متحدث باسم مسلحي «المهداوية»: نحن حركة عقائدية.. ولا علاقة لنا بـ«جند السماء»

حصيلة أمنية جديدة لأحداث البصرة والناصرية: مقتل 75 شخصا واعتقال 211 آخرين

مسلحون مشتبه فيهم يجلسون أمس موثوقي الأيدي في مقر قيادة شرطة النجف وأمامهم اسلحة تقول الشرطة انها ضبطت بحوزتهم (إ ب أ)
TT

في الوقت الذي طوى فيه بعض سكان محافظتي البصرة والناصرية مجالس العزاء المقامة بمناسبة العاشر من محرم، نصب آخرون مجالس عزاء على أرواح عشرات ضحايا الاشتباكات المسلحة التي شهدتها المحافظتان خلال اليومين الماضيين. واعلنت مصادر امنية عراقية في حصيلة جديدة مقتل 75 شخصا واعتقال 211 آخرين لغاية أمس، في اعقاب الاشتباكات. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في شرطة مدينة الناصرية (350 كلم جنوب بغداد)، ان «13 شخصا قتلوا واصيب 72 بجروح، جراء الاشتباكات التي وقعت في الناصرية». واوضح ان «تسعة من عناصر الأمن، بينهم اربعة ضباط واربعة اشخاص اخرين، قتلوا خلال الاشتباكات». كما قتل خلال الاشتباكات 18 شخصا واعتقل 110 من عناصر الجماعة العقائدية، حتى ظهر امس، وفقا للمصدر نفسه. وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد) قال اللواء جليل خلف قائد شرطة البصرة، ان «44 شخصا قتلوا واعتقل 75 من عناصر جماعة المهداوية»، حتى الامس. واوضح ان «تسعة من عناصر الأمن و35 شخصا من المسلحين قتلوا». كما اعلن مصدر في الجيش العراقي اعتقال 26 شخصا من اتباع المهداوية في بلدة المسيب (60 كلم جنوب بغداد) بعد ظهر السبت.

وأكدت الجماعات المسلحة أنها من أتباع احمد الحسن وليس من جند السماء كما تداولته بعض وسائل الإعلام. وأفاد شهود عيان بالمحافظتين لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية سمحت للأهالي بتسلم جثث الضحايا من مراكز الطبابة العدلية وإقامة مجالس العزاء بعد رفع حظر التجوال التي شهدته المدينتان خلال الثلاثة أيام الماضية. وأضاف آخرون أن مجالس العزاء لضحايا الاشتباكات؛ ومن بينهم ضباط كبار ورجال شرطة وجنود وأطباء ومدنيون ونساء توزعت في معظم الأحياء السكنية بالمحافظتين.

وقال متحدث باسم جماعة أحمد الحسن الملقب «اليماني» التي اشتبك مسلحوها مع عناصر الأمن في المحافظتين في شريط إذاعي بثته قناة الشرقية الفضائية العراقية أول من أمس مع اعترافها بحذف أجزاء منه انه «ليست له أية علاقة بجند السماء حيث تحاول الحكومة ربطه بهم». وأضاف «أن كل الدماء التي أريقت هي في رقبة(...) لأنهم واجهوا الفكر بالقوة، وان حركة احمد الحسن صار لها ثماني سنوات ولكن قبل سنتين بدأت الحكومة بحملة لاعتقال انصاره تمتد مدد توقيفهم لعدة أشهر..».

وقال «أن تيار احمد الحسن هو حركة سلمية تحمل فكرا عقيديا وهي غير إرهابية ولا عسكرية ولا تحمل السلاح.. إنها تهدف إلى ربط الإنسان بالخالق دون وسائط ومرجعيات التي انبثق عنها قتال بين المذاهب».. ولم يعط المتحدث تفسيرا لقيام الحركة بهجوم مسلح على قوات الأجهزة الأمنية يوم العاشر من محرم.

وبين أن الحركة ترى «أن الإنسان هو إنسان في كل مكان سواء كان شيعيا أو سنيا او مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا.. كلهم بشر»..

وأوضح المتحدث «أن المقلدين أحسوا بالخطر في الفترة الأخيرة من احمد الحسن لأنه يدعو الناس إلى عدم تقليد الأشخاص لأن التقليد أمر مبتدع.. فقرر المراجع الكبار خلال اجتماع لهم أخيرا القضاء على هذه الحركة بواسطة يدهم الضاربة في الحكومة».

واتهم المتحدث وسائل الإعلام بعدم الحيادية «لنقلها الوقائع من طرف واحد» دون توضيح الوسائل التي تمكن هذه الوسائل من الوصول إلى الحركة.

وحمل مثقفون وأكاديميون في محافظتي البصرة والناصرية الحكومة والتيارات الدينية الشيعية مسؤولية ظهور تيارات طائفية متطرفة تستبيح دماء الأبرياء وتعبث بالأمن من خلال تداخل الخنادق وعدم وضوح الرؤى والإحجام عن كشف انحراف بعض التيارات القادرة على صناعة الوهم بين البسطاء من ذوي العواطف الجياشة وخاصة القضية المهدوية في المناطق الريفية والفقيرة التي يغيب فيها الوعي الديني والسياسي. وأكد عدد منهم لـ«الشرق الأوسط» ان «ظهور جماعة مسلحة متطرفة مبشرة بظهور الإمام المنتظر في وقت واحد بمحافظتين، مستغلة شعائر العاشر من محرم لم يأت من فراغ بل لا بد أن يكون لديها دعم خارجي ولا بد أن يكون هناك مِنْ يحفز مثل هذا التيار لأهداف سياسية، ومن الممكن ان يكونوا مرتبطين بجهات سياسية نافذة في العملية السياسية». وأشاروا إلى أن هذا التيار «وان كان محدوداً وغير مقبول من الناس لسذاجة ما يدعوه ووضوح كذب ما يفترون على الله ورسوله ثم الأئمة إلا ان ظهوره يأتي لعدم كشف الدولة نتائج التحقيقات التي أجرتها بشأن تيار جند السماء الذي ظهر في شهر محرم، العام الماضي، في مدينة النجف واكتفت بإعلان مقتل قائد التيار المدعو ضياء كاظم عبد الزهرة الكرعاوي والعشرات من أتباعه، إضافة إلى غياب دور المئات من منظمات المجتمع المدني في تحصين الشباب من مغبة الارتماء في أحضان هذه التيارات».