كينيا: المعارضة توقف مظاهراتها وتبدأ شكلا جديدا من «المقاومة»

الرئيس يعلن عن لجنة حوار برعاية موفدين من أنان.. وحصيلة القتلى في 3 أيام بلغت 24 شخصا

شاب من المعارضة يبكي وهو ينظر الى شرطي يرمي قنبلة مسيلة للدموع في كيبيرا أمس ( ا. ب. ا)
TT

بعد ثلاثة أيام على التظاهرات التي بدأت يوم الاربعاء الماضي، وقتل خلالها نحو 24 شخصا برصاص الشرطة، أعلنت المعارضة أمس إنهاءها الاحتجاجات، وقالت إنها ستعتمد استراتيجية جديدة تتمثل في مقاطعة منتجات شركات مقربين من الرئيس مواي كيباكي الذي ترفض الاعتراف بإعادة انتخابه. وجاء قرار المعارضة في وقت أعلن فيه الرئيس كيباكي في بيان رسمي عن تشكيل «لجنة سياسية على مستوى عال لاجراء الحوار السياسي الوطني والمصالحة الوطنية». وتتألف اللجنة من نائب الرئيس كالونزو موسيوكو وستة وزراء اضافة الى المدعي العام اموس واكو ونائب عضو في حزب موسيوكو «الحركة الديمقراطية البرتقالية».

ويأتي إعلان كيباكي عن اللجنة إثر وصول وسيطين الى كينيا هذا الاسبوع وهما الرئيس التنزاني السابق بنجامين مانديلا، وغراسا ماشل زوجة رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا، اللذان سيشاركان في الوساطة التي يقودها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان. وكان أنان قد أوفد ماشيل وكابا بعد ان أرجأ حضوره شخصيا الى كينيا بسبب «عارض صحي» كما أعلن. ولم يحدد موعد زيارته الجديدة. وبعد لقائه بالموفدين أمس قال أودينغا للصحافيين: «لقد عرضنا عليهما موقف حزبنا وقلنا ما نريده، وقالا انهما سينقلان الامر الى الطرف الاخر». ونفت الحكومة الكينية حتى الآن ان تكون البلاد تمر في ازمة وقامت باستقبال بارد جدا لمختلف الوسطاء الذين توالوا على نيروبي، إلا انها اكدت منذ يومين ترحيبها بالوسطاء الافارقة. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية حول ما اذا ما كانت المعارضة ستشارك في الحوار مع هذه اللجنة، قال الامين العام لـ«الحركة الديمقراطية البرتقالية»: «سننتظر حتى يتصلوا بنا وسنتخذ قرارنا اثر ذلك».

وفي اليوم الاخير للتظاهر أمس، قتلت الشرطة 8 متظاهرين بعد إطلاق النيران على إحدى التجمعات في نيروبي, بعد أن أحكمت شرطة مكافحة الشغب والوحدات شبه العسكرية قبضتها على نيروبي ومعاقل المعارضة في غرب كينيا استعدادا للمواجهات مع المتظاهرين لليوم الثالث على التوالي. وأعلنت الشرطة في بيان أمس ان الحصيلة الرسمية لعدد القتلى الذين سقطوا برصاصها خلال اليومين الماضيين بلغ 14 شخصا من المحتجين. وكانت الحصيلة السابقة للشرطة تشير الى سقوط سبعة قتلى في يومين من اعمال العنف بين مناصري المعارضة وقوات الامن. وقتل سبعة من هؤلاء في كيسومو غرب كينيا، وسبعة اخرون في العاصمة، لا سيما في احياء مدن الصفيح، معقل المعارضة، كما اوضح مسؤول الشرطة.

وقال سالم لوني، المتحدث باسم «الحركة الديمقراطية البرتقالية» الذي يرأسه رايلا أودينغا، الخاسر في الانتخابات الرئاسية: «لقد تعرضنا للكثير من المعاناة بسبب ممارسات غير مسؤولة للشرطة ضد متظاهرين مسالمين، ولذلك سننهي تظاهراتنا اليوم (أمس)».

ويعتبر اودينغا ان الرئاسة سلبت منه في انتخابات 27 ديسمبر (كانون الاول) واتهم كيباكي بتزييف عملية اعادة انتخابه. ومنذ ذلك التاريخ اندلعت أعمال عنف أدت لمقتل 700 شخص على الاقل خلال ثلاثة اسابيع فقط.

الى ذلك، قالت الشرطة إن افراد قبيلة يحتجون على اعادة انتخاب كيباكي قتلوا رجلا من قبيلة اخرى بسهم في جنوب غربي كينيا امس. وقال باتريك وامباني قائد الشرطة في منطقة ناروك إن الرجل الذي ينتمي الى قبيلة كيكويو دخل وسط مجموعة مسلحة من قبيلة ماسايس وأنهم أطلقوا عليه سهما مسمما. وقال إن معارك تفجرت بين القبيلتين في المنطقة منذ الليلة الماضية وتم إحراق منازل ومتاجر.