المعارضة تعتبر أن صفير يعيدها إلى «عهد الإقطاع الديني» والموالاة تضع الحملة عليه «في إطار مخطط سوري متكامل»

اتهام فرنجية البطريرك بأنه «موظف» لدى الأميركيين والفرنسيين يتفاعل سياسيا

TT

توالت امس في لبنان الردود السياسية الموالية والمعارضة على ما قاله البطريرك الماروني نصرالله صفير، ومفاده ان الشعب غير قادر على انتخاب نوابه فكيف سينتخب رئيسه حين علّق على كلام رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون.

فقد اعتبر عضو التكتل النائب نبيل نقولا، انه يشك «في ان يكون هذا الكلام صادرا عن البطريرك الماروني لأن تاريخ الموارنة وممارستهم الديمقراطية مشهود لهما». وأضاف: «أما اذا كان (البطريرك) يريد إعادتنا الى عهود الوصاية والإقطاعية السياسية والمالية والدينية فهذا أمر نرفضه بشكل قاطع، لأنني أجزم بأن الشعب اللبناني يستطيع التعبير عن رأيه اذا أتاح له بعض القيمين على السلطة والدين ان يفعل ذلك. أقر ان ليس للجميع آراء وتوجهات سياسية، الا ان كل عملية انتخابية تعبر عن آراء المنتخبين، وعلى الجميع الرضوخ لرأي الشعب مصدر السلطات مهما كانت النتائج». وطالب بـ«ضرورة إتاحة المجال للشعب في التعبير عن آرائه من خلال قانون انتخابي عادل، يخول الطوائف كافة أن تمثل من دون ان يكون المسيحيون مثلا ذائبين بالمسلمين. فهم يريدوننا ان نصبح بلدانا دكتاتورية او شيوعية. أما بالنسبة الى من يتقاضى المال مقابل صوته، فإنني ألقي مسؤولية كبيرة على المسؤولين في البلاد اذ ان عليهم توفير مستلزمات الشعب الأساسية على الاقل لكي يبقى حرا ولا يحتاج الى المال للعيش. ولا يمكننا ان نعمم على الجميع عدم قدرتهم على الانتخاب بسبب أقلية من الذين يرتشون». وأضاف: «أكرر انني لا اعارض ان يعبر البطريرك صفير عن مواقفه السياسية ، إلا ان عليه ان يتقبل الانتقاد الموجه الى هذه المواقف... وعندما يتكلم بالسياسة علي ان أرد عليه بالسياسة أيضا. وبالتالي لا أقبل ان يقول لي إنني كماروني لا اعرف ان أنتخب او أختار من يمثلني. ويجب الا ينسى البطريرك الماروني انه كان ينتخب من الشعب وبدعة انتخابه من المطارنة جديدة، فالموارنة هم أول من علّم العالم الديمقراطية».

واستقبل البطريرك وفدا من لجنة المتابعة لقوى «14 آذار» ضم النواب: سمير فرنجية، انطوان زهرا، مصطفى علوش، هادي حبيش، النائب السابق فارس سعيد والنائب السابق كميل زيادة، ميشال معوض، ادي ابي اللمع وميشال خوري. وعقب اللقاء، تحدث معوض باسم اللجنة، فقال: «ان الكلام الذي سمعناه بالامس من الوزير السابق سليمان فرنجية لا يمكننا اعتباره «زلة لسان». بل يأتي في اطار مخطط سوري متكامل لضرب مرتكزات الوجود المسيحي الحر في لبنان. وهذا المخطط السوري واضح المعالم، بدأ بضرب الدولة ومؤسساتها، لانها الضامن الوحيد للتعددية في لبنان. وهذا المشهد واضح لاننا نرى في هذا المخطط ضربا للمؤسسة العسكرية عبر ترهيبها والجميع يتذكرون وضع الخطوط الحمر في نهر البارد واغتيال اللواء الركن فرانسوا الحاج. ويهدف هذا المخطط ايضا الى ضرب رئاسة الجمهورية عبر تفريغها، واليوم وصل دور بكركي. وكانت هذه الحملة قد بدأت على بكركي بمواقف حركة «امل» ومن ثم العماد عون واخيرا سليمان فرنجية». وقال: «لن نقبل ان تضرب مرتكزات الوجود المسيحي في لبنان ولن نقبل بأن يتم التطاول على بكركي بهذه البساطة. وليس مقبولا اطلاقا ان يكون للمخطط السوري مسيحيا من خلال «العدة» السورية اي من خلال سليمان فرنجية او «العدة» الجديدة اي العماد عون». واضاف: «لسوء الحظ قوى 8 اذار ومن وراءها يحاولون ضرب المبادرة العربية. ففي الاسبوع الماضي، جاء (الامين العام لجامعة الدول العربية) عمرو موسى الى لبنان حيث استقبل بحادثة امنية طاولت قوات «اليونيفيل» واقفال الحدود وبمحاولة سياسية لقوى «8 آذار» للتحايل على المبادرة العربية عبر تفسيرها تفسيرا خاطئا وذاتيا. واليوم يعود عمرو موسى الى لبنان فيستقبل بعملية ارهابية على السفارة الاميركية وفي الوقت نفسه باقفال طريق المطار لاسباب كاذبة».