عرب كركوك والموصل يرفضون إرسال قوات كردية إلى مناطقهم

أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الصحوة قادرة على حفظ الأمن

TT

أثارت تصريحات فاضل ميراني، عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، بخصوص استعداد حكومة اقليم كردستان لإرسال قوات الى المناطق ذات الغالبية العربية من محافظتي كركوك والموصل لسد الفراغ الامني الذي تعاني منه تلك المناطق، ردود فعل متبــاينة لدى الجهات العربية في المحافظتين، حسبما جــاء في تصريحــات لهــا لـ«الشرق الأوسط».

وأكد حسين علي صالح (ابو صدام) رئيس مجلس قضاء الحويجة في محافظة كركوك، ان اهالي المنطقة يرفضون بشكل قاطع ونهائي استقدام أي قوات كردية، لأن سكان الحويجة وضواحيها قادرون على سد الفراغ الامني في مناطقهم وليسوا بحاجة الى قوات اضافية، مشددا على انه ليس هناك أي مبرر منطقي لاستقدام تلك القوات وفيما يتعلق بمخاوف الكرد من مجالس الصحوة في المناطق العربية من كركوك واعتبارها تشكيلات مسلحة، غايتها مناهضة الطموحات السياسية للقوى الكردية، قال ابو صدام ان المخاوف الكردية من مجالس الصحوة «غير مبررة لأن تشكيلات مجالس الصحوة انبثقت فقط من اجل بسط الأمن والاستقرار في المنطقة التي تعاني من الارهاب الذي تمارسه جماعات مسلحة ممولة من الخارج» رفض تسميتها، مشيراً الى ان هذه التشكيلات تمثل قوات اسناد شعبية لقوى الامن الحكومية الرسمية ولحين تحقيق الاستقرار وليست بديلا لها.

كما رفض رئيس مجلس الحويجة القبول حتى بفكرة ارسال لواء كردي من الجيش العراقي الى الحويجة، وقال ان هناك آلاف الشباب العرب العاطلين عن العمل والراغبين في الانضمام الى الجيش، وهم أولى من غيرهم بالدفاع عن مناطقهم وتكريس الامن فيها، ومضى قائلا «ان القوات الكردية ضمن الجيش العراقي هم في الاصل من افراد البيشمركة وإن ارتدوا بزات الجيش العراقي. ومع ذلك، فاننا نرحب بأي لواء من الجيش يكون مؤلفا من ابناء جميع القوميات الموجودة في العراق، على ان تكون مهمته مقتصرة على ضبط الامن في الحويجة وضواحيها فقط».

من جانبه، رأى راكان سعيد، عضو مجلس محافظة كركوك، عن تكتل التجمع الجمهوري العراقي، ان ارسال قوات كردية الى المناطق العربية من كركوك والموصل «سيؤدي الى خلق مشاكل جديدة الجميع في غنى عنها، لاسيما ان الوضع الامني تحسن بشكل كبير في هذه المناطق بفعل تشكيلات مجالس الصحوة المتعاونة مع قوات الشرطة والجيش، لذلك فان من الافضل بمكان تعزيز قوات الشرطة والجيش العراقيين من ابناء تلك المناطق المنضوين حاليا ضمن مجالس الصحوة عوضا عن استقدام قوات اضافية من مناطق اخرى والذي من شأنه زيادة الطين بلة». واضاف ان مجيء أي قوات كردية «سيخلق مزيدا من الحزازات القومية التي هي الآن في اعلى درجاتها نتيجة لعدم حدوث الانسجام بين جميع الاطراف»، مشيرا الى أن عناصر مجالس الصحوة باشرت مهامها وتسلمت منذ شهرين رواتبها من الدولة، وبالتالي فان ارسال القوات الكردية الى المنطقة «سيفسر من قبل تشكيلات الصحوة بانها قوات قاطعة لمصادر رزق تلك العناصر التي ستتحول الى مجاميع ارهابية من جديد». وقال ان المخاوف الكردية من مجالس الصحوة «ليست مبررة لأن تلك التشكيلات ثابتة في مواقعها وليس لها الحق في التحرك خارج المناطق المناطة بها».

أما اللواء جبار ياور، وكيل وزارة البيشمركة والناطق الرسمي باسم قوات حماية اقليم كردستان، فقد نفى أي نية او خطة لحكومة اقليم كردستان لارسال قوات الى المناطق العربية من محافظتي كركوك والموصل، وقال ان حكومة الاقليم «كانت قد اعلنت عن استعدادها لإرسال قواتها الى تلك المناطق لتعزيز الأمن فيها في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك انطلاقا من حرصها على تكريس الامن فيها لا أكثر». واضاف ان تشكيل مجالس الصحوة في تلك المناطق «أمر غير مبرر ولا داعي له مطلقا سيما ان تلك المناطق لا تعاني من مشاكل امنية عويصة تستدعي ذلك، علاوة على ان تشكيل هذه المجالس يعيد الى الذاكرة الكردية افواج المرتزقة التي شكلها النظام السابق ضد الكرد، وبالتالي، فانه يعمق من المشاكل الاجتماعية القائمة».