«تحالف الحضارات» يطلق 12 مبادرة في مدريد لفض «الاشتباكات الثقافية»

الأمم المتحدة تحذر من مخاطر التصادم بين المجموعات العرقية في ثلثي دول العالم

TT

أعلن المندوب السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة غورغ سامبيو نجاح «المحفل الأول لتحالف الحضارات»، في جلسته الختامية أمس في مدريد، ذاكراً اطلاق 12 مبادرة توصل اليها الملتقى، من بينها آلية اعلامية للرد السريع على نشوب أية أزمة، قد تؤدي الى اثارة الحساسيات العرقية والثقافية. وتركزت هذه المبادرات على التوعية والتعليم والاعلام، بالاضافة الى الحوار ما بين الدول ورجال الدين. إلا ان عددا من المشاركين شددوا على ان نجاح مشروع التحالف ودعم التعايش السلمي في العالم يعتمد على احترام حقوق الانسان، بما فيها الحقوق الملموسة مثل حق الحصول على الغذاء والحقوق المبدئية مثل حرية التعبير.

وكان الفخر واضحاً في صوت سامبيو الذي تسلم مهامه قبل 10 اشهر، وهو يلقي خطابه الختامي، فقال: «لدينا أمل للمحة حقيقية من الامل الجديد، اظهر المنتدى بأنه اذا وحدنا جهودنا سيكون العالم بوضع افضل». وأضاف ان اهمية المنتدى انه «يخلق فسحة للحوار بين مختلف القطاعات، وظهر بأنه ملتقى للتوصل الى حلول ملموسة»، مؤكداً ان العمل بتجاه تحالف مختلف الحضارات برعاية الأمم المتحدة «المبادرة الصحيحة في الوقت الصحيح لوقف المزيد من تآكل البيئة البشرية»، بسبب التطرف والتعصب. وقال وزير الخارجية الاسباني ميغيل انجيل موراتينوس في مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر امس، ان التحالف اصبح «اساسا جوهريا للامن والسلام، واصبح جزءًا من دبلوماسية الأمم المتحدة». واعتبر وزير خارجية تركيا علي بابجان، التي تستضيف بلاده المؤتمر المقبل أن «الحضور الواسع للمؤتمر، برهن على ان التحالف بات مقبولاً حول العالم»، مضيفاً: «تحالفنا مبني على القيم المشتركة للانسانية وارض خصبة للتعاون». واعلنت تركيا عزمها استضافة المحفل المقبل عام 2009، على امل تطبيق المبادرات التي تم الاتفاق عليها في مدريد قبل ذلك الحين. من جهتها، أكدت المفوضة السامية لحقوق الانسان لويز اربور، التي شاركت في الحفل الختامي للقاء مدريد على اهمية الاعتراف بحقوق الانسان العالمية والتي هي موضوعة في اعلان الأمم المتحدة لحقوق الانسان، الذي اطلق قبل 60 عاماً. وقالت اربور: «الحواجز التي نراها ليست بسبب عدم انسجام بين الحضارات، كما يدعي البعض، بل بسبب مجموعات تضع هذه الحواجز لأهدافها الخاصة، وللحفاظ على مواقعها واطلاق الكراهية». وشددت اربور على اهمية التأكيد على هذا الاعلان هذا العام، مع الاحتفال بعامه الستين. وأضافت ان التسامح واحترام حقوق الانسان، هما افضل وسيلة لضمان السلم العالمي، لافتة الى ان «هناك 5 آلاف مجموعة عرقية في الدول الـ192 حول العالم، وثلثا هذه الدول لديها على الاقل، اقلية واحدة ذات نفوذ كبير، والعلاقات بين هذه المجموعات ربما تشكل اكبر تحد للدول كما نعرفها». وضم عدد من المشاركين في «المحفل الاول لتحالف الحضارات»، صوتهم الى صوت اربور، قائلين إن التعايش السلمي يعتمد على العمل على العدالة. وقال رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز بلخادم، في مداخلته في احدى جلسات الملتقى: «يجب اعادة الحق لأصحابه» في اشارة الى القضية الفلسطينية. وشددت رئيسة ايرلندا السابقة ماري روبينسون على قضايا حقوق الانسان، مؤكدة أن «كل انسان لديه حقوق، وعلى الحكومات ان تتذكر ان حقوق الانسان ليست ملكاً لها، بل عليها واجب لتطبيق مبادئ حقوق الانسان». وأضافت: «يجب توسيع معنى حقوق الانسان لتشمل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية». وكان الاعلام محوراً اساسياً في جلسات العمل اثناء اللقاء، اذ كان الاعلام محور 3 من جلسات العمل الـ8 التي عقدت خلال اليومين الماضيين. وبالإضافة الى إعلان تأسيس صندوق بقيمة 100 مليون دولار لدعم الاعلام الهادف الى التواصل والتفاهم، وخاصة من خلال الافلام الواسعة الانتشار، اعلنت منظومة «تحالف الحضارات» عزمها تأسيس آلية اعلامية للرد السريع في حال نشوب ازمات متعلقة بسوء التفاهم بين حضارات مختلفة، على رأسها المواضيع المتعلقة بالاسلام.