصحافيين البارزين والقضاة المستقلين

الرئيسان الأميركي جورج بوش والمصري حسني مبارك في طريقهما الى عقد مؤتمرهما الصحافي في شرم الشيخ (إ.ب.أ)
TT

بينما طالب الرئيس الأميركي سورية وإيران بـ«وقف التدخل في سياسة لبنان» ودعا دول المنطقة لمساندة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، أعرب جورج بوش في ختام جولته في الشرق الأوسط أمس عن ثقته في تحسن الأوضاع في العراق مبديا تفاؤلاً تجاه التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل. وفي محطته الأخيرة بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، طالب بوش سورية وإيران بوقف التدخل في سياسة لبنان، داعيا دول المنطقة إلى مساندة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، قائلاً في بيان للصحافيين، مع الرئيس المصري حسني مبارك: «اتفقنا على أنه من المهم أن تدعم دول المنطقة رئيس الوزراء السنيورة».

من جانبه، أكد مبارك في بيان مماثل أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً إن الرئيس الأميركي أطلعه على نتائج جولته في المنطقة و«أجرينا معاً مشاورات هامة تناولت الوضع الإقليمي الراهن والجهود المشتركة من أجل قضية السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. أكدتُ خلال مشاوراتنا مواقف مصر الداعمة لقضية السلام وتطلعنا لأن يواصل الرئيس بوش متابعته للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

وقال الرئيس الأميركي جورج بوش في بيان تلاه أمام الصحافيين، إن الصداقة بين القاهرة وواشنطن قوية وبمثابة حجر زاوية في السياسة بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنه «من المهم تشجيع إجراء انتخابات رئاسية غير مشروطة فورا طبقا للدستور اللبناني وأن يصبح واضحا لسورية وإيران وحلفائهما انه يتعين عليهم إنهاء التدخل» في لبنان.

وأضاف بوش أنه بحث مع مبارك الأوضاع في لبنان، موضحا أنهما اتفقا على ضرورة دعم دول المنطقة لحكومة السنيورة و«أنه من المهم التشجيع على إجراء انتخابات رئاسية عاجلة وغير مشروطة وفقا للدستور اللبناني، وأن تفهم سورية وإيران وحلفاؤهما أنه يتوجب عليهم إنهاء تدخلاتهم لتقويض هذه العملية». وبشأن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، شكر الرئيس الأميركي مبارك على المشاركة المصرية في مؤتمر أنابوليس للسلام، ما أعطى انطباعا لكلا الجانبين بدعم شعوب المنطقة للعملية السلمية، وأبدى بوش تفاؤلا حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، معرباً عن اعتقاده بأن القيادتين في إسرائيل وفلسطين ملتزمتان بحل الدولتين «كما أن دول المنطقة تريد المساعدة في ذلك»، بحسب قوله.

وأكد الرئيس الأميركي أنه عندما يقول إنه سيعود مرة ثانية لدفع عملية السلام فإنه يعنى ذلك بالفعل، وكذلك الامر عندما يقول إنه متفائل حيال التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال الرئيس الأميركي في بيانه، إن مباحثاته مع مبارك تطرقت أيضاً إلى الوضع في العراق، وأن مبارك سأله عن رأيه في كيفية سير الأوضاع هناك، وأكد بوش أن قرار إرسال المزيد من القوات إلى العراق يبدو فعالا، وأن وتيرة العنف انخفضت، مشيرا إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي زارت العراق أول من أمس أطلعته على آخر التطورات، مضيفا ان رايس «قالت إنها ترى الأضواء وقد عادت مجددا إلى الشوارع، والأمهات يخرجن مع أبنائهن، والحياة عادت إلى طبيعتها، والعملية السياسية تتحرك للأمام».

وقال بوش إن الرئيس مبارك اتفق معه على أن إقرار قانون المساءلة والعدالة مؤخرا في العراق يعد مؤشرا ايجابيا على جهود المصالحة، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة العراقيين للحفاظ على الديمقراطية التي حققوها.

وأضاف بوش ان مصر تلتزم بأسس السلام والأمن والرخاء، مشيرا إلى أنه بحث مع الرئيس مبارك نتائج جولته بالمنطقة، معرباً عن تقديره لدعم مصر ما سماه «الحرب على الإرهاب»، و«تقديره لتوفير مصر قوات حفظ سلام للسودان».

ومن جانبه أعرب الرئيس مبارك عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية بوش قائلا في بيانه للصحافيين: «لقد أعربتُ عن تمنياتي بأن يتم التوصل لاتفاق سلام قبل نهاية ولايته.. وأكدتُ أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط».

وأضاف «ان حل القضية الفلسطينية هي المدخل الصحيح لاحتواء ما تموج به المنطقة من أزمات ونزاعات وبؤر توتر، والسبيل الأمثل لمواجهة ما تشهده منطقتنا والعالم من تصاعد أعمال العنف والتطرف والإرهاب».

وتابع مبارك انه أكد لبوش «الأهمية الاستراتجية التي توليها مصر لأمن الخليج ودوله وشعوبه الشقيقة باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن مصر القومي وأمن الشرق الأوسط والعالم».

وحول العلاقات المصرية الأميركية، قال مبارك «إن العلاقات المصرية الأميركية لها أهمية كبيرة عبر العقود الماضية وحققت مصالح متبادلة للبلدين والشعبين الصديقين وللقضايا الإقليمية للشرق الأوسط»، مؤكداً «عزيمة مصر على مواصلة دعمها لقضية السلام والجهود الساعية إليه واستعدادها للعمل يدا بيد مع الولايات المتحدة الأميركية والرباعية الدولية وكافة الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل سلام عادل وشامل ودائم يغلق ملف الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد ويفتح أمام الشرق الأوسط آفاقا جديدة نحو مستقبل أكثر سلاما وأمنا وعدلا».

على صعيد متصل، أثنى الرئيس الأميركي على ما سماه التقدم الذي تحرزه مصر على الصعيد الداخلي، مشيدا بالصداقة الوطيدة بين الولايات المتحدة ومصر، ومضيفا أنه من المهم أن يدرك المصريون أن أميركا تحترمهم وتحترم تاريخهم وعاداتهم وثقافتهم، معرباً عن تقديره لما تحقق في مجال المجتمع المدني وتنامي دور المرأة في المجتمع المصري. وقال «إن التقدم الذي يحدث هو نابع من المصريين أنفسهم، من الصحافيين البارزين ومن القضاة المستقلين».

ونوه بوش بالخطوات المصرية تجاه فتح الاقتصاد، مشيرا إلى أنه ناقش ذلك مع رئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف وكذلك الإصلاح الديمقراطي، معربا عن تطلعه لأن تقوم الحكومة المصرية بالبناء على هذه الخطوات الهامة.

وجاءت زيارة بوش لمصر في ختام جولته بالمنطقة التي بدأت يوم الأربعاء الماضي وزار خلالها إسرائيل والضفة الغربية والكويت والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وأقام الرئيس المصري غداء عمل تكريما للرئيس الأميركي والوفد المرافق له بمدينة شرم الشيخ، وحضره من الجانب المصري الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وفايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وأنس الفقي وزير الإعلام والدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار ورئيس المخابرات عمر سليمان والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فيما حضر غداء العمل من الجانب الأميركي كوندوليزا رايس وجوش لولتون مساعد الرئيس ورئيس هيئة العاملين بالبيت الأبيض وستيف هادلي مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي ومسؤولون اخرون.

من جانب آخر، عبر الرئيس الأميركي عن «أمله» في أن تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، زيادة انتاجها بعد محادثات اجراها مساء اول من امس، مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وأعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو أمس، أن بوش قال بعد المحادثات التي اجراها قرب الرياض مع الملك عبد الله، ان هناك «املا بأن تتشجع اوبك على السماح بزيادة في الانتاج».

وأضافت بيرينو التي كانت تتحدث في الطائرة، التي اقلت بوش الى مصر، ان العاهل السعودي «يقول انه يتفهم الوضع. انه قلق حيال ارتفاع الاسعار، وما يمكن ان يترتب عنه من عواقب على الاقتصاد في العالم».

وقالت ان «الرئيس طرح مجددا مشكلة عرض محدود، وطلب كبير جدا ومتزايد، ليس في اميركا فحسب، بل في العالم بأسره، وعلى الاخص في الهند والصين»، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.