تم وضع 15 كتلة خرسانية أمام مدخل المتحف اليهودي برلين بهدف حمايته من هجمات إرهابية محتملة باستخدام العربات. ولم تصدر سلطات العاصمة الألمانية أي تصريح صحافي حول الموضوع، إلا أن لالا زوسكند، من المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، أكدت أن الإجراءات اتخذت لحماية المنشآت اليهودية ببرلين من هجمات محتملة. وستشمل إجراءات الحماية المماثلة ثلاثة أهداف مماثلة هي، إضافة إلى المتحف اليهودي في شارع لندن، مقر الجالية اليهودية في شارع فاسانين والمعبد اليهودي في شارع اورانينبورغ. وينتظر أن تواصل الرافعات وضع الكتل الخرسانية أمام أهداف أخرى لم يكشف عنها بعد.
وكانت قوى الأمن الألمانية قد أعلنت قبل أيام عن رفع حالة الإنذار التي أطلقتها يوم 11 يناير (كانون الثاني) الحالي في ضوء معلومات أمنية وردتها من لبنان وتتحدث عن مخططات إرهابية لمهاجمة منشآت ألمانية. وتأتي هذه الأعمال الإرهابية، حسب تصريح شرطة برلين، انتقاما لاعتقال ومحاكمة أعضاء خلية إرهابية خططت من كولون (غرب) لتفجير القطارات أثناء مونديال كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا في صيف 2006.
وتجري محاكمة اللبناني يوسف الحاج ديب في دسلدورف (غرب) بتهمة الإرهاب ومحاولة القتل العمد بواسطة قنابل حاول زرعها في القطارات العاملة بين كولون وايسن وكوبلنز وآخن عام 2006. كما سبق للمحاكم اللبنانية أن حكمت على زميله جهاد حماد بالسجن لفترة 12 سنة بعد أن ثبتت عليه تهمة محاولة تنفيذ الأعمال الإرهابية بهدف قتل الناس في المانيا. كما حكمت هذه المحاكم غيابيا على الحاج ديب، 23 سنة، بالسجن مدى الحياة.
ونجح جهاد حماد في الهروب من ألمانيا قبل وصول رجال التحقيق إلى زميله يوسف الحاج ديب الذي يقيم في كولون. وتم التعرف على الحاج ديب من خلال الأفلام التي التقطتها كاميرات المراقبة في محطة كولون، واعترف لاحقا بأن الشخص الذي صورته الكاميرات، وكان يرتدي الفانيلا رقم 13 الخاصة باللاعب مايكل بالاك، هو نفسه.
وسبق للمجلس المركزي لليهود في ألمانيا أن حذر من تصاعد مخاطر تعرض المؤسسات اليهودية ببرلين لاعتداءات إرهابية. وتم على هذا الأساس تشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت اليهودية، وإعادة تنظيم هذه الإجراءات حول المتحف اليهودي والمعبد ومقر الجالية. وكان رئيس شرطة برلين، ديتر غليتش، قد حذر رسميا في يناير الماضي من محاولة الإرهابيين النفوذ من الثغرات في الإجراءات الأمنية. وتحدث غليتش عن علاقة بين مخاطر الإرهاب ومحاكمة «زارع قنابل القطارات» في دسلدورف.
ويعتبر المتحف اليهودي إلى جانب المعبد اليهودي ونصب الهولوكوست، من أهم المعالم اليهودية في المدينة. وتقول حكومة برلين أن المتحف استقبل 4 ملايين زائر بين 2001 ـ 2007. وصمم خريطة البناء الملتوي المهندس المعماري دانييل ليبنزكند عام 1989، لكن العمل في البناء لم يبدأ إلا عام 1992. تم افتتاح المتحف عام 2001 ويفترض أنه يؤرخ حياة اليهود ومعاناتهم وحياتهم في ألمانيا خلال قرنين. ويعتبر حائط المبكى المصغر وبرج الهولوكوست من أفضل الأعمال المعمارية التي يضمها المتحف.