إسرائيل رفضت التفاوض: شبهت نصر الله بهتلر وصحافتها وصفته بالجزار

«شبه إجماع» في الحكومة الإسرائيلية على اغتيال نصر الله

TT

طالب وزراء إسرائيليون باغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، ردا على تصريحاته الأخيرة التي أكد فيها الاحتفاظ بأشلاء جنود إسرائيليين بعد حرب لبنان الأخيرة. وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل لن تجري اي مفاوضات حول رفات جنود لها سقطوا في حرب لبنان، مشددين على ان نصر الله مسؤول عن مصير الجنديين الإسرائيليين ايهود غولدفاسر، وإلداد ريغيف اللذين أسرا في يوليو (تموز) 2006 في عملية أسفرت ايضا عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين عند الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة عن هؤلاء المسؤولين قولهم «ان نصر الله يتعرض لضغوط وتصريحاته تثير الغثيان وإنه يريد رفع الثمن في اطار تبادل محتمل للمعتقلين» مقابل الجنديين الإسرائيليين.

وبدا الغضب كبيرا في اسرائيل امس ردا على خطاب نصر الله الذي توعد فيه بتغيير خارطة المنطقة اذا ما شنت اسرائيل حربا على لبنان، مؤكدا امتلاك حزبه لأشلاء جنود إسرائيليين قتلوا خلال الحرب. وشن عدد من الوزراء الإسرائيليين هجوما عنيفا غير مسبوق ضد نصر الله، داعين لاغتياله فورا. وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن جلسة الحكومة الإسرائيلية شهدت «شبه إجماع» في الدعوة إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله بأسرع وقت. ويبدو ان ظهور نصر الله العلني في مهرجان بمناسبة عاشوراء زاد من حدة الغضب، اذ هددت اسرائيل قبل ذلك باغتيال الرجل. واعتبر بعض الوزراء ظهور نصر الله تحديا «يجب ان يقلقنا». وهاجمت الصحافة الاسرائيلية كذلك نصر الله، ونشرت صحيفة «يديعوت احرنوت» كبرى الصحف الاسرائيلية وأوسعها انتشارا، صورة كبيرة لنصر الله على صفحتها الاولى تحت عنوان «جزار بيروت».

وكان نصر الله قال السبت ان حزب الله لديه اشلاء عدد كبير من الجنود الإسرائيليين جمعت خلال الحرب التي شنتها ضده اسرائيل صيف العام 2006. وقدرت مصادر اسرائيلية ان يكون حزب الله يحتفظ فعلا ببعض الأشلاء لجنود قتلوا في حرب لبنان، لكنها اكدت انهم دفنوا فعلا في اسرائيل. واعتبر وزير الداخلية الاسرائيلي، مئير شطريت، ان حديث نصر الله عن اعضاء واشلاء جنود اسرائيليين «نظرية مقيتة». وقال في جلسة الحكومة الاسرائيلية امس «إن نصر الله يهدف إلى العزف على أعصابنا. ولا ينبغي أن نذهل، او نرضخ له، ويجب تصفيته بسرعة». وتابع «لقد تجاوز كافة الحدود غير الإنسانية». واطلق وزير الاديان، يتسحاك كوهين (شاس) وصف «هتلر» على نصر الله، داعيا إلى اغتياله، ومعتبرا ان خروج «شخص مثل هذا من الوكر يجب ان يقلقنا». وكان كوهين قال للإذاعة الإسرائيلية العامة ان «نصر الله مجنون، ولا افهم لماذا لا يزال على قيد الحياة، كان ينبغي تصفيته منذ زمن طويل. ولم يفت الاوان بعد للقيام بذلك». أما وزير الاسكان زئيف بويم، فاستخدم كلمات نابية في وصف نصر الله وشبهه «بفأر المجاري الذي يجب الحفر خلفه وتصفيته دون ان يرى النور». وحده وزير العلوم والرياضة، غالب مجادلة، الذي دعا الى ضرورة فحص حقيقة اقوال نصر الله اولا «خاصة اننا نعرف ان الرجل لا يلقي الكلام على عواهنه، ومن الممكن انه يخطط لإسقاطنا في فخ يخدم مصالحه، ويجب علينا اظهار حساسية كبيرة تجاه معاناة اسر الجنود» .