رئيس الاستخبارات الأميركية: «القاعدة» وحلفاؤها في باكستان قتلوا بوتو

قال إن نشاطاتها بدأت في باكستان في الساعة 11 يوم 11 أيلول 2001 .. والمنطقة من أهم أولوياتنا

TT

أكد رئيس وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) مايكل هايدن، أن الوكالة توصلت الى استنتاج بأن عناصر في تنظيم القاعدة وحلفاء زعيم عشيرة باكستانية بيت الله الحسود، هم المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء السابقة بي نظير بوتو، وأنهم مسؤولون أيضا عن موجة التفجيرات الاخيرة في باكستان. وقال هايدن في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست، أدلى خلالها بأكثر التقييمات العلنية تحديدا، إن بوتو قتلت على يد مقاتلين متحالفين مع حسود الذي يلقى دعما من القاعدة. ويتطابق التصريح مع ما كانت أعلنته الحكومة الباكستانية حول المسؤولين عن اغتيال بوتو. واعتبر هايدن في المقابلة التي استمرت نحو 45 دقيقة أن التحالف بين الارهابيين المحليين والدوليين يشكل خطرا كبيرا على حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وقال: «... الارتباط الذي نشهده بين القاعدة والتنظيمات الاصولية المحلية ربما كان دائما موجودا انما بدأ اليوم يتحرك». وأضاف: «من الواضح أنهم ينوون ان يتابعوا تسببهم بالاذية للدولة الباكستانية بشكلها الحالي». وامتنع هايدن عن اعطاء تفاصيل حول المعلومات التي جمعتها وكالة الاستخبارات الاميركية والاسباب التي كانت وراء تقييمها عملية الاغتيال. وقال: «الاغتيال دبرته شبكة الحسود ولا أسباب لدينا للشك بهذا الامر». ووصف عملية الاغتيال بأنها جزء من «حملة منظمة» تضمنت عمليات انتحارية واستهداف سياسيين باكستانيين. الا ان سياسيين رسميين من خارج وكالة الاستخبارات من الذين يتعاطون القضية الباكستانية، كانوا أقل ميلا الى الحزم من هايدن، ووصف واحد منهم تصريحات رئيس الاستخبارات بأنها «افتراض جيد جدا». وقال آخر إنه لا ادلة «قاطعة» على صحة هذا الافتراض من عدمها. وقال هايدن إنه لطالما اعتبرت وكالة الاستخبارات الاميركية ان العلاقة التي تربط المتطرفين المحليين في باكستان بالقاعدة هي «خطر كبير على الولايات المتحدة، ويظهر اليوم أن هذه العلاقة تشكل خطرا كبيرا على أمن باكستان».

وأكد أن نشاطات وكالة الاستخبارات الاميركية كثيفة في المنطقة وهي لم تخففها بسبب ازدياد اعمال العنف الاخيرة، وقال: «الحدود الافغانية ـ الباكستانية كانت نقطة ركزت عليها الوكالة منذ نحو الساعة 11 صباح الحادي عشر من سبتمبر (أيلول العام 2001)، وأنا حقا أعني ما أقول». وأضاف: «نحن لم نعد تشكيل أجهزتنا في المنطقة لا في الاسبوع الاخير ولا في الشهر الاخير ولا في الستة أشهر الاخيرة. ما يحصل هناك هو من أهم أولوياتنا». وشدد على ان الولايات المتحدة «لم تحظ بشريك أفضل من باكستان في حربها على الارهاب»، مشيرا الى ان الاضرابات في الاسابيع الاخيرة لم تزد الا تعاونا بين البلدين، وأنها «أضاءت أكثر على الاهتمامات المشتركة» بين باكستان والولايات المتحدة.

واعترف هايدن بوجود صعوبات دبلوماسية وعملية، في التعاون لمحاربة المتطرفين في بلد منقسم اثنيا ودينيا وثقافيا. وقال: «الامر يبدو أبسط من بعيد، ولكن كلما اقتربت، تتشابك الجغرافيا بالتاريخ والثقافة لتعقد الامور».

وعن الجدل حول طرق التعذيب التي تستعملها الـ«سي آي ايه» في معتقلاتها السرية، ذكر هايدن باعترافات تمكنت الوكالة من الحصول عليها وأنقذت بسببها الكثير من الارواح بعد ايقافها عمليات جرى التحضير لها. وقال انه لا يدعم الاقتراحات التي تقدم بها محامون في الاسابيع الماضية تدعو الـ«سي آي ايه» الى الالتزام بمعايير التحقيق الموضوعة في كتيب الجيش الذي تبنته وزارة الدفاع. ويمنع هذا الكتيب استعمال الكثير من وسائل الاستجواب العنيفة ومنها ايهام المستجوب بأنه يغرق التي تعتمدها الـ«سي آي ايه» كثيرا في استجواباتها. وقال هايدن: «بعد خبرتي المهنية يمكنني القول أن اعتماد الكتيب سيحد من قدرتنا على استنباط معلومات نحتاجها».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»