كاتبة ناقدة لبوش تحظى برعاية طبيبه الخاص خلال جولته الشرق أوسطية

البيت الأبيض خصص لها مقعدا في طائرة الرئاسة بعد إصابتها بوعكة

TT

من المؤكد ان كاتبة العمود الصحافي الاميركية مورين داود ليست من الصحافيين المفضلين لدى البيت الأبيض، خصوصا انها ظلت، على مدى سنوات، من الكتاب الذين يوجهون انتقادات عنيفة للرئيس جورج بوش. عادة ما تشير مورين داود إلى الرئيس بوش بالحرف الأول من اسمه الثاني (W)، كما انها كانت تنظر بصورة سلبية إلى مساعيه في منطقة الشرق الأوسط. فقد كتبت في الآونة الأخيرة حول مساعيه للتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائلة: «بعد ان أفسد الدبلوماسية خلال فترة ولايته الأولى، يحاول دبليو (W) الآن اتباع نوع من دبلوماسية المرور السريع مستخدما نهجا قائما على الاستهتار والمغامرة». إلا ان هذا النوع من اللغة لم يثن مستشاري البيت الأبيض وفريقه الطبي من مساعدة مورين داود، عندما ألمت بها وعكة خلال جولة بوش التي استمرت ثمانية أيام في منطقة الشرق الأوسط.

وكانت مورين دواد قد اختيرت ضمن الوفد الإعلامي المرافق للرئيس بوش خلال زيارته الأخيرة، على الرغم من انها ستفتقد متابعة أحداث وتطورات سباق الرئاسة. وقالت مورين داود انها ترغب في تغطية أول زيارة مطولة لبوش إلى المنطقة، بما في ذلك أول زيارة له الى السعودية وإسرائيل. إلا انها أصيبت بمجرد وصولها إلى القدس يوم الثلاثاء (أول يوم في السباق الرئاسي في نيوهامبشير) بأعراض مرضية ناتجة عن جراثيم تصيب المعدة وتسبب الحمى والضعف والغثيان. وقالت انها غير متأكدة مما إذا كان ذلك «حمى نيوهامبشير أم تلوث الطعام الذي تناولته في القدس». وأوضح مساعدون للرئيس، بمن في ذلك السكرتيرة الصحافية دانا بيرينو، ان بامكان مورين داود ان تقابل ريتشارد تاب، ضابط طائرة الرئاسة المسؤول عن المكتب الطبي للبيت الأبيض المسؤول عن رعاية الرئيس طبيا في الولايات المتحدة وخارجها. إلا ان مورين داود رفضت، وآثرت أخذ قسط من الراحة في غرفتها بالفندق، وهذا أمر ليس بالسهل في رحلة مليئة بالحركة. وعندما هم الوفد الرئاسي بالمغادرة إلى البحرين ازدادت حالتها سوءا إلى درجة انها لم تستطع حتى كتابة عمودها الصحافي ليوم الأحد، واضطرت في نهاية الأمر الى الموافقة على مقابلة طبيب بوش. وأجرى المساعد الصحافي كارلتون كارول الترتيبات اللازمة لمقابلة مورين داود، ريتشارد تاب في فندق قصر الإمارات الواسع للغاية، حيث كان ينزل الرئيس بوش ووفده خلال الزيارة، وضلت مورين ومرافقوها طريقهم مرتين إلى مقابلة الطبيب لتجد نفسها في النهاية داخل مكتب به عدد من الأطباء وأدوية متنوعة وممرضة وطبيب تابع للبيت الأبيض. أعطى تاب مورين داود أقراص «سيبرو» و«بيبتو ـ بيسمول»، وطلب منها مراجعته في اليوم التالي، لكنها رفضت عرض تاب حقنها في الوريد، وقالت مازحة انها رفضت ذلك حتى لا تصاب بتسمم عرضي. وقالت في لقاء اجري معها بعد ظهر يوم الثلاثاء في المركز الصحافي بالرياض ان ريتشارد تاب كان شخصا لطيفا. وتوجه الوفد الزائر يوم الأحد من البحرين إلى الإمارات العربية المتحدة، وكان من المفترض ان تسافر مورين، بعد ان تحسنت حالتها، في الطائرة الخاصة بالوفد الإعلامي، إلا ان البيت الأبيض خصص لها مكانا في طائرة الرئاسة، حيث قابلت الطبيب مرة أخرى في مكتبه المجاور لمكتب الرئيس على متن الطائرة، وقالت: «كنت أفكر في انني إذا قابلت بوش اعتذر له بأن المرض لم يكن خطيرا. كان كريما جدا لأنني استعنت بطبيبه ـ حتى إذا كان ذلك بغير علمه».

قالت مورين داود أيضا ان الطبيب ريتشارد تاب وبقية طاقم البيت الأبيض الذي ساعدها، تعاملوا بصورة طيبة ولم تكن هناك شكوى من أعمدتها الصحافية، على حد قولها. لم يكن ذلك هو الوقت الذي يمكن ان يثيروا فيه مثل هذه القضايا».

من جانبه قال غوردون جوندرو، الذي ساعد في معالجة مورين داود، ان عرض مساعدتها لم يكن سهلا. وقال انه على الرغم من ان الفريق الطبي مخصص للرئيس، فإنه يريد أيضا ان يتأكد من ان الوفد بكامله يتلقى العناية الطبية التي يحتاج.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»