إسرائيل تغتال قياديا في لجان المقاومة الشعبية وزوجته في غزة

الصحف الإسرائيلية تنتقد الجيش الإسرائيلي وتعتبر أن التفاوض مع حماس هو الحل

مواجهات مع الجنود الإسرائيليين في الخليل أمس (رويترز)
TT

واصل الجيش الإسرائيلي عمليات الاغتيال والتصفية ضد عناصر المقاومة وعدوانه على المدنيين في قطاع غزة. فقد اغتال بعد ظهر أمس قيادياً في «ألوية الناصر صلاح الدين»، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، وزوجته عندما كان يهم بدخول مدينة الشيخ زايد، شمال قطاع غزة. ونقل عن شهود عيان القول إن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين باتجاه السيارة التي كان يستقلها رائد أبو الفول وزوجته وهي من طراز «هونداي» فحولتها إلى حطام، في حين تطايرت أشلاؤهما في كل مكان، وأصيب سبعة مدنيين آخرين. وأضاف الشهود أن وقتا طويلا مر قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من جمع الأشلاء. وفي الليلة قبل الماضية اغتال الجيش الإسرائيلي عنصرين من «ألوية الناصر صلاح الدين»، بقصف السيارة التي كانا يستقلانها بالقرب من مركز شرطة المنطقة الوسطى.

وقال أبو مجاهد الناطق بلسان «لجان المقاومة الشعبية» إن القتيلين وهما رائد أهل ومحمد الصفدي ينتميان إلى «الوحدة الصاروخية» التابعة للألوية. وبذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال 48 ساعة إلى 26 قتيلا، عشرة منهم مدنيون، ثلاثة منهم شقيقان ونجل أحدهما، قتلوا في هجوم بالصواريخ على سيارة أحد المقاومين، لكن الصواريخ أخطأت السيارة وسقطت على سيارة أفراد العائلة. واعترفت إسرائيل بإصابة ستة من الجنود والمستوطنين جراء سقوط العشرات من القذائف الصاروخية على بلدة سديروت والمواقع العسكرية المحيطة بالقطاع. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس عن إطلاق 150 صاروخا ردا على تواصل العدوان وعمليات الاغتيال.

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بتصعيد العمليات كرد على ردود المقاومة الفلسطينية على عمليات الاغتيال. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي لفني إن إسرائيل ستدافع عن مواطنيها ليس عبر المفاوضات فحسب بل من خلال شن حرب لا هوادة فيها ضد ما سمته بالإرهاب الفلسطيني في قطاع غزة. وأضافت لفني في كلمة ألقتها في موسكو أمس أمام الأكاديمية الدبلوماسية الروسية أن إسرائيل مسؤولة عن شعبها، وعليها أن تعطي الردود على الهجمات اليومية المنطلقة من غزة. وتابعت القول «إن الرد على صواريخ القسام يكون بحرب لا هوادة فيها على الارهاب». وشددت ليفني على ضرورة تغيير الوضع في قطاع غزة إذ «ان الحديث يدور عن إقامة دولة فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة».

لكن الصحف الاسرائيلية انتقدت المستويين السياسي والعسكري بسبب الآلية المعتمدة في معالجة تهديد الصواريخ. وفي مقال في صحيفة «يديعوت احرنوت»، قال الصحافي ومقدم البرامج الاخبارية يائير لبيد إن الجيش لا يملك الحل لمشكلة الصواريخ، وإنه يتوجب التوصل لتفاهم مع حركة حماس حول اتفاق تهدئة. واضاف لبيد أنه سيكون من الخطير محاولة وقف اطلاق الصواريخ عبر اعادة احتلال القطاع، مشيرا الى التقييمات التي تؤكد أن أية عملية اجتياح ستؤدي الى مقتل العشرات من الجنود. واكد لبيد أن المجتمع الاسرائيلي الذي يبدي قدراً من الصبر على مقتل المدنيين، يفقد صبره بالمرة عندما يسقط الجنود.