الصومال: رئيس الوزراء يدخل مقديشو في حراسة القوات الأفريقية .. ومسلحون يقصفون مقره

عدي قال إنه سيتخذ العاصمة مقرا وأطلق شعار الأولويات الثلاث.. الأمن والمساعدات والحوار مع المعارضة

رئيس الوزراء الصومالي الجديد نور عدي، لدى وصوله إلى مطار مقديشو أمس (أ.ف.ب)
TT

دخل رئيس الوزراء الصومالي نور عدي العاصمة مقديشو لأول مرة منذ تعيينه في المنصب في نوفمبر الماضي، وقد أغلق نحو نصف الشوارع الرئيسة في العاصمة قبل ساعات من وصوله الى مطار العاصمة الدولي، قادما من بيداوا المقر المؤقت للحكومة والبرلمان الصوماليين. واستنفرت السلطات الصومالية أعدادا كبيرة من عناصر الجيش والشرطة لتأمين وصول رئيس الوزراء، حيث كانت المخاوف سائدة بتعرض موكبه لهجوم من قبل عناصر الجماعات المسلحة. وتعرض مقر رئيس الوزراء لقصف بقذائف الهاون بعد ساعات من وصول عدي اليه وسقطت 7 هذه القذائف في محيط القصر الرئاسي، لكن لم يتم الكشف عن إصابات. ونقل رئيس الوزراء الصومالي بحراسة قوات حفظ السلام الأفريقية العاملة في مقديشو الي القصر الرئاسي (فيلا صوماليا) بوسط العاصمة، وقال عدي عقب وصوله الى المطار بأنه جاء الى مقديشو لمواصلة مهام حكومته الجديدة، وأنه سيتخذها مقرا للحكومة الانتقالية. وكانت الحكومة السابقة قد حاولت أكثر من مرة، نقل أعمالها الي مقديشو، لكنها فشلت بسبب الهجمات المتكررة التي يشنها المسلحون المعارضون علي الأهداف الحكومية. ويأتي دخول نور عدي الى مقديشو في وقت تواجه فيه الحكومة الانتقالية، تحديات أمنية من قبل المعارضة التي تشن فصائلها المسلحة هجمات يومية على مقر القوات الأثيوبية ومراكز الشرطة الحكومية. وأطلق رئيس الوزراء الصومالي شعار الأولويات الثلاثة لحكومته الجديدة، وهي استعادة الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية (يقدر عدد النازحين بسبب الحرب بمليون شخص)، إضافة الى التصالح والحوار مع المعارضة. وفي الوقت الذي شددت فيه المعارضة على موقفها القاضي بعدم الدخول في مفاوضات مع الحكومة الانتقالية، الا بعد انسحاب القوات الأثيوبية من البلاد، الا أن اتصالات غير رسمية تجري بين الحكومة وتحالف المعارضة الذي يتخذ من أسمرة مقرا له.

وكشف مبعوث الأمم المتحدة الى الصومال السفير أحمد ولد عبد الله، بعد لقائه بقادة المعارضة في أسمرة الأسبوع الماضي، عن أن هناك اتصالات بين قادة العارضة والحكومة الصومالية تتم بشكل يومي، «لكنه لم يخض في التفاصيل. وأعرب رئيس الوزراء الصومالي عن استعداده للدخول في حوار مع المعارضة من دون استثناء، وبدون أية شروط مسبقة، وفي أي مكان يتم الاتفاق عليه، لكنه لم يطرح شيئا محددا في تصريحاته الأخيرة. وكانت حكومة عدي الجديدة والمصغرة (18 وزيرا فقط) قد حصلت على ثقة البرلمان بأغلبية ساحقة قبل أسبوعين، لكن تواجه اختبارا من قبل المجتمع الدولي الذي وعد بدعمها ومن قبل الأوساط الشعبية التي تطالب بانفراج سريع للأوضاع السياسية المتنأزمة، والتي نتجت عنها أوضاع أمنية متفاقمة بسبب حرب العاصابات الدائرة في العاصمة مقديشو وخارجها منذ فترة طويلة بين القوات الأثيوبية والقوات التابعة للحكومة الصومالية من جهة وبين فصائل المعارضة المسلحة من جهة ثانية. على صعيد آخر، وصل نحو 200 من القوات البروندية الى مقديشو في إطار قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، وتعتبر هذه الدفعة الثالثة من القوات البروندية التي وصل عددها حتى الآن الى نحو 250 جنديا من أصل 1600 جندي، وعدت حكومة بوجمبورا بإرسالها الى الصومال. وتعد بروندي الدولة الثانية التي ترسل جنودا الى الصومال  بعد أوغندا التي أرسلت 1700 جندي الى الصومال منذ مارس الماضي، وجاء وصول القوات البروندية بعد يومين من دعوة رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري الى تمديد مهمة القوات الأفريقية العاملة في الصومال لفاترة 6 أشهر أخرى. وانتقد كوناري ما سماه تقاعس المجتمع الدولي عن توفير الدعم المالي لمهمة قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، كما دعا الدول الأفريقية التي وعدت بالمساهمة بجنود في هذه العملية، بالوفاء بوعودها والإسراع في إرسال القوات. وكان من المقرر أن تبدأ جمهورية إفريقيا الوسطى في إرسال 600 جندي الى الصومالي قبل أسبوعين، الا أن ذلك تأخر بسبب أعمال العنف في كينيا، حيث أن كينيا تمثل ممرا لوجيستيا مهما للقوات الأفريقية المتوجهة الى الصومال، ولم يتم تحديد موعد آخر لاستئناف نقل القوات القادمة من جمهورية أفريقيا الوسطى.