العماد سليمان يصف الوضع اللبناني بـ«قنبلة موقوتة» ويحذر من أن انفجارها سيصيب الجيش والمقاومة

رأى أن إعادة «تركيب» السلطات الدستورية تؤدي إلى حل الأزمة القائمة

TT

وصف قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان المرشح الاوفر حظا، لتولي منصب الرئاسة، الوضع القائم في لبنان بأنه «قنبلة موقوتة أعمل على تأخير انفجارها وتفكيكها»، محذرا من أنه «في حال حصول الانفجار سيصيب الأذى الجيش والمقاومة والوطن». ورأى ان جو عدم الثقة، هو الذي يؤخر الحلول، لكنه أكد في المقابل أنه لا يرى «خلافا جذريا حول مفهوم الدولة». واضاف ان اعادة «تركيب السلطات الدستورية، تؤدي الى حل الأزمة القائمة، ولا بد من توافق جميع الاطراف ليستقيم الحل الداخلي، وأن جو عدم الثقة يؤخر الحلول».

وكشف سليمان عن صور وخيوط في قضية اغتيال اللواء فرنسوا الحاج، ممكن ان تؤدي الى كشف الجريمة. وشدد على ان الحل الحقيقي للازمة هو على عاتق اللبنانيين.

وقال سليمان خلال استقباله في مكتبه في اليرزة امس، نقيب المحررين ملحم كرم واعضاء مجلس النقابة: «ان الشعب يحتاج دوما الى بارقة امل، ومن الواجب ايجاد الحلول لهذه الازمة. ونأمل ان تحمل زيارة امين عام جامعة الدول العربية السيد عمرو موسى حلا يرتاح اليه اللبنانيون». وأكد اعتزازه بثقة المواطنين بالجيش، معتبرا ان هذه الثقة تلقي على المؤسسة العسكرية مسؤوليات مضافة. وقال: «ان الجيش مدرسة وطنية بامتياز، تضم عناصر من كل المناطق اللبنانية والمشارب السياسية والطوائف، وبالتالي فإن وحدة الجيش ستبقى مثالا يقتدى به لدى اللبنانيين جميعا، لا سيما ان اللبنانيين متفاهمون على بقاء الدولة ووحدة ابنائها، وان الجيش هو ضمان هذا التفاهم. كما ان جو عدم الثقة هو الذي يؤخر الحلول، واني لا أرى خلافا جذريا حول مفهوم الدولة». واضاف: «ان الجيش اللبناني يتصدى لإسرائيل ويدعم المقاومة ويواجه الارهاب ويتصدى للطائفية، ويصون السلم الأهلي. ومن هنا تعاظم المسؤولية الملقاة على عاتقه». واكد أن لا رضوخ للارهاب، مشيرا الى ان الارادة الصلبة لدى اللبنانيين، مواطنين وعسكريين، ساهمت في نجاح عمليات الجيش في مواجهة الارهاب.

وقال: «جربوا ترهيبنا عبر اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج، لكن الجيش اثبت انه لا يخضع للترهيب، على الرغم من فداحة الخسائر».

ورأى أن اعادة «تركيب السلطات الدستورية، تؤدي الى حل الازمة القائمة، ولا بد من توافق جميع الاطراف ليستقيم الحل الداخلي، وان جو عدم الثقة يؤخر الحلول». معتبرا ان منظمة «فتح الاسلام»، كانت تراهن على انقسام الدولة والجيش.

وعن سير التحقيق في جريمة اغتيال اللواء الحاج، أوضح سليمان، ان هناك ادلة معينة، وصورا يمكن ان تفضي بالتحقيق الى نتائج. وحول موقفه من الوضع السياسي الراهن قال: «اذا تحدثت الآن بالسياسة اصبحت طرفا، وما دمت قائدا للجيش فلن اتكلم بالسياسة». ولاحظ ان ما يشكو منه لبنان هو انعدام الثقة بين الاطراف، وهذا يحتاج الى شجاعة لترميم الثقة وردم الهوة.

وعن تسليح الجيش قال: «لا مساعدات مشروطة، ولا تغيير في عقيدة الجيش اللبناني، وان علاقتنا قائمة وجيدة مع معظم جيوش العالم ولم تنقطع يوما». وردا على سؤال قال: «الجيش لم ولن يتخلى عن دوره الوطني في فرض الامن وحماية السلم الاهلي، وهو يستمد قراراته من الارادة الوطنية الجامعة. وعندما فوتحت بإمكانية قيام حكومتين كان جوابي واضحا: ليس هناك جيش لدولتين، بل جيش واحد لدولة واحدة وشعب واحد. واوضح ان اسرائيل كانت وما فتئت تحاول النيل من وحدة لبنان من خلال استهداف الجيش لتوريط اللبنانيين في حرب داخلية. وهذا ما دأبت عليه في حرب يوليو( تموز)، كما ان الارهاب حاول استكمال ذلك في احداث نهر البارد، وقد استطاع الجيش ان يحبط المحاولتين بمزيد من تماسكه، والتفاف اللبنانيين حوله».

وعن مسألة الضباط الموقوفين قال العماد سليمان: «ان هذا الامر في عهدة القضاء الذي لنا ملء الثقة به».

وردا على سؤال قال: «ان مصدر نجاح الجيش في مهماته هو التزامه معايير العدالة والشفافية والتمسك بالقيم الاخلاقية والانسانية، التي تفاخر بها اعرق الجيوش، والتزامه ايضا اتفاق الطائف نصا وروحا، وان من اسباب ما نعانيه في لبنان عدم الالتزام بتطبيق هذا الاتفاق كما ينبغي».

وردا على سؤال قال قائد الجيش: «ان تعاطي الجيش مع الموالاة والمعارضة، سيبقى كما كان منذ ثلاث سنوات». وعن تشخيصه للازمة القائمة في البلاد، قال: «اني اشعر وكأن بين يدي قنبلة موقوتة اعمل على تأخير انفجارها وتفكيكها، لأنه في حال حصول الانفجار، سيصيب الاذى الجيش والمقاومة والوطن. وان اي شخص يستطيع ان يفكك هذه القنبلة، سيلقى دعم الجيش. واذا كان قدري ان اتولى ذلك فهو شرف لي، ومسؤولية كبيرة»، مشيرا الى عدم رهانه على الحل الخارجي، لأن الحل الحقيقي يبقى على عاتق اللبنانيين.