بري يرجئ للمرة الـ13 جلسة انتخاب رئيس للبنان «من أجل استكمال الحوار»

موسى مغادرا بيروت: «التفسير الرسمي للمبادرة العربية لا رجوع عنه»

الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يلتقي رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قبيل مغادرته بيروت (أ ف ب)
TT

أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس التأجيل الـ13 لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية التي كانت مقررة اليوم الى 11 فبراير (شباط) المقبل، وذلك «من اجل استكمال الحوار توصلا الى النتائج المرجوة». ويأتي تحديد الموعد الجديد بعد عودة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى بيروت آتيا من دمشق حيث التقى إلى بري كلا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري. وأوضح موسى عقب لقائه بري أن تفسيره لبنود مبادرة الجامعة العربية «هو تفسير رسمي لا رجوع عنه». وكانت المعارضة رأت في تفسير موسى تبنيا لموقف الأكثرية النيابية. وكان بري استقبل موسى بعد ظهر أمس وعقد معه خلوة. وبعد اللقاء قال الاخير ردا على سؤال اذا كان وزراء الخارجية العرب سيعودون للاجتماع لتفسير بنود المبادرة العربية: «سوف ينعقد مجلس الوزراء العرب في 27 الجاري في مقر الجامعة في القاهرة، لقد تم التفسير وما أقوله هو تفسير رسمي لا رجوع عنه. وأنا قلت هذا التفسير عشرين مرة ولن أعود وأقوله مرة جديدة» لافتا في الوقت نفسه الى وجود «صعوبات في كل مكان وفي كل زاوية من الملف اللبناني». وعن انطباع الرئيس بري، افاد: «له وجهة نظر نحترمها. وتوجد وجهة نظر أخرى نحترمها. وطالما ان هناك مجالا للقاء بين الزعماء اللبنانيين كما تم في البرلمان، يمكن ان تطرح هذه المقترحات للأخذ والرد». وعما إذا كان الجانب السوري طرح ايضا مبدأ المثالثة، قال موسى: «هذا موقف مطروح من المعارضة ومن بعض الدوائر المعنية بهذه المشكلة. هذا موقف المعارضة فقط. وهناك موقف الموالاة. وهذا يتوقف على كيف يجلس الطرفان معا للتوصل الى التوافق في إطار المبادرة العربية التي وضعت الحد الأعلى والحد الأدنى». واوضح ان الجانب السوري «استمع وفهم هذا الموقف، لكن رأيه لست في مكان لأقوله بالتفصيل». واضاف: «أنا أغادر اليوم. هناك الاتفاق على ان هناك مجموعة للتواصل بين المعارضة والموالاة. إنما الوقت قصير. ولذلك يجب علينا ان نتحرك وبسرعة نحو الوصول الى توافق وانتخاب الرئيس» معربا عن أمله في أن يساعد اللقاء الرباعي الذي ضمه ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون بحضور الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، في حلحلة الامور.

وسئل موسى اذا كانت المبادرة العربية وصلت الى حائط مسدود، فأجاب: «المبادرة لم تصل الى حائط مسدود إنما ربما وصلت الى باب مسدود يمكن فتحه». وقيل له: ان المعارضة ترفض تفسيركم وهذا يعني ان المبادرة فشلت فأجاب: «يا سلام.. هل المبادرة في يد فلان أو علان؟». وتابع: «كما ترفض المعارضة أرقاما معينة وترفض الموالاة أرقاما معينة، الحل هو الجلوس سويا. وقد فتحنا باب الجلوس سويا للاتفاق على ما يمكن ان يكون حلا وسطيا». هذا، وصدر عن الامانة العامة لمجلس النواب البيان الآتي: «قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيل الجلسة التي كانت مقررة غدا (اليوم) الى الثانية عشرة ظهر الاثنين في 11 فبراير (شباط) المقبل، لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية». وأدلى بري بتصريح قال فيه: «تعلمون ان الاطراف قد بدأت حوارا جديا في سبيل الوصول الى توافق حول المبادرة العربية. ومن المؤكد ان المساعي التي بدأها الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ستتواصل توصلا الى حل الاشكالات حول المواضيع المطروحة التي دار النقاش حولها في اجتماع الخميس في 17 كانون الثاني الحالي في مجلس النواب». واضاف: «ان ارجاء الجلسة الى التاريخ الذي حدد في بيان الامانة العامة للمجلس هو من اجل استكمال هذا الحوار توصلا الى النتائج المرجوة. ومن المؤكد انه اذا تم التوافق قبل هذا التاريخ فمن البديهي ان يقدم موعد الجلسة». وكان موسى قال عقب لقائه الرئيس السنيورة: «سأغادر بيروت اليوم، واتصلت هاتفيا بالعماد عون للاطمئنان الى صحته. هناك صعوبات لا تزال قائمة ربما تحتاج الى وقت أطول، لكن لدينا مشاكل اخرى».

وسئل إذا كانت ثمة مبادرة أخرى فقال: «لا توجد الا مبادرة عربية واحدة» مضيفاً «ان تفسير المبادرة واحد وهو الذي قلته، وهو قاطع ونهائي. ولا توجد اجتماعات اخرى لهذا السبب».

وأضاف:» لا غالب ولا مغلوب هو المبدأ العام. وهذا المبدأ تفاصيله ماذا؟ أنا فسرت المبادرة وهو تفسير رسمي لا رجعة فيه ولا مراجعة. لا الغالبية تأخذ النصف زائدا واحدا ولا المعارضة تأخذ الثلث زائدا واحداً. وبعد ذلك هناك طروحات. وهذه الطروحات يمكن وضعها على الطاولة لبحثها. وهذا ما حصل في الاجتماع الرباعي». وسئل عن الصعوبات اذا كانت اقليمية ودولية ايضا، فقال: «في كل مكان. وإقليميا هناك طبعا صعوبات. ولكن انا أتكلم على الصعيد اللبناني حيث توجد هذه الأمور. وما نستطيع قوله اننا حققنا تقدما في إعادة بناء الجسور بين زعماء المعارضة والغالبية لمناقشة هذه الأمور في ما بينهم. وهذا الذي حصل فعلا مساء الخميس وحصل أمس على مستوى المساعدين. ونأمل ان يستمر ذلك، لان الصعوبات كثيرة في كل ركن من أركان الملف ويجب الانتهاء منها واحدة واحدة. والارادة السياسية هي الأساس، فاذا كانت موجودة فان الأمور لا تحتاج الى وقت كبير». وردا على سؤال حول اعتبار أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله ان هناك تحيزا عربيا لمصلحة الأكثرية، قال موسى: «التحيز العربي هو لمصلحة لبنان فقط. ونحن لا نضغط لا على الموالاة ولا على المعارضة». ووصف اجتماعاته في سورية بـ«المهمة في إطار المبادرة العربية».

من جهته، اعتبر وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة ان «مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في دمشق فشلت». وتوقف عند دعوة الرئيس بري العرب الى شرح مبادرتهم من جديد وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «الذي رفع اليد والإصبع كالعادة مهددا بأنه سيتحمل مسؤولياته». وقال: «ان نغمة المثالثة كانت السبب في الصدام بين الوزير الشهيد بيار الجميل ووزراء حزب الله»، محذرا من ان «المثالثة لها معنى واحد هو نهاية النظام الديمقراطي البرلماني والانتقال الى كونفيدرالية». وحذر من ان الأمر «بدأ يأخذ مساره الدستوري إلا إذا كانت الوصفة حربا جديدة يذهب فيها مئة ألف قتيل كما حصل بين عامي 1975 و1990 وتنتهي معه الحصة المسيحية في الحكم ويتعطل كليا اتفاق الطائف».

ورأى حمادة ان «الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو قائد المعارضة»، مشيرا الى انه «يقود الأوركسترا. وهو لا يريد الحكومة ولا الرئيس». وقال: «كما قبلنا مع الكنيسة التكيف، نطلب من العماد ميشال سليمان التكيف أي ألا يبقى رئيسا مع وقف التنفيذ وان يقبل ان ننتخبه ثم يقوم بالاستشارات لتشكيل حكومة وحدة وطنية» معتبراً ان «على قائد الجيش مسؤولية في ذلك». إلى ذلك أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله «ان اي تفسير يعطى للمبادرة العربية خلافا للنص العربي الواضح الذي كتبه وزراء الخارجية العرب يعني محاولة تغيير في هذه المبادرة. وبالتالي يضعنا امام صيغة جديدة وبالتالي مبادرة جديدة، لانه لا يحق لأي طرف او جهة او شخص ان يفرض تفسيرا خلافا للنص الواضح ويقول هذه هي النية الموجودة، فنحن امام لغة عربية مكتوبة بشكل صريح، ولسنا امام تفسير نوايا. وأي محاولة لتغيير النص تحتاج الى اجماع عربي جديد. ونحن الذين كنا نؤكد اننا لا نحتاج الى تفسير».

وشدد على «ان نجاح المبادرة يتطلب جدية وتوازنا وحيادية في النظر الى الفريقين، لان الوساطة تتطلب الحيادية حتى في الشكل كي لا يستغل احد الطرفين اي موقف او اداء ويفسره لمصلحته بما يعقد الامور ويحول دون الوصول الى النهاية المنشودة».