عشرات المستوطنين يستولون على منازل بالقدس وضواحيها

مستشار فياض: هذه لعنة المفاوضات

TT

استولى عشرات المستوطنين، خلال 24 ساعة، على عدة منازل، تعود لفلسطينيين في القدس الشرقية، في البلدة القديمة، وفي ضاحية سلوان جنوب المدينة. واستولت 11 عائلة من المتطرفين على منازل خالية، تحت حماية الشرطة الاسرائيلية التي منعت أحدا من التدخل، وابلغت السلطة الفلسطينية بان الوضع سيبقى كما هو عليه وعلى المتضرر ان يلجأ للقضاء. وبذلك يصل عدد العائلات اليهودية التي تسكن سلوان حوالي 60 عائلة. ويقول المستوطنون إن ثمة ممتلكات أخرى تم شراؤها في سلوان ولم يتم وضع اليد عليها بعد. ويدير المستوطنون في الحي حضانة أطفال ومدرسة دينية ومركزا للزوار.

وكانت الجمعيات الاستيطانية قد كثفت أخيرا من جهودها في القدس الشرقية. فقد بدأ الأسبوع الماضي بناء المرحلة الثانية من حي يهودي جديد (60 منزلا جديدا) في منطقة راس العمود، ويدعي المستوطنون شراء قطعة أرض بين بيت لحم والطنطور. كما تبذل جهود لشراء منازل في الأحياء العربية، وفي منطقة جبل أبو غنيم.

ويشكو اهالي القدس من تضييق الخناق عليهم داخل المدينة المقدسة، عبر الاستيلاء على اراضيهم واملاكهم، في حال لم تكن مسكونة، او بالوثائق المزورة، او «التسريب» (بيع المنازل). وقال حاتم عبد القادر، مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لشؤون القدس، إن المستوطنين استولوا على المنازل بوثائق مزورة، مؤكدا ان الحكومة الفلسطينية بصدد رفع دعوى قضائية على المستوطنين لإجلائهم من المنازل.

ويعتبر عبد القادر أن الاستيلاء على منازل المقدسيين، التي لا تبعد اكثر من 200 متر هوائي عن المسجد الاقصى، يأتي في اطار الهجمة الاسرائيلية المبرمجة على المدينة، ويؤسس لبؤر استيطانية جديدة. وكشف عبد القادر عن مصادرة حوالي 60 الف دونم من اراضي القدس، وامتداداتها خلال الشهور الاربعة الاخيرة، وفي ظل الحديث عن السلام واستمرار المفاوضات، التي اعتبرها «لعنة على القدس»، قائلا «ان القدس اصبحت لعنة المفاوضات».

وتؤخذ الهجمة الاسرائيلية على القدس اشكالا متعددة، عبر توسيع المستوطنات القائمة اصلا ومحاولة بناء اخرى ومصادرة الاراضي والمنازل وشق الطرق الالتفافية واستمرار اعمال الحفر والتنقيب قرب وتحت المقدسات الاسلامية في المدينة.

وقال عضو لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات سلوان، فخري أبو دياب، إن احد اصحاب هذه المنازل يصارع في المحاكم الاسرائيلية منذ 18 عاما، بعد الاستيلاء على جزء من منزله في مطلع التسعينيات. وأعرب ابو دياب عن استغرابه للاستيلاء على المنازل في هذا الوقت الذي تنطلق فيه مفاوضات الوضع النهائي مع الجانب الإسرائيلي، وبعد أيام على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش.