الحكيم: من المؤسف أن تتحول المصالحة إلى قضية تخضع للمزاج الشخصي

في أقوى انتقاد له حتى الآن لحكومة نوري المالكي

TT

شن عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد، الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم، امس أقوى هجوم له حتى الآن على حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، متهما اياها بأنها تتعامل بـ«مزاج شخصي» مع قضية المصالحة الوطنية.

وقال الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الاسلامي، في خطاب أمام المئات من أنصاره في ساحة الخلاني وسط بغداد بمناسبة ذكرى عاشوراء «اننا كنا ومانزال نعتقد بضرورة إنجاز المصالحة الوطنية والمشاركة الحقيقية وحرصنا على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية رغم أن الاستحقاق الانتخابي كان يسمح بتشكيل حكومة لا تحمل صفة الوحدة الوطنية لكن المؤسف حقا أن تتحول مسألة المصالحة الوطنية إلى قضية تخضع للمزاج الشخصي».

ونقلت وكالة الانباء الألمانية «د ب أ» عن الزعيم الشيعي قوله «إنني أدعو من هنا إلى ضرورة المصالحة والمشاركة ورجوع الكتل المنسحبة عن الحكومة إليها، لكنني أدعو أيضا إلى تحديد المعايير والمفاهيم التي تعرف معنى المصالحة والمشاركة وفق مبادئ احترام كل ما جاء بالدستور وحقوق الإنسان وحرياته والاعتراف بالنظام السياسي القائم ونبذ العنف».

كما دعا الحكيم أعضاء البرلمان العراقي إلى أن يكونوا «ممثلين حقيقيين» عن محافظاتهم التي انتخبتهم ومنحتهم الثقة لكي يدافعوا عن حقوقهم. كما وجه دعوة الى النواب بضرورة «الإسراع في إنجاز التشريعات المتأخرة كقانون الانتخابات وقانون المحافظات وقانون النفط والغاز». وطالب «الوزارات بمراجعة شاملة لأعمالها خلال السنة الماضية وتقديم كشف شفاف لإنجازاتها في المحافظات وتقديم المبررات المعقولة والمنطقية في أسباب عدم صرف تخصيصات الميزانية العامة».

وانتقد الحكيم عمليات «الفساد الإداري المستشرية» في الوزارات أو تلك «التي تأخذ عنوة من المواطنين خلال مراجعتهم للوزارات والدوائر الحكومية لإحصال حقوقهم الطبيعية وهذا يعد شكلا من أشكال الاعتداء على حرية الإنسان وكرامته وعلى مفوضية النزاهة والوزارة ودائرة المفتش العام والحكومة والبرلمان إلى وضع آليات عمل تمنع ابتزاز المواطنين».

وفي اشارة ضمنية الى «مجالس الصحوة» المشكلة خصوصا في المناطق السنية لمحاربة الجماعات المسلحة، طالب الحكيم بالاعتماد على الشعب العراقي بالتصدي «للإرهاب في كل منطقة تتطلب ذلك والعمل من أجل استعادة استقلال العراق وسيادته كاملة وإخراجه من البند السابع من خلال استكمال بناء الأجهزة الأمنية وتدريبها وتسليحها بأسرع وقت ممكن». وسبق ان دعا الحكيم، خلافا لرغبات رئيس الوزراء، الى الاستمرار بالاعتماد على قوات الصحوة التي تمولها وتسلحها القوات الاميركية والتي يخشى المالكي تحولها الى قوة عسكرية تتصرف على هواها او اندساس متشددين خاصة من تنظيم «القاعدة» في صفوفها. من ناحية ثانية، حث زعيم الائتلاف العراقي الموحد العرب والمسلمين على «الانفتاح الايجابي للعملية السياسية في العراق الجديد لان النظام الصدامي (نسبة للرئيس الراحل صدام حسين) انتهى وإلى الأبد». وقال إن «النظام السياسي الآن بالعراق اثبت انه قادر على الاستمرار والثبات رغم كل التحديات والأخطار ومليارات الدولارات التي هدرت من أجل التخطيط لإسقاطه». وأشار إلى أنه يتعين على جميع «القوى الإقليمية والدولية احترام سيادة العراق والاعتراف بها».