عشرات القتلى والجرحى في معارك مع جماعة شيعية في البصرة والناصرية

المسلحون قالوا إنهم من تنظيم «جند السماء».. والحكومة ترد: لننتظر نتائج التحقيقات

TT

شهدت مدينتا البصرة والناصرية امس اشتباكات بين قوات الأمن وجماعة عقائدية شيعية، اوقعت عشرات القتلى بينهم القائد العسكري للجماعة التي ورد انها تنتمي الى تنظيم «جند السماء». واعلن قائد شرطة البصرة اللواء الركن عبد الجليل خلف مساء أمس، مقتل القائد العسكري للجماعة مع العشرات من اتباعه في المدينة.

وذكر مراسل «الشرق الاوسط»، من موقع الاحداث في البصرة، ان مسلحين مجهولين يدعون انهم من جماعة «جند السماء» اطلقوا قذائف «آر بي جي» على موكب عسكري كان مارا في شارع مالك بن دينار وسط المدينة، واحرقوا سيارة من نوع لاندكروز، مما اضطر الجنود المرافقين للسيارة الى اطلاق نيران اسلحتهم من سيارات «الهمر» المرافقة، مما خلق حالة من الخوف والفزع وفرضوا حظرا للتجوال واغلاق المحلات، كما شهدت مناطق الجمهورية والمعقل اشتباكات مسلحة. واكدت مصادر مسؤولة ان هنالك عددا من الضحايا جراء الاشتباكات.

وفي الناصرية لقي آمر قوة الطوارئ وخمسة اخرون، بينهم اربعة من رجال الشرطة وامرأة مصرعهم امس، اثر هجوم شنه مسلحون من جند السماء على آمرية قوة الطوارئ وسط المدينة. وقال مصدر مسؤول في المحافظة لـ«الشرق الاوسط»، ان العقيد ناجي رستم الجابري آمر قوة الطوارئ قتل اثر الهجوم مع اربعة من رجال الشرطة، وامرأة كانت مارة بالقرب من الآمرية، واصابة تسعة اخرين بجروح مختلفة في اشتباكات مسلحة قام بها مسلحون يحملون الرايات الصفراء ومعصوبو الرؤوس بعصائب صفراء ايضا، يدعون انهم من «جند السماء»، وانهم بشائر ظهور المهدي المنتظر. ووفقا لشهود عيان في الناصرية، فان الاشتباكات اندلعت بعد ان رفض عناصر الجماعة الذين جاؤوا الى المسجد مسلحين لاداء الصلاة، ان يخفوا سلاحهم. ووفقا للشهود، فان الشرطة قالت «لا نمنعكم من اداء الصلاة، لكن لا نريد رؤية مظاهر مسلحة»، لكن الجماعة رفضت طلب الشرطة وقالت ان «الامام المهدي سيظهر اليوم، ونريد ان نقاتل الى جانبه، المرتدين»، حسبما افادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وطبقا لمعلومات من مصادر في شرطة البصرة فان قائد المجموعة يدعى احمد بن الحسن البصري ويلقب نفسه بـ«اليماني» ويدعي انه السفير، او النائب الخامس، للامام المهدي المنتظر. ويعتقد الشيعة ان الامام المهدي وهو الامام الثاني عشر سيظهر في اخر الزمان «ليملأ الدينا عدلا بعد ان ملئت جورا»، ويسبق ظهوره بروز عدد من سفرائه تمهيدا لذلك. من جهته، اكد علي الدباغ المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية لـ«الشرق الاوسط»، ان هذه المجموعة صغيرة «ووجدت مجالا لها وسط التسامح الديني وهامش الديمقراطية لتنشط في اماكن معينة». وحول ما اذا كانت هذه الجماعة مرتبطة حقا بتنظيم «جند السماء»، الذي خاضت القوات العراقية معارك معها في منطقة الزركة قرب النجف العام الماضي، اكد الدباغ «بينت التحقيقات في حينه ان جند السماء لها جهات خارجية تدعمها، اما هذه المجموعة فلا نستطيع الحديث عن الامر وعن اجنداتها الا بعد اجراء التحقيقات».

واختلفت الروايات والاقاويل حول تنظيم جند السماء، الذي برز على الساحة العراقية العام الماضي في ذكرى عاشوراء وتحديدا في منطقة في محافظة النجف الاشرف، واعلن في حينها ان مسلحين اتخذوا من هذه المنطقة مقرا لهم للانطلاق نحو مدن العراق. وتحركت القوات الاميركية والعراقية ضد الجماعة وقتلت زعيمها سامر أبي قمر و200 من مسلحيه، وأسر نحو 120. وذكر مصدر في مكتب محافظ النجف في وقتها، أن أبا قمر عراقي الجنسية، وأنه كان يتخذ لنفسه اسم «علي بن علي بن أبي طالب»، وقد تم التعرف على جثته من خلال بعض الأشخاص المقبوض عليهم.