قاض يجيز التصويت في الكازينوهات ولاس فيغاس تختار من يؤمن لها الماء وزيادة في الرواتب

الجمهوريون يتنافسون في نيفادا وساوث كارولينا والديمقراطيون فقط في نيفادا

TT

يبدأ المتسابقون الى البيت الابيض اليوم تحد جديد في ولاية صحراوية تبتعد اهتماماتها عن القضايا السياسية والحرب على الارهاب والعراق.. وتقترب من مشاكل حياتية أساسية. وتشهد ولاية نيفادا انتخابات للديمقراطيين والجمهوريين فيما يتنافس الجمهوريون فقط في ولاية ساوث كارولينا. ففي نيفادا، الولاية الثالثة التي تشهد انتخابات تمهيدية والتي تتبع طريقة المجالس الانتخابية المعروفة بالكوكس التي اتبعتها ولاية أيوا، يقول السكان أنهم سيرشحون من يثقون بأنه سيؤمن المياه الى ولايتهم. وفي لاس فيغاس، يقول الكثير من الناخبين انهم سيصوتون للمرشح الذي يحقق هدفين، الاول تحسين ظروف عمال المجمعات السياحية والكازينوهات والمطاعم، والثاني يحل مشكلة المياه في المدينة وفي كل الولاية.

قد تبدو مشكلة الثانية آتية من العالم الثالث، الا انها تشكل أزمة فعلية في هذه الولاية الصحراوية القاحلة. فلاس فيغاس مثلا تعتمد على مياه جوفية وعلى مياه نهر كولورادو. الا ان هذا النهر تتشارك في مياهه خمس ولايات ما يؤدي الى نقصان منسوبه باستمرار حتى يكاد يجف في الصيف. لذلك تحاول المدينة ترشيد استعمال المياه الى حد انها لا تسمح بغسيل السيارة أكثر من مرة في الاسبوع، ومخالفة ذلك يعني عقوبة بالغرامة والسجن معاً.

وقد استعان المرشح الديمقراطي باراك اوباما بشعار جديد يلائم الولاية وزعه انصاره على المارة، يقول «الماء والمال لمدينة الترفيه». ويبدو أن حظوظ أوباما وفيرة في لاس فيغاس، خصوصا بعد أن وافق قاض اتحادي أميركي على إجراء تجمعات انتخابية في تسعة فنادق تحتوي على نواد للقمار، وهو أمر كان مناصرو منافسته هيلاري كلينتون قد اعترضوا عليه لان حظوظها قد تقل بسبب اعلان نقابة العاملين في مجال الخدمات الفندقية تأييدها لاوباما. ويعمل أعضاء النقابة في الفنادق التي تمثل الأساس الذي يقوم عليه الاقتصاد في ولاية نيفادا.

وكان أنصار كيلنتون قد طلبوا من المحكمة منع إجراء التصويت في الفنادق وقالوا إن السماح للعاملين بالتصويت في مقر أعمالهم ينتهك قوانين المساواة في الوصول إلى اللجان الانتخابية التي ينص عليها الدستور الأميركي. ولكن القاضي جيمس ماهين في نيفادا ذكر أن الديمقراطيين أحرار في وضع قوانينهم ورفض إصدار أمر قضائي بمنع التصويت في الفنادق.

وفي المجمع السياحي «فينيسيا» الذي يضم عدداً كبيرا من المقاهي والمطاعم وأمكنة الترفيه، علقت آنا هيكتور غونزاليز التي تعمل في التجديف بالسياح عبر زورق صغير في بحيرة صناعية قرب المجمع، ورقة على صدرها تشير الى انها ستشارك في التجمع الانتخابي الذي سيعقد اليوم. وعندما سألناها لمن ستصوتين، أجابت: «انا مع الحزب الديمقراطي لكن بالنسبة للمرشح كل شيء سيعتمد على النقاش». وتجري مناقشات عامة في التجمعات الانتخابية ثم يبدأ تصويت علني. لكن في نهاية التصويت يتفرق الذين صوتوا للمرشح الذي يحصل على اصوات أقل من 15 في المائة ويمكنهم الانضمام الى مجموعة اختارت مرشحا آخر. وعند عودتها من الجولة رأينا آنا مجددا وقد استبدلت الشعار السابق بشعار اوباما «الأمل والتغيير». ولما سألناها اذا ما كانت حسمت رأيها، أجابت «ليس بعد».

أما هيلاري كيلنتون، فقد جندت فريقاً يضم 120 سائقاً يتحدثون الاسبانية وذلك لنقل الناخبين الى مراكز التجمعات الانتخابية، في حين قرر اوباما نقل فريقه الانتخابي المحلي الذي ساعده في أيوا حيث حقق فوزه الاول الى لاس فيغاس، علما أن أيوا ولاس فيغاس تعتمدان نفس طريقة التصويت. الى ذلك، كشف استطلاع للرأي أجرته وكالة رويترز بالاشتراك مع شبكة سي سبان التلفزيونية ومؤسسة زغبي، تقدم هيلاري كلينتون بخمس نقاط فقط في نيفادا على منافسها أوباما. وحصلت كلينتون على 42 في المائة متقدمة على أوباما الذي سجل 37 في المائة، فيما جاء جون ادواردز سناتور نورث كارولاينا السابق في الترتيب الثالث ولكن بفارق كبير اذ حصل على 12 في المائة فقط.

وفي ساوث كارولاينا حيث يصوت الجمهوريون على مرشح الحزب للرئاسة، حافظ جون مكين سناتور أريزونا على تفوقه بسبع نقاط على مايك هاكابي حاكم أركنسو السابق مسجلا 29 في المائة مقابل 22 في المائة لهاكابي فيما حصل منافسهما ميت رومني على ثلاث نقاط الليلة الماضية ليقفز الى الترتيب الثالث مسجلا 15 في المائة. ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاعين 3.4 في المائة.

ولم يقرر حوالي تسعة في المائة من الناخبين الجمهوريين بعد أي مرشح سيختارون بينما تصل هذه النسبة الى حوالي خمسة في المائة بين الديمقراطيين. وشمل استطلاع الرأي التتبعي 815 جمهوريا يرجح مشاركتهم في انتخابات ساوث كارولاينا فيما شمل الاستطلاع التمهيدي في نيفادا 814 ديمقراطيا يرجح مشاركتهم.

ويحظى سباق الجمهوريين باهتمام أقل من قبل وسائل الاعلام والمرشحين. ولم يشمل استطلاع مؤسسة زغبي سباق الحزب الجمهوري في ولاية نيفادا.