صفير يشكر المتضامنين معه وعلى رأسهم السنيورة في وجه «الحملة المتجنية» من فرنجية

حمادة: استهداف لبنان المستقل * جعجع: كلام سفيه والعلة في مجتمعنا المسيحي

TT

شكر البطريرك الماروني نصر الله صفير الذين تضامنوا معه في وجه ما وصفه بـ«الحملة المتجنية» التي تعرض لها. وكان الوزير والنائب السابق رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية هاجم البطريرك صفير متهما إياه بالوقوف إلى جانب الأكثرية النيابية وهو ما أثار موجة من ردود الفعل المستنكرة تحولت إلى زيارات تضامن إلى مقر البطريركية في بكركي. وقد عمل مجلس المطارنة الموارنة على تطويق القضية بالدعوة إلى التوحد ونبذ الخلافات.

وقال البطريرك صفير في عظة ألقاها أمس «لا بد لنا من أن نتوجه بالشكر الى جميع الذين أعربوا لنا بزياراتهم واتصالاتهم الهاتفية والكتابية، من لبنان وخارجه، عن تضامنهم معنا ومع الكرسي البطريركي أمام الحملة المتجنية التي تعرضنا لها. ونخص من بينهم المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس مجلس الوزراء السيد فؤاد السنيورة، سائلين الله أن يسدد خطانا جميعا الى ما فيه رضاه تعالى وإعادة الهدوء والسلام الى ربوع لبنان». إلى ذلك، توقف وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة، في حديث إذاعي بث امس، عند ما اعتبره استهداف البطريرك صفير من قبل «زعران». ورأى في ذلك «استهدافا لكل ما يرمز الى لبنان المستقل». ولفت الى ان «مشروع الانقلاب الزاحف على النظام الامني الذي كان قائما مع الرئيس اميل لحود والضباط الأربعة والسوريين، عاد من خلال تفريغ المؤسسات» مؤكدا انه «سيتم إحباطه مع الشعب والكنيسة والجيش لأن نجاحه يعني نهاية لبنان أو تقسيمه». وقال رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع « مشكلتنا ان السوسة تنخر فينا في بعض الامكنة، لانه بالمقارنة مع قيادات الطوائف الاخرى تجد ان اداء هذه القيادات مقبول في حدود معينة على عكس ما يحصل داخل طائفتنا. فالبطريرك لا ينفك على سبيل المثال من انتقاد سلاح حزب الله، لكن احدا من قياداتهم لا يرد خارج حدود الاحترام واللياقة. والبطريرك انتقد ايضا (رئيس مجلس النواب) نبيه بري لناحية الاعلان عن وقوفه وراء غبطته في مسألة الاستحقاق الرئاسي حتى ان البطريرك وصفه بتعبير او بآخر كأنه كاذب، فلم يرد نبيه بري بل صدر بيان عن حركة امل ضمن حدود اللياقة. لكن عندنا (الموارنة) صدر كلام سفيه عن البطريرك. هذا امر غير مقبول مهما كان تقييمنا السياسي له». وخلص الى «ان مكمن العلة ليست في الآخرين الذين نحملهم دائما المسؤولية. مكمن العلة في الخلل الموجود داخل مجتمعنا (المسيحي) ويجب ان نسعى بالوسائل السياسية المشروعة للخروج من الخلل الموجود في مجتمعنا باقرب وقت ممكن».

من جهته، قال نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، عقب زيارته البطريرك صفير امس: «نحن جميعا مدركون ان الوطن يواجه اليوم أزمة كيان وازمة كبيرة تعصف بالوطن وبالعيش المشترك والمسيحيين». واضاف: «في هذه الظروف الصعبة تعرضت الكنيسة المارونية ـ وكلنا يعرف ان ميزة هذه الكنيسة انها كنيسة مقاومة عبر تاريخها وتاريخ الوطن وكيانه وديمومته ـ وتعرض غبطة البطريرك الذي هو صاحب الايادي البيضاء على استقلال لبنان الثاني وعلى المصالحة التي تمت في الجبل وعلى العيش المشترك وطبعا على كيان وديمومة لبنان». واضاف: «اردت اليوم حصر كلامي في هذا الموضوع كي ندرك جميعا ان ما تتعرض له بكركي وسيدها سيؤدي الى نتائج وخيمة على الكيان المشترك وعلى المسيحيين». ورأى «ان التضامن مع بكركي واجب على كل لبناني مخلص. وعلى كل شخص حر في ظروف صعبة ان يتوجه الى بكركي لترفع عنه الظلم او الضيم. وكل مضطهد كان يلجأ الى البطريرك ليرفع عنه الاضطهاد ولو بكلمة حلوة. وعندما كان يهتز الوطن لن يجد ابناؤه سوى بكركي وسيدها».