شرطة حماس تعتقل مدير تحرير «الحياة الجديدة» في غزة

زوجته لـ«الشرق الأوسط»: لا نعرف عنه شيئا

TT

اعربت ام سراج زوجة الصحافي الفلسطيني منير ابو رزق، عن قلقها ازاء استمرار شرطة حكومة اسماعيل هنية المقالة، باعتقاله منذ 5 ايام. وقالت أم سراج لـ«الشرق الأوسط» ان «الشرطة اعتقلته يوم الثلاثاء الماضي وهو موجود في مركز المشتل، ولا نعرف عنه شيئا منذ اعتقاله». وحسب ام سراج «فان كل محاولتها ومحاولات الأهل والأصدقاء لمعرفة أحوال منير باءت بالفشل».

وبينما تقول زوجته ان الاعتقال لأسباب سياسية وصحافية، نفى ايهاب الغصين، المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة، ان يكون للاعتقال خلفية سياسية. وقال الغصين لـ«الشرق الأوسط» ان الاعتقال «تم على خلفية بعيدة كل البعد عن الامور الصحافية. نحن نتحدث عن شكاوي قدمت ضده». وأوضح الغصين «ان منير يعمل في مجال الصحافة منذ فترة طويلة ولم يعترض طريقه احد، لكن المستجد هو بعض الشكاوى واتهامه ببعض الجرائم» التي لم يصفح عنها.

وعن اسباب رفض السماح لأسرته برؤيته، قال الغصين «ان منير لا يزال تحت التحقيق. ولكن لا اعتقد ان هناك مانعا ان يتم تعيين محام له من قبل اسرته». ويعمل ابو رزق مدير مكتب صحيفة «الحياة الجديدة» في غزة. و«الحياة الجديدة» التي تتخذ من رام الله مقرا لها هي صحيفة تابعة للسلطة الفلسطينية ويرأس تحريرها حافظ البرغوثي وأسسها نبيل عمرو، المستشار الإعلامي للرئيس الفلسطيني، بأموال من السلطة في التسعينات.

وعن طريقة الاعتقال قالت أم سراج إن قوات كبيرة من الشرطة حاولت اكثر من مرة اقتحام شقتهما التي يعيشان فيها مع اطفالهما في الدور 11 في برج موسى عرفات في منطقة تل الهوى في مدينة غزة، لكن الناس كانوا يصدونهم كما قالت. واضافت ان الشرطة وحاولت ايضا اعتقاله في مكتبه في برج الشروق، لكنها لم تتمكن. وفي النهابة تمكنت من اعتقاله بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي وذلك بعد مشاركته في اعتصام تضامني مع عمر الغول، مستشار رئيس الوزراء سلام فياض، المعتقل منذ اكثر من اسبوعين، القى فيه كلمة اعتبروها اساءة لهم.

وعن اسباب الاعتقال قالت ام سراج ان حماس تحاول ان تضع بصماتها على اخبار الحياة الصادرة من غزة. وتابعت القول انهم طلبوا من زوجها عرض الاخبار عليهم قبل ارسالها الى رام الله للنشر لكنه رفض هذا الطلب.

ومجددا أعربت ام سراج عن قلقها ازاء ما سمته باختطاف زوجها ورفض المسؤولين تزويدها بأي معلومات عنه أو السماح لها برؤيته للاطمئنان على صحته وأحواله. وقالت انها حاولت ارسال منظمات حقوق إنسان للتعرف على حالة منير، لكن الشرطة رفضت ايضا الافصاح عن أي معلومات.

وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد اصدر بيانا عبر فيه عن قلقله ازاء اختطاف أبو رزق. ويخشى المركز أن يكون هذا الاختطاف على خلفية عمل أبو زرق كصحافي. وقال المركز إنه استنادا لتحقيقاته فإنه في حوالي الساعة 1:00 ظهر يوم الثلاثاء اعتقلت الشرطة أبو رزق، 40 عاماً. واقتاد الشرطة أبو رزق إلى مركز «المشتل» قرب مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة. وأضاف المركز أنه سبقت ذلك محاولتا اختطاف. ففي 13 يناير (كانون الثاني) الجاري، حضرت قوة كبيرة من مليشيات حماس للبرج الذي يقطن فيه أبو رزق، في محاولة لاختطافه، غير أنها لم تجده بالمنزل. وتمت المحاولة الاخرى في اليوم التالي حيث اقتحم عدد كبير من رجال الشرطة مقر صحيفة «الحياة الجديدة» الكائن في الطابق التاسع من برج الشروق، غير أن تجمهر عدد كبير من الصحافيين في المكان حال دون ذلك. ولدى انسحابهم، قال سيد ابو رزق الذي يعمل مسؤولا امنيا في مقر الصحيفة، وهو شقيق منير، ان أحدهم هدده بالقول: «ستدفع ثمن هذا التجمهر من الصحافيين والكاميرات التي نصبت لتصويرنا في مقر المشتل».