إسرائيل تغتال قائد سرايا القدس في الضفة وتقتل 3 من عائلة واحدة في غزة

الإضراب الشامل يعم الأراضي الفلسطينية حدادا على ضحايا مجزرة حي الزيتون

بائع فلسطيني يعرض بضاعته على قارعة الطريق وسط رام الله, في يوم يعم فيه الاضراب الشامل الاراضي الفلسطينية, حدادا على ارواح ضحايا المجزرة الاسرائيلية في غزة, امس (ا ب)
TT

في تصعيد غير مسبوق، وفي أعقاب مجزرة أول من أمس التي راح ضحيتها 19 قتيلا وعشرات الجرحى، نفذت القوات الإسرائيلية أمس عملية اغتيال أخرى في غزة، قتل فيها ثلاثة من أسرة واحدة، وأصيب عدد كبير من المارة. أما في الضفة الغربية فقد اغتالت القوات الإسرائيلية القائد العام لسرايا القدس وليد العبيدي،41 عاماً، في بلدة قباطية، شرق جنين.

في غضون ذلك عم الإضراب الضفة الغربية وقطاع غزة أمس حدادا على ضحايا مجزرة حي الزيتون في شرق مدينة غزة.

فقد أطلقت طائرة استطلاع بدون طيار ظهر أمس صاروخين على سيارة يبدو أنها كانت تقل مقاومين ينتمون إلى إحدى حركات المقاومة، لكن الصاروخين أخطآ هدفهما، فأصابا سيارة مدنية من نوع «بيجو تندر» بيضاء اللون كانت تسير في شارع النفق، شمال غزة، فدمرت بالكامل وقتل ركابها الثلاثة وهما الشقيقان عامر ومحمد اليازجي ونجل عامر الطفل أمير، وأصيب عدد كبير من المارة بعضهم من الأطفال كانوا في طريق عودتهم من أداء الامتحانات النهائية للفصل الأول. وفي أقصى شمال الضفة الغربية اغتالت القوات الإسرائيلية قائد سرايا القدس، المعروف بأبو القسام عندما هاجمت بيتا كان يتحصن فيه بقباطية. وحسب الشهود فإن وحدة من المستعربين «دوفيدوفان» الإسرائيلية تسللت إلى بناية كان يتحصن فيها العبيدي مع اثنين من مرافقيه، وطلبوا عبر مكبرات الصوت أن يخرج جميع السكان من البناية ومن ضمنهم العبيدي ومرافقوه وهم يرفعون أيديهم، وبالفعل خرج جميع سكان البناية، وبعد أن نزلوا جميعاً بادر العبيدي ورفاقه بإطلاق النار على الجنود الذين انضمت إليهم في تلك الأثناء تعزيزات كبيرة إضافة إلى طائرة استطلاع بدون طيار وطائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي».

وأضاف الشهود أنه وبينما كان العبيدي يصوب سلاحه من إحدى شرفات البناية صوب جنود كانوا يحتمون خلف إحدى المركبات المدرعة بادرته «الأباتشي» بنيران رشاشاتها فأردته قتيلا، في حين أصيب اثنان من رفاقه بجراح وسلما نفسيهما للجنود الإسرائيليين بعد أن نفدت ذخيرتهما، وهما علي محمد كميل، وإبراهيم أبو الرب، وكلاهما في الثانية والعشرين من العمر. وللعبيدي خمس بنات وولد وحيد اسمه قسام، 18 عاما، وهو أكبرهم. ويعتبر العبيدي المطلوب رقم واحد لدى الجيش الإسرائيلي، بعد تحميله المسؤولية عن التسبب في مقتل 11 مستوطناً وجندياً خلال العامين الماضيين. وتعرض العبيدي لعدة محاولات اغتيال أصيب في احدها بجراح متوسطة عندما أطلقت طائرة هليكوبتر صاروخين على منزل بمدينة جنين كان يوجد فيه أبو القسام الذي كان وقتها نائباً لقائد السرايا، حسام جرادات الذي نجا هو الآخر من تلك المحاولة إلا انه قتل في عملية اغتيال لاحقة.

واعتقل الجنود الإسرائيليون زوجة العبيدي على أحد الحواجز الطيارة لإجباره على تسليم نفسه. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أعلنت سرايا القدس «النفير العام في صفوف مجاهديها»، مؤكدة أن اغتيال العبيدي سيواجه برد «موجع في الوقت والمكان المناسب، وأن سلسلة الاغتيالات الطويلة التي طالت مجاهدي السرايا في الضفة المحتلة وقطاع غزة تحفظ لنا حق الثأر في عمق أراضينا المحتلة». ووجهت السرايا رسالة للسلطة الفلسطينية تقول «نود أن نبرق برسالة لقيادة السلطة الفلسطينية، بأننا نرفض ما رفضه قائدنا الكبير أبو القسام بشأن الإعفاء عن المطلوبين مقابل تسليم السلاح، ونجدد تأكيدنا على المضي قدماً على عهد الشهداء الأبطال وأن مسيرة الدم والعطاء ستتواصل». إلى ذلك عم الإضراب العام الضفة الغربية وقطاع غزة حداداً على ضحايا المجزرة الذين سقطوا أول من أمس في غزة. وكان الالتزام بالإضراب شامل حيث امتنعت المحال التجارية عن فتح أبوابها.