موراتينوس يزور الرباط اليوم لحضور اجتماع مجموعة 5+5

«سي آي ايه»: الجنرال فرانكو كان يرغب في صناعة قنبلة نووية لحماية بلاده من المغرب

TT

يزور المغرب لأول مرة بعد تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد وزير خارجية إسبانيا ميغل أنخيل موراتينوس، للمشاركة اليوم في اجتماع مجموعة 5+5، التي تضم إلى جانب الدول المغاربية الخمس، كلا من إسبانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال ومالطا، من الجانب الأوروبي.

وذكرت مصادر مطلعة أن موراتينوس سيستغل فرصة وجوده القصير بالمغرب لإجراء مباحثات مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، الذي كان يفترض أن يسافر إلى العاصمة الإسبانية منتصف الشهر الجاري، للحضور في المحفل الأول لتحالف الحضارات، لكن زيارته التي كانت مدريد أكدتها، ألغيت في آخر لحظة وعوض مشاركة الفاسي الفهري في ذات المنتدى، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، رفقة أندريه أزولاي، مستشار العاهل المغربي.

وفيما اعتبرت مصادر إسبانية غياب الفاسي الفهري عن منتدى تحالف الحضارات، دليلا على استمرار الأزمة الحاصلة في العلاقات المغربية ـ الإسبانية جراء التداعيات التي خلفتها زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس وقرينته، لمدينتي سبتة ومليلية يومي الخامس والسادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، رأى مراقبون مستقلون عكس ذلك تماما، خاصة أن المغرب اختار لتمثيله شخصيتين تمثلان فعلا ما تهدف إليه المبادرة التي أطلقها رئيس وزراء إسبانيا في وقت سابق، ونالت دعم مختلف المحافل الدولية الفكرية والسياسية، فالموفدان المغربيان يعتنق كل مهما الديانة الإسلامية واليهودية، كما أن المستشار ازولاي، عضو فاعل في فريق العمل المساند لمبادرة تحالف الحضارات منذ إطلاقها.

وفي هذا السياق، لوحظ أن المشاركة المغربية لم تكن شكلية، بل تقدم الوفد المغربي باقتراحات عملية تصب في تفعيل المبادرة واستمرارها، وساهمت الخلفية الأكاديمية للوزير التوفيق في إضفاء أهمية على المساهمة الفكرية المغربية. وسيتيح حضور رئيس الدبلوماسية الإسبانية إلى جانب نظرائه من الدول الأعضاء في مجموعة 5+5، تعميق المحادثات مع نظيره المغربي التي استؤنفت أثناء زيارة موراتينوس الأخيرة للمغرب قبيل عود السفير المغربي عمر عزيمان إلى مدريد، واضعا حدا بذلك لأخطر أزمة دبلوماسية عرفتها العلاقات بين البلدين خلال العقود الأخيرة.

وفي هذا السياق، لوحظ أن زيارة موراتينوس، ولو أنها غير ذات طابع رسمي ثنائي، كونها تندرج في حضور نشاط دبلوماسي متعدد الأطراف، سبقتها إشارة ودية من مدريد حيال الرباط، حيث ذكرت تقارير صحافية أن إسبانيا قررت بيع المغرب نظام قاذفات للقنابل صالح للاستعمال في مقاتلات حربية من نوع ميراج تمتلكها القوات الجوية المغربية، وذلك بغية تعزيز كفاءتها القتالية. غير أن المهم في الصفقة التي لم تؤكدها أو تنفها الرباط هو ثمنها الرمزي (يورو واحد). مع الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستغني فيها القوات المسلحة الإسبانية عن معدات معينة، وتهديها إلى جارتها الجنوبية، إسهاما منها في تطوير نظيرتها المغربية، اذ يجمعهما نشاط وتعاون عسكري مشترك، سواء في شكل مناورات بحرية وجوية، يجريها البلدان قريبا من سواحلهما، أو في صورة عمل الوحدات المغربية والإسبانية ضمن مهمات حفظ السلام التي ترسلها الأمم المتحدة إلى مناطق التوتر في العالم. تجدر الإشارة إلى أنه سبق لوحدات عسكرية مغربية، أن عملت تحت قيادة إسبانية في جمهورية هايتي.

وفي سياق استعادة التعاون المغربي ـ الإسباني لسرعته السابقة، وافق مجلس الوزراء الإسباني يوم الجمعة الماضي على منح قرض لجمعية «زاكورة» التي تمنح القروض الصغيرة لفائدة تمويل مشاريع سكان الأرياف في المغرب. وتبلغ قيمة القرض 15 مليون يورو، بشروط تفضيلية، يؤدى على مدى عشر سنوات، بفائدة لا تتعدى 2.5 في المائة.

إلى ذلك، ذكرت مصادر متطابقة من الدول المنضوية في مجموعة 5+5 أن وزراء خارجيتها، سيبحثون في الرباط جدول أعمال وصفته المصادر بـ«المهم»، إذ سيتم تبادل الرأي حول القضايا التقليدية المألوفة في علاقات الطرفين، مثل الهجرة السرية والمحاربة الإرهاب وتجارة المخدرات وسبل استقرار السلم في ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط.

إلى ذلك وفي سياق مختلف، أماطت وثائق وكالة الاستخبارات المركزيةالاميركية، تم رفع السرية عنها أخيرا، أن إسبانيا على عهد الديكتاتور الراحل الجنرال فرانسيسكو فرانكو، كانت تنوي صناعة قنبلة نووية، لتحمي نفسها من مخاطر محتملة مصدرها المغرب، والمثير في محتوى التقارير الاستخباراتية أن نظام فرانكو، كان يتخوف من احتمال تحالف ضد بلاده بين المغرب والجزائر، لممارسة الضغط على إسبانيا حتى تنسحب من الصحراء ومن سبتة ومليلية.