بلجيكا: الإعلان عن تحالف بين منظمات يمينية لمواجهة أسلمة أوروبا

يرفضون بناء المساجد وارتداء الحجاب

TT

تحت عنوان «مدن ضد اسلمة اوروبا» وبهدف مواجهة محاولات فرض الاسلام على مجتمعات اوروبا الغربية، شهدت مدينة انتويرب البلجيكية، الاعلان عن تأسيس تحالف اوروبي يضم عددا من المنظمات والاحزاب اليمينية المتشددة، التي تعارض «اسلمة أوروبا» وجاء الاعلان خلال مؤتمر استضافه حزب «فلامز بلانج» البلجيكي اليميني، وبحضور عدد من قيادات اليمين المتشدد في اوروبا. كما شهد المؤتمر حضورا اعلاميا بارزا وخاصة من المانيا والنمسا ويرجع السبب في ذلك الى مشاركة زعيم اليمين المتشدد في النمسا هاينز ستراشي في اعمال المؤتمر، والذي اتفق المشاركون فيه على ان الابواب مفتوحة امام انضمام منظمات اخرى تعارض اسلمة اوروبا. واهتمت وسائل الاعلام الاوروبية المختلفة بتفاصيل المؤتمر، وذكرت أن عددا من الأحزاب السياسية المنتمية لليمين المتطرف في أوروبا، اجتمعت للمطالبة بمنع بناء المساجد في المدن الأوروبية وبدء حملة جديدة لمكافحة انتشار الإسلام المتطرف في أوروبا. وشاركت فيه مجموعات يمينية متطرفة من النمسا وألمانيا حيث أصدروا وتبنوا «ميثاق مكافحة اسلمة مدن أوروبا الغربية».

وقال فيليب دي فينتر زعيم الحزب اليميني البلجيكي «لقد حان الوقت لمواجهة التطرف الاسلامي». واضاف «نحن لسنا ضد حرية العقيدة لكننا لا نقبل بان يفرض المسلمون تقاليدهم وطريقتهم في الحياة هنا (في أوروبا) لأن معظمها لا تنسجم مع طريقتنا في الحياة ولا يمكننا أن نقبل بغطاء الرأس في مدارسنا، ولا نقبل بالزواج الإجباري، والذبح (الديني) للحيوانات».

وزعم: «لدينا أكثر من 6000 مسجد في أوروبا، وهي ليست دور للعبادة فحسب بل رمز للتطرف». وبعض هذه المساجد تمولها جماعات من إيران». وحسب ديوينتر الذي يضيف مشيرا إلى مسجد ضخم يجري تشييده في ميناء روتردام الهولندي «يبلغ ارتفاع منارته ستة طوابق وأعلى من ابراج اضاءة ملعب فينورد لكرة القدم». وقال «مثل هذه الرموز يجب إيقافها». وحسب ما ذكرت وسائل الاعلام في بلجيكا وهولندا، يدعو هذا التحالف اليميني، على وجه الخصوص، إلى وقف بناء المساجد الجديدة، التي يزعمون أنها عوامل مساعدة في نشر التطرف في الأحياء السكنية بكاملها». لكن الخطط العملية لهذا التحالف تبدو غامضة، على أية حال، خاصة تجاه المخاطر التي يتخوف منها البعض مثل تدريس القرآن، ولا يعرف احد ماذا ستفعل هذه المجموعات غير تنظيم المظاهرات في مدن أوروبا التي تستضيف جاليات مسلمة كبيرة. وباستثناء حزب الحرية النمساوي، سجلت الأحزاب اليمينية المتطرفة الكبيرة غيابا واضحا في المؤتمر الصحافي الذي عقد في انتويرب في بلجيكا. وقال متحدث باسم التحالف الوطني الإيطالي «ناسيونالي اليانزا» إن حزبه لا يعرف شيئا عن هذا الميثاق بالرغم من اهتمامه بأمر تزايد المساجد في أوروبا. كما ابتعد عن لقاء انتويرب السياسي اليميني الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز الذي يعد لإطلاق فيلم انتقادي عن القرآن. لكن ديفينتر لا يبدو منزعجا من ضآلة عدد المشاركين في حملته ويقول «ربما تكون هذه المحملة صغيرة ومحدود اليوم لكنني على ثقة بأنها ستكبر وتصبح ثقيلة الوزن». واتفق المشاركون في الاجتماعات على صدور بيان للتحالف الجديد في باريس مطلع شهر فبراير (شباط) المقبل وهناك اجتماع موسع سيعقد قبل نهاية الخريف في مدينة كولن الالمانية.

وقالت اذاعة هولندا العالمية أمس أن الحملة التي انطلقت من انتويرب استقبلتها الجاليات المسلمة بالاستياء والمخاوف، فمثلا في حي بورغرهاوت المتعدد الأعراق في انتويرب، والذي يضم سكانا من أكثر من تسعين جنسية. يرون في انعقاد المؤتمر امرا مستفزا حسب المغربي سعيد الفطري الذي يملك متجرا صغيرا في الحي ويضيف «لدى زبائن بلجيكيين، وأوروبيين شرقيين، ويهود ومسلمين يدخلون ويخرجون من هنا كل يوم وليس لدينا مشكلة اندماج هنا».

لكن جاره محمد أكثر تشاؤما حيث يقول «لقد عشت نحو أربعين عاما في بلجيكا مع أبنائي ونحن مندمجون بالكامل، لكن مثل هذه الحملات تبعث على القلق، أخشى ألا يكون بمقدورنا أن نعيش حياة مثل التي نعيشها الآن بعد عشر سنوات».

بعض الخارجين من مسجد في بروكسل يفاجأون بان مسجدهم مستهدف في الحملة. تقول فاطمة «المساجد أماكن لإفشاء السلام» وتضيف الطالبة العشرينية «يحق للجميع أن يكون لهم دور للعبادة وممارسة الشعائر الروحية، للكاثوليك كنائسهم ولليهود معابدهم، ولنا مساجدنا، وهذا هو ما يجعلنا نشعر بأننا جزء من هذا البلد». وكانت الرابطة الأوروبية للمنظمات الإسلامية في بروكسل أطلقت الأسبوع الماضي ميثاقها الخاص بسلوك المسلمين في أوروبا والتي وقعت عليه منظمات تنشط في 28 دولة أوروبية بهدف تدعيم قيم التفاهم المشترك والمتبادل والعمل على سلام ورفاهية المجتمعات التي يعيشون فيها، والاعتدال والحوار بين الثقافات الخالية من التطرف والاستبعاد».