عريقات: المفاوضات لم ولن تبدأ قبل وقف العدوان والاستيطان

الرئاسة الفلسطينية تعتبر قرار تعليق المفاوضات قرارا عربيا

TT

في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، إن المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين ستتواصل، مؤكدا أن لا بديل عنها، شكك رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بقدرة الوفد الفلسطيني على الاستمرار في المفاوضات، في ظل تواصل الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال عريقات لـ«الشرق الأوسط» انه بعد ساعات من اغتيال إسرائيل قائدا كبيرا في سرايا القدس، شمال الضفة، «لا يمكن للسلطة الفلسطينية أن تقبل بمواصلة المفاوضات، جنبا إلى جنب، مع تواصل الاعتداءات والاستيطان»، مؤكدا أنهما (الاعتداءات والاستيطان من جهة والمفاوضات)، «خطان لا يلتقيان أبدا». وبدا عريقات أكثر حدة وتشاؤما إزاء فرص نجاح المفاوضات في التوصل إلى اتفاق كما يرغب الرئيس الاميركي جورج بوش. وفي رده على سؤال حول إمكانية تعليق المفاوضات، قال «إنها لم تبدأ أصلا، ولن تبدأ في ظل هذه الاعتداءات»، مؤكدا أن اللقاء الأخير، الذي قيل إنه تناول قضايا الوضع النهائي، لم يتناول سوى قضيتي المستوطنات وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية. وأضاف «اللقاء لم يناقش أيا من قضايا الوضع النهائي».

وأرسلت السلطة الفلسطينية أمس مجموعة من الرسائل الاحتجاجية إلى الجانب الاميركي، واللجنة الرباعية، وسفراء الدول المعنية، من أجل التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. وحمل عريقات الرباعية مسؤولية استمرار العدوان. وقال «إذا استمر العدوان فإن الرباعية تكون قد فشلت في الدور المنوط بها».

ويعتقد عريقات أن «إسرائيل بمواصلتها العدوان تضع حدا لمسار العملية السياسية، وتفرض أجندتها العدوانية سلفا»، مشددا على أن هذه الجرائم «ستدمر كل احتمال للوصول إلى تسوية».

ويرى عريقات أن «عام 2008 لن يكون لا عام اتفاق ولا عام دولة، وإنما سيكون عاما مثل بقية الأعوام الماضية.. عام استمرار الجرائم والعنف». وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «إن تعليق المفاوضات مع إسرائيل، بسبب ما ترتكبه في المناطق الفلسطينية، ليس قرارا فلسطينيا بحتا، بل هو قرار عربي، لا سيما أن استمرار الاستيطان والتصعيد العسكري ينعكس سلبا على هذه المفاوضات». واعتبر أبو ردينة أن «المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة مدانة بكل المقاييس ولا يمكن لإسرائيل تبريرها»، مؤكدا أن «الرئاسة الفلسطينية ترفض هذا التصعيد سواء في غزة أو الضفة وما تتعرض له مدينة نابلس». وأضاف في حديث لإذاعة فلسطين «إن ما تمارسه إسرائيل من تصعيد عسكري يدل على عدم جديتها إزاء عملية السلام ورغبتها في تخريب هذه العملية».