موسى يعود إلى بيروت لترتيب «لقاءات ثنائية» والأكثرية تلوح بمحاور آخر غير الحريري

المعارضة تستبق الزيارة بتوقع فشلها «إذا لم يحمل شيئاً جديداً»

TT

عاد الى بيروت بعد ظهر امس الامين العام لجامعة الدول العريبة، عمرو موسى، في مسعى جديد لحل الازمة القائمة في لبنان، انطلاقا من بنود المبادرة التي اقرها وزراء الخارجية العرب مطلع الشهر الحالي.

وقالت مصادر قريبة من رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، ان الهدف الجديد لموسى يتركز على ترتيب لقاءات ثنائية بين قيادات المعارضة والموالاة، خصوصا بين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون. وأشارت المعلومات الى أن موسى لن يزور خلال جولته الجديدة جميع اركان طاولة الحوار كما فعل في الاسبوع الماضي في جولته الاولى، بل سيكتفي بلقاءات عمل هدفها الوصول الى حلول.

واستبقت الأكثرية وصول موسى بإعلان عدم ممانعتها حصول لقاءات ثنائية مع أنها «لا ترى فيها فائدة»، مشيرة الى احتمال ان لا يكون الحريري هو المحاور من طرف الاكثرية، فيما كانت المعارضة تستبق زيارته بإعلان فشلها اذا «لم يحمل موسى شيئا جديدا».

وتركزت المواقف السياسية في لبنان امس على ادانة التفجير الذي استهدف سيارة السفارة الاميركية، وتشديد قوى الاكثرية على المعارضة «لقبول المبادرة العربية والمضي في انتخاب العماد سليمان».

واسف البطريرك الماروني نصر الله صفير «لمسلسل التفجيرات المستمر الذي يلاحق اللبنانيين في كل مكان من لبنان». وامل «ان تتمكن السلطات الامنية من اكتشاف كل الذين يقومون بهذا العمل المجرم وتنزل بهم ما يستأهلون من عقاب». وكان صفير قد التقى امس وفدا من لجنة المتابعة لقوى «14 اذار»، وأعلن عضو اللجنة ميشال معوض ان قوى «14 اذار» ستضع خطة متكاملة للمواجهة وذلك بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وقال: «نحن نتمنى ان يكون الحل لبنانياً، مع العلم أننا ندعم الحل العربي». ودعت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض قوى «8 اذار» الى التجاوب السريع مع المبادرة العربية الواضحة جدا، والتي تدعو الى «انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية فورا حسب الاصول الدستورية، وذلك تمهيدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية لا يكون فيها للمعارضة حق التعطيل ولا للموالاة حق الترجيح توصلا الى قانون انتخاب عادل وتوازن على اساس الدائرة الصغرى». وحض عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش جمهور «8 اذار» على «ان يعي خطورة الوضع الراهن، وان يحث مسؤوليه على تلقف مبادرة وزراء خارجية الدول العربية عبر انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية حالا ودون شروط، قبل ان يأتي الوقت حيث ينفض الجميع يده من لبنان كما سبق ان قال الرئيس المصري حسني مبارك».

ورحبت كتلة نواب «حزب الله» «بجهود الامين العام لجامعة الدول العربية وببيان وزراء الخارجية العرب وما تضمنه من إطار للحل المتكامل والقائم على قاعدة لا غالب ولا مغلوب بين اللبنانيين». ودعت «فريق السلطة لملاقاة المعارضة في التعاطي الايجابي مع نص البيان والجهود الرامية لاخراج البلاد من ازمتها المتفاقمة، وذلك على قاعدة الاقرار بمبدأ الشراكة الحقيقية». ورأت ان «المعبر الوحيد لذلك هو التفاهم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضمن هذه الشراكة».

وناشد وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ القيمين على الوساطات والمبادرات «البقاء على الحياد والابتعاد عن المواقف التي لا تخدم وساطتهم». وقال «ان بعض مَنْ نحرص على استمرار دوره لدى جميع اللبنانيين يعمد الى اطلاق تحليلات في صلب الحياة السياسية اللبنانية خارجة عن سياق الحياد المطلوب، ويمكن ان تستدرج ردوداً تحمل منطقا معاكساً، وكل هذا مسيء الى المبادرة العربية التي وصفها الجميع بأنها تاريخية». ودعا الاطراف اللبنانيين الى «عدم استدراج رعاة المبادرة الى مواقف احادية لان الجميع يحرص على عدم ادخال المبادرة في أتون التجاذب».

واكد عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا ان «الاكثرية، وإن كانت لا ترى موجبا وطنيا للقاء ثنائي بين ممثلي المعارضة والموالاة او ان مثل هذا اللقاء سيحقق النتيجة المرجوة، الا انها اذا وجدت ان لدى عمرو موسى اصرارا على مثل هذا اللقاء انطلاقا من اعتباره انه قد يشكل مدخلا وحيداً للحل، فقد تتجاوب معه وتقوم الاكثرية بتفويض من تراه مناسبا لملاقاة من فوضته المعارضة».

ورد الوزير السابق طلال ارسلان «فشل موسى الاسبوع الماضي لسببين متلازمين؛ أولهما انطلاق المبادرة من مبدأ منحاز بالكامل الى الموالاة، وتزيين المبادرة على أمل ان تنطلي على المعارضة»، أما السبب الثاني، فيعود الى التقليل من أهمية البعد الداخلي للأزمة، وجذورها اللبنانية البحتة، وبالتالي تصوير موقف المعارضة على انه مجرد صدى للسياستين السورية والايرانية». وآمل ان يطرح موسى «الآن شيئاً جديداً لأن المبادرة التي طرحها تمثل انحيازاً كاملاً الى الموالاة». وأكد ان المعارضة «تريد تمثيلاً حقيقياً في السلطة وعدا ذلك ما يتعب عمرو موسى او غيره».