شرطيات من «نساء حماس» بالنقاب.. والكلاشنيكوف

60 شرطية يعملن في جهاز الشرطة لسد الفراغ الأمني.. والصعوبات المالية زادت أعدادهن

شرطية من حماس تقف بين نساء فلسطينيات في غزة أمس («نيويورك تايمز»)
TT

بدأت حركة حماس، ومنذ سيطرتها على قطاع غزة في يونيو (حزيران) الماضي، بتوظيف فتيات في جهاز الشرطة.

فمنذ منتصف اغسطس (اب) الماضي قبلت 60 سيدة في جهاز الشرطة التابع لوزارة الداخلية المقالة. وعلى العكس من الرجال، لم تلعب النساء اي ادوار في مقاومة التوغلات الاسرائيلية الاخيرة، بل تتركز اعمالهن في القضايا التي تتعلق بالتعامل مع النساء، مثل المخدرات والدعارة، كما يساعدن في مقار الشرطة والسجن المركزي.

وتجدر الاشارة الى ان استعادة الامن الداخلي في القطاع المنفلت كان واحدا من التحديات الرئيسية لحماس عندما سيطرت عليه عقب المواجهات مع حركة فتح. وتجنيد المرأة لجهاز الشرطة كان احد الوسائل التي حاولت بها حماس تعبئة الفراغ الامني. وقد تلقت 20 من الشرطيات تدريبات على اساليب التحقيق، واستخدام المسدسات ورشاشات الكلاشنيكوف.

ورغم ان العديد من النساء المتدينات يرفضن العمل في الشرطة لأنه يتطلب الاختلاط بالرجال والعمل معهم ليلا، فإن الصعوبات الاقتصادية المتزايدة التي عززتها عزلة القطاع، دفع المزيد منهن الى العمل. ومنذ بدأت حماس في تشغيل النساء في الشرطة عبر التلفزيون ومحطات الاذاعة ودعوة النساء للعمل في الشرطة، باعتباره واجبا دينيا، تقدمت مئات من النساء بطلبات.

وعادة ما يكن هؤلاء عاليات التأهيل، فثلثا المتقدمات درسن القانون المدني والجنائي في جامعة الأزهر، وهي المؤسسة الوحيدة التي تدرس القانون. وتقول فاطمة، 27 سنة، التي درست القانون في الأزهر، أن لا شيء في المدرسة يمكن ان يجهز إمرأة شابة كي تشارك في حملة بحث عن مخدرات. واضافت فاطمة، التي اكتفت بتعريف نفسها باسمها الاول، ان المرة الأولى كانت مخيفة لأنهن لم يتلقين تدريبا خاصا، إلا ان المرة الثانية، كما تقول، كانت أفضل. وتابعت القول انه عندما تجري مهاجمة شخص يشتبه في نشاطه في بيع أو تهريب المخدرات تلتحق الشرطيات بقوة مؤلفة من 30 رجلا. وتجري الشرطيات تفتيشا على النساء اللائي يشتبه في انهن يخفين المخدرات حول أجسادهن، كما يدخلن في أماكن غير مسموح لعناصر حماس بدخولها مثل غرف النوم.

وترتدي فاطمة غطاء للرأس وليس نقابا. وقالت انه من الصعب الجري بجلبابها، واستطردت قائلا ان المسؤولين في الجهاز يفكرون في تصميم زي خاص لتسهيل الحركة مثل جلباب مفتوح من الطرفين وتحته سروال. اما رانيا التي رفضت اعطاء اسمها الكامل، وهي رئيسة قوة الشرطة النسائية، فانها ترتدي النقاب. وتعمل رانيا في قضية طالبة جامعية تم تصويرها وهي تمارس الجنس، ولا يعرف ما إذا كانت تعمل في الدعارة، وهي جريمة. وفي كلا الحالتين، كما تقول رانيا، فإن الطالبة وضعت نفسها في موقف يضر بالقضية الفلسطينية، إذ ان الدعارة والمخدرات تقود إلى «التعاون مع إسرائيل» على حد قولها.

* خدمة «نيويورك تايمز»