طالباني: اتفقنا على تشكيل مجلس تنفيذي لإدارة العراق

دعا ونائبه الهاشمي العرب السنة إلى توحيد صفوفهم لتحقيق الوفاق الوطني

TT

كشف الرئيس العراقي جلال طالباني أمس عن اتفاق على تشكيل مجلس تنفيذي لادارة العراق وحل المشاكل عن طريق ما وصفه بـ«القيادة الجماعية». كما دعا طالباني ونائبه طارق الهاشمي الى توحيد الصفوف والجهود التي تبذلها القوى السياسية والاجتماعية التي تمثل المكون العربي السني في العراق، من اجل النهوض بالواقع الخدمي لمناطقهم ولتحقيق الوفاق الوطني المنشود.

وقال طالباني خلال استقباله في مقر إقامته ببغداد امس وفد الهيئة العليا لشؤون محافظة الأنبار، الذي ضم المحافظ مأمون سامي ورئيس مجلس المحافظة عبد السلام العاني ورئيس مؤتمر صحوة الأنبار الشيخ أحمد أبو ريشة ورئيس مجلس الأنبار المركزي الشيخ طارق العبد الله وممثل مجلس عشائر المحافظة الشيخ حميد الشوكة والأمين العام للهيئة العليا للأنبار رافع العيساوي، «هذه السنة الجديدة هي سنة مباركة، حيث بدأنا بالاتفاق على تشكيل المجلس التنفيذي لإدارة البلاد، وحل المشاكل عن طريق القيادة الجماعية وتعميق روح التشاور والشراكة الحقيقية لجميع القوى الأساسية في عملية صنع القرار، ورسم السياسات العامة التي تهم حاضر ومستقبل العراق».

واضاف الرئيس طالباني، «أمام قادة العراق مجال واسع للعمل وبذل الجهود لإنجاح المصالحة السياسية العامة بين الكتل كافة، ولا بد من التعاون من أجل خير العراق وتطوره وازدهاره وضمان استقراره ونهوضه». معبرا عن تفاؤله بنجاح العملية السياسية، وتوحيد المواقف والآراء المختلفة. واوضح نصير العاني، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» ان «المجلس التنفيذي الجديد هو نفسه اللجنة الرباعية المكونة من رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء، التي كانت تسمى 3 + 1». واضاف «هذه التسمية ركيكة وغير قوية، مما حدا باستبدال تسمية (المجلس التنفيذي لادارة امور البلاد) بها». وقال ان «هذين الركنين ـ مجلس الرئاسة ورئاسة الوزراء ـ يشكلان السلطة التنفيذية في البلاد بحسب المادة 66 من الدستور». واوضح ان «المجلس التنفيذي» هو «المرجع الأعلى لحل المشاكل والمعضلات التي قد تنجم من خلال تنفيذ فقرات الدستور وتمرير القوانين وادارة امور البلاد والوضع الامني».

وافاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بان طالباني ثمن الجهود التي يبذلها علماء السنة العرب بهدف توحيد المكون السني، قائلا «ان توحيد الصفوف يعتبر خطوة نحو تحقيق الوفاق الوطني المنشود، وتشكيل الهيئة العليا للأنبار خير دليل على الجهود التي تبذل في هذا الاطار».

وجدد طالباني تصميمه على الاستمرار في نهجه الرامي لتقريب وجهات النظر في ما بين الاطراف المختلفة ومد يد العون لجميع الأطياف من دون استثناء. مؤكدا «مثلما دافعنا عن العرب الشيعة عندما تعرضوا إلى الظلم على يد النظام البائد، ندافع عن العرب السنة عندما يتعرضون إلى الظلم والتهميش».

وثمن رئيس الجمهورية خلال اللقاء، الذي حضره نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الموارد المائية عبد اللطيف رشيد ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية نصير العاني ومسؤول مكتب العلاقات في الاتحاد الوطني الكردستاني في أنقرة بهروز كلالي، «الدورالوطني الذي لعبته العشائر العراقية في محاربتها للإرهاب، وتطهير مناطقها من خطره».

واثنى طالباني على دور شيوخ وابناء محافظة الأنبار في مقاتلتهم لعناصر تنظيم «القاعدة» والجماعات المتشددة التي كانت تسيطر على المحافظة في وقت سابق، قائلا: «الأنبار أصبحت محافظة رائدة في مجال محاربة الإرهابيين، وتعزيز الوحدة الوطنية وتجسيد العمل المشترك، لذا نحن على استعداد تام لمساندة المطالب المشروعة لمحافظة الأنبار»، مشددا على ضرورة تقديم الخدمات الضرورية لأبنائها.

وفي ذات السياق دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وفد الهيئة العليا لمحافظة الانبار الى توحيد الصفوف والجهود من اجل النهوض بالواقع الخدمي في الأنبار، لاسيما أنها على أبواب مرحلة الاعمار بعدما تحقق فيها استقرار أمني. واكد الهاشمي خلال استقباله اعضاء الوفد في مكتبه ببغداد امس، ضرورة تعويض أبناء الانبار عن فرص الحياة التي ضاعت عليهم، مشيرا الى ان تحقيق ذلك يتطلب مزيدا من التماسك والتلاحم بين أبنائها.

من ناحية ثانية، أكد الهاشمي أن إعادة الثقة بين الأطراف السياسية وإزالة المخاوف المتولدة لدى كل منها كفيل بدعم العملية السياسية ودفع عجلتها إلى الأمام، مضيفا لدى استقباله بمكتبه امس السفير الاميركي رايان كروكر أن الحفاظ على التقدم الأمني وإقرار قانون العفو العام وتحقيق مشاركة فاعلة في اتخاذ القرار، إضافة إلى إشاعة روح العمل بروحية الفريق الواحد يعد أولوية في الوقت الحاضر.