ماكين يعزز حظوظه للفوز بترشيح الجمهوريين.. ورومني يتقدم في نيفادا

كلينتون تفوز في نيفادا ولكن أوباما يحصد العدد الأكبر من المندوبين عن الولاية

جون ماكين وزوجته سيندي بعد فوزه في كارولينا الجنوبية وهيلاري وزوجها بيل كلينتون بعد فوزها في نيفادا (أ.ب)
TT

خطا المرشح الجمهوري جون ماكين خطوة مهمة للحصول على ترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة الاميركية بعد ان حقق فوزا جديدا اول امس في ولاية كارولاينا الجنوبية. وشهدت هذه الولاية تنافساً حامياً بين جون ماكين ومايك هاكابي وحصل الاول على نسبة 33 في المائة من الاصوات مقابل 30 في المائة لصالح هاكابي. وعادة ما تحسم نتيجة هذه الولاية الجنوبية التنافس داخل الحزب الجمهوري. فمنذ العام 1980 جرت العادة ان يحصل الفائز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في كارولاينا الجنوبية على ترشيح حزبه للانتخابات الرئاسية.

ولم يشأ ماكين أن يحسم المعركة من الان وحرص على القول بعد فوزه إن «الامر ليس سهلاً وأمامنا طريق طويل». وقضت نتائج الانتخابات في هذه الولاية قبل ثماني سنوات، على طموحات ماكين في الوصول الى البيت الابيض بعد تغلب منافسه جورج بوش عليه. وعبر عن ثقته في الفوز بانتخابات فلوريدا التي ستجري في 29 يناير (كانون الثاني).

أما في ولاية نيفادا، فقد حقق كل من الجمهوري ميث رومني والديمقراطية هيلاري كلينتون فوزا على منافسيهم. الا ان أنظار الحزب الديمقراطي تتجه الى ولاية كارولاينا الجنوبية التي تشهد الانتخابات التمهيدية يوم السبت المقبل. ومن المتوقع ان تشهد الولاية معركة «كسر عظم» بين كلينتون الفائزة في ولايتين، نيفادا ونيوهاشير، لغاية الان، وباراك اوباما الفائز في ولاية واحدة هي أيوا.

وحلت كلينتون في المرتبة الاولى في نيفادا وحازت 51 في المائة من الاصوات مقابل 45 في المائة لاوباما الذي حل ثانيا، و4 بالمائة فقط لجون ادواردز الذي حل ثالثا. وثبت أن التوقعات التي قالت إن تأييد نقابة تمثل العاملين في مدينة القمار الشهيرة لاس فيجاس يمكن أن يحول التأييد نحو أوباما كانت سابقة لأوانها حيث أظهر الناخبون استقلالهم. وخالفت سبعة من تسعة صناديق انتخابية وضعت داخل نوادي قمار من أجل السماح لموظفي الكازينوهات بالإدلاء بأصواتهم، التوقعات بأنهم سيساعدون أوباما.

وبعد انتصارين لكلينتون وواحد لاوباما، يتحتم على سيناتور ايلينوي من أصول افريقية الفوز في كارولاينا الجنوبية وإلا فإن حملته ستعرف انتكاسة. وطبقاً للتكهنات السائدة الآن فإن حظوظ اوباما في كارولاينا الجنوبية مرتفعة بسبب التأييد الكبير الذي يحصل عليه من الاميركيين من اصول افريقية، خاصة وان 79 في المائة منهم صوتوا لصالحه في نيفادا. وتشكل اصوات الاميركيين الافارقة نحو 50 في المائة من اصوات الناخبين في كارولاينا الجنوبية.

وعلى الرغم من ان فوز هيلاري في نيفادا بفضل أصوات النساء والأميركيين الاسبان، فإن عدد المندوبين الذين سيمثلونها في مؤتمر الحزب الديمقراطي عن هذه الولاية أقل من عدد المندوبين الذين حصل عليهم اوباما. وسيمثل كلينتون 12 مندوباً في مقابل 13 لاوباما، وذلك بسبب الطرق الحسابية المعقدة لاختيار المندوبين عندما يكون فارق الاصوات ضئيلاً، وهو ما يشير الى ان فوز هيلاري في نيفادا يبقى فوزاً معنوياً.

أما الجمهوري ميت رومني، فقد حقق فوزاً كاسحاً في نيفادا وهو فوزه الثالث بعد ميشيغان وقبلها في وايومينغ، وهي ولاية ليست ذات أهمية. وحصل رومني في نيفادا على نسبة 52 في المائة من نسبة الاصوات، وحلّ ثانيا كل من جون ماكين ورون بول بحصولهما على النسبة ذاتها من الاصوات بلغت 13 في المائة.

وعقب اعلان نتائج نيفادا اعلن المرشح الجمهوري دونكان هانتر انسحابه من التنافس بعد ان حصل على 2 في المائة فقط من الاصوات في نيفادا، ليبقى عمليا في السباق المرشحين جون ماكين ومايك هاكابي وميت رومني وهؤلاء سينحصر التنافس بينهم في حين تتراجع حظوظ كل من رودي جولياني وفرد تومسون.

وبالنسبة الى الديمقراطيين، فقد اصبح واضحاً ان التنافس انحصر بين كلينتون واوباما. أما حظوظ جون ادوادرز الذي حصل على نسبة 4 في المائة فقط من الاصوات في نيفادا، فيبدو ان حظوظه قد تلاشت. والمؤكد ان المرشحين الآخرين، وهما دينيس كيسنيش ومايك غرافيل، قد اصبحا خارج السابق عملياً.

ولوحظ أن القضايا الخارجية تراجعت في خطابات المرشحين بشكل ملحوظ. ولم يتناول أحد قضايا خارجية في الحملة الانتخابية في نيفادا وكارولاينا الجنوبية، باستثناء اداوردز الذي ألقى الليلة قبل الماضية خطاباً في ولاية جورجيا الجنوبية قال فيه إنه اذا انتخب رئيساً سيغلق معسكر غوانتانامو ويمنع التعذيب (ضد المعتقلين في قضايا الارهاب). كما اعلن انه سيمنع المعتقلات السرية التي انشأتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في الخارج. وفي حين تتوجه أنظار الديمقراطيين الى ولاية كارولاينا الجنوبية السبت المقبل، فان أنظار الجمهورية تتجه نحو ولاية فلوريدا حيث تجري الانتخابات التمهيدية فيها يوم الثلاثاء في 29 يناير (كانون الثاني). ولكي يصبح ماكين المرشح الجمهوري الابرز، عليه الفوز في فلوريدا حيث يتمتع منافسه القس السابق مايك هاكابي بقاعدة طبيعية، علما ان المناطق الشمالية من الولاية هي محافظة اجتماعيا. وفي غياب مرشح بارز واضح فإن ذلك يترك الباب مفتوحا لحدوث مفاجأة أخرى.

وعلى صعيد المندوبين الذين حصل عليهم كل مرشح حتى الآن من الولايات التي جرت فيها الانتخابات التمهيدية او التجمعات الانتخابية (كوكس)، فإن الوضع داخل الحزب الديمقراطي اصبح على الشكل التالي: هيلاري 210 مندوباً، باراك اوباما 123 مندوباً، جون ادواردز 52 مندوبا ودينيس كيسنيش حصل على مندوب واحد.

أما على صعيد الجمهوريين، فقد بقي ميت رومني في المقدمة حيث حصل حتى الآن على 72 مندوباً في حين قفز جون ماكين بعد فوزه في كارولاينا الجنوبية الى المرتبة الثانية حيث حصل على 32 مندوباً ومايك هاكابي على 27 مندوباً وفريد تومسون على ثمانية.