بانسحاب ليبرمان تبدأ مسيرة إسقاط حكومة أولمرت في إسرائيل

النواب العرب: ما كان يجب أن يدخل هذا العنصري المتطرف الوزارة أصلا

TT

بدأ اليمين الإسرائيلي، أمس، مسيرة إسقاط حكومة ايهود أولمرت وذلك بانسحاب حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية، أفيغدور ليبرمان. ومع أن أولمرت حاول الاستخفاف بهذا الانسحاب وقال إن حكومته ستواصل مسيرتها السياسية للسلام مع الفلسطينيين «لأن المبادئ أهم من الصراعات الحزبية»، إلا أن المراقبين يشيرون إلى انه سيكون ضربا من المستحيل أن تستمر حكومة أولمرت في القيادة لأكثر من بضعة أشهر.

وكان ليبرمان قد أبلغ أولمرت، أمس، انه مضطر للانسحاب من الائتلاف الحكومي والانتقال للمعارضة والعمل على إسقاط الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة لأن هذه هي الوسائل الوحيدة الكفيلة بوقف المسيرة السياسية مع الفلسطينيين. ثم أعلن في مؤتمر صحافي، انه أقدم على خطوته هذه لأنه يعارض المفاوضات الحالية بشكل مبدئي. فهو يرى أن مبدأ «الأرض مقابل السلام»، الذي يسير على أساسه أولمرت ومن سبقه من رؤساء الحكومات، هو مبدأ خاطئ ثبت فشله. وقال: «حتى لو انسحبنا إلى حدود 1967 بالكامل، فإن العرب لن يقيموا معنا السلام. وسيردون علينا بالإرهاب، كما فعلوا عندما انسحبنا من قطاع غزة وقبل ذلك عندما انسحبنا من لبنان». والتسوية الوحيدة التي يراها ليبرمان صالحة، هي في تبادل الأرض مع السكان. وعاد ليؤكد مشروعه المعروف، بإقامة دولة فلسطينية في جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث تضم هذه الدولة مناطق عربية مأهولة بفلسطينيي 48 والمعروفة باسم المثلث والمتاخمة لشمال الضفة الغربية (من كفر قاسم جنوبا حتى أم الفحم شمالا)، مقابل ضم القدس الشرقية والتكتلات الاستيطانية القائمة في الضفة إلى تخوم إسرائيل.

وقال ليبرمان إن الخطر الأكبر على إسرائيل هو في المواطنين العرب من سكانها (فلسطينيي 48)، وقادتهم. وقال إن محمد بركة وأحمد الطيبي (وهما قائدان لحزبين عربيين وطنيين في إسرائيل)، أخطر من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وحسن نصر الله أمين عام حزب الله على إسرائيل. فإذا ما عقد اتفاق سلام، سيحاول هؤلاء إقامة حكم ذاتي داخل إسرائيل ويهدمون الدولة العبرية من داخلها.

وامتدح ليبرمان رئيس الوزراء أولمرت، قائلا: «لقد عملت مع عدة رؤساء حكومات في إسرائيل، ومن واجبي أن أعترف بأنه رئيس حكومة جيد وأمين وصريح ومخلص. تعاونا معا بشكل ممتاز، لكننا اختلفنا على أمور جوهرية تتعلق بمستقبل إسرائيل، ولذلك انفصلنا».

وأثار انسحاب ليبرمان ردود فعل واسعة في إسرائيل. فقال أولمرت إن هذه الخطوة مؤسفة ولكنها نتاج تعاون في اليمين المتطرف بين ليبرمان وبنيامين نتنياهو (زعيم الليكود المعارض) هدفه ضرب المسيرة السلمية. وأضاف: «في اليمين المتطرف يرتعدون خوفا من المسيرة السلمية، وأدركوا أنني متمسك بها وأنني جاد في قيادة إسرائيل نحوها». وتعهد بمواصلة السير في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، رغم الخسائر التي قد يمنى بها شخصيا وحزبيا. وللدلالة على هذه الجدية، أمر أولمرت قيادة الجيش بإخلاء بؤرتين استيطانيتين أقامهما المستوطنون من دون تصريح. وأخليتا فعلا واعتقل عدد من المستوطنين الذين حاولوا عرقلة عمل الجيش.

ورد قادة فلسطينيي 48 على انسحاب ليبرمان بالقول انه ما كان على أولمرت أن يضم هذا الحزب العنصري والمعادي للسلام من الأصل. وقال أحمد طبيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، إن ليبرمان مصاب بمرض إيدز العنصرية. وطالب طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، بمحاكمة ليبرمان على تحريضه العنصري على العرب. وأما في اليمين فقد رحبوا بالانسحاب وبدأوا حملة ضغوط على حزب اليهود الشرقيين المتدينين «شاس»، حتى ينسحب هو الآخر من حكومة أولمرت بدعوى أنها «تفاوض الفلسطينيين على القدس». ولكن الناطق بلسان هذا الحزب رفض الالتزام بالانسحاب وقال إن حزبه يحاسب الحكومة على أفعالها وهو لا يرى أنها في هذه المرحلة تتنازل عن القدس.