كينيا: الشرطة تقتل 7 أشخاص في اليوم الثاني من مظاهرات المعارضة

طاردت المتظاهرين إلى المستشفيات وأطلقت الغاز المسيل للدموع على أبواب الطوارئ وضربت رجال الأمن

ممرضات ومسعفون يركضون هربا من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة في ألدوريت أمام أحد المستشفيات حيث كانوا يسعفون محتجين أصيبوا بنيران وعصي الشرطة (أ. ب)
TT

قتل سبعة اشخاص برصاص الشرطة الكينية في نيروبي أمس، خلال تجمع دعا اليه زعيم المعارضة رايلا اودينغا، للاعتراض على نتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس مواي كيباكي بولاية جديدة.

وأعلن اودينغا ان الشرطة قتلت سبعة اشخاص في دائرة كاساراني في نيروبي، مشيرا الى ان من بين القتلى فيليكس اوكونغو، سائق اليزابيت اونغورو النائبة في البرلمان، الذي قال إنه قتل برصاص الشرطة، اثناء محاولته مغادرة منزله. وقال: «الشرطة تطلق الرصاص على المدنيين الابرياء من دون تمييز... الحكومة حولت هذا البلد الى ميدان قتل للابرياء».

وأضاف: «نحث بقوة شركاءنا في التنمية على التنديد بهذه المذبحة بأقوى العبارات الممكنة، واتخاذ اجراءات محددة لردع هذه الحملة القاتلة... الاجراءات الدولية يمكن ان تساعد في منع كارثة في هذا البلد». غير ان الشرطة قالت انها ليست على علم سوى بمقتل شخصين اثنين. وقال بول روتو الضابط في شرطة المنطقة لوكالة الصحافة الفرنسية: «كل ما اعرفه هو ان شخصين اثنين قتلا في ماتاري». واضاف «نعتقد ان الامر يتعلق بخارجين عن القانون ارادوا استغلال الوضع، لانهم لم يتفرقوا لدى تفرق المتظاهرين».

وتجمع الرجال والنساء والأطفال حاملين المناجل والهراوات، وهي شعارات المعارضة، في الأحياء الفقيرة في العاصمة الكينية نيروبي. وأحرق المتظاهرون الإطارات والأثاث في حي ماتاري الفقير، حيث لم يتمكنوا من اختراق حاجز الشرطة للوصول إلى المسيرة التي دعت إليها المعارضة في وسط المدينة، في الوقت الذي وقف رجال الشرطة في موقع قريب واصابعهم على زناد اسلحتهم.

واستخدمت الشرطة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع في تفريق انصار المعارضة، خصوصا في مدن الصفيح في ماتاري وكيبيرا بنيروبي وفي مدينتين غرب كينيا، هما كيسومو والدوريت. وكانت المعارضة قد بدأت أول من أمس مظاهرات تستمر طوال ثلاثة أيام، وقتل في اليوم الاول من المظاهرات شخصان برصاص الشرطة أيضا.

وقال مسؤول في أحد المستشفيات، الذي نقل اليه الجرحى ان الشرطة طاردت المحتجين في بلدة الدوريت بالغاز المسيل للدموع حتى جناح الطوارئ وضربت أحد حراس الامن. وقال المسؤول: «أرادت الشرطة ان تشق طريقها الى الداخل عندما منعها حراس الأمن فأطلقت الغاز المسيل للدموع وضربت احد ضباط الأمن على انفه فسقط على الارض».

وقد تعهدت المعارضة الكينية بتحدي قرار حظر المسيرات وحثت أنصارها على الخروج للتظاهر لمدة ثلاثة أيام ضد نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال رونو كيبشرشر أحد المتظاهرين، وهو يمسك بقوة بهراوة خشبية كبيرة: «لن نغير الوضع إلا إذا قاومنا. التحرر لا يأتي أبدا على طبق من فضة». ونددت الحركة الديمقراطية البرتقالية بزعامة اودينغا «بأشد العبارات قتل قوات الشرطة بلا رحمة لشباب يتظاهرون بشكل سلمي. وطالب سليم لون المتحدث باسم الحركة، بملاحقة الضابط الذي اعطى الامر بالقتل. ورغم القمع الأمني في اليوم الاول من المظاهرات فقد دعت المعارضة صباح امس الى متابعة المظاهرات المحظورة من قبل الشرطة. وقتل 700 شخص على الاقل في اعمال عنف تبعت الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في كينيا نهاية ديسمبر (كانون الاول) 2007. من جهة اخرى، أعلن دون ماكينون الامين العام لرابطة الكومنولث أمس ان الانتخابات في كينيا «لم تكن مطابقة للمعايير الدولية»، في مرحلة فرز الاصوات. وقال ماكينون ان «اللجنة الانتخابية لم تنجح في التأكد من نزاهة عملية احتساب الاصوات، مما يثير الشكوك في صلاحية نتائج الانتخابات». واضاف: «اننا نعرب عن بالغ حزننا وصدمتنا لاعمال العنف الفظيعة التي اعقبت الانتخابات وعمليات القتل والنزوح الواسعة النطاق التي اعقبتها». وتابع «من الحيوي الان ان تجتمع الاطراف لحل هذه المشكلة الخطيرة». وأكد ان «الكومنولث على استعداد للعمل مع كينيا للنظر في سبل اعادة تشكيل اللجنة الانتخابية الكينية بالتطابق مع افضل معايير الكومنولث، ما سيتيح اعادة الثقة العامة والسياسية في هذه اللجنة». وكان قد تم تكليف الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان بزيارة كينيا الثلاثاء الماضي للوساطة في الازمة، غير ان زيارته أجلت بسبب «نزلة برد شديدة»، بحسب الناطق باسم انان.