رئيس وزراء اليونان يبدأ زيارة «تاريخية» إلى تركيا اليوم.. هي الأولى منذ 50 عاما

معارضون في البرلمان اليوناني ينتقدون الزيارة ويتخوفون من تنازلات

TT

يتوجه اليوم رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامنليس إلى أنقرة، في زيارة رسمية لتركيا تستمر يومين، هي الأولى من نوعها لمسؤول يوناني بهذا المستوى منذ 50 عاما. وكانت آخر زيارة لرئيس وزراء يوناني لتركيا في عام 1959 وقام بها قسطنطين كارامنليس، عم رئيس الوزراء الحالي. وفي الوقت الذي تصف فيه الدوائر السياسية الزيارة بـ«التاريخية»، يواجه كارامنليس معارضيه داخل البرلمان من غير الموافقين على قيام بهذه الزيارة. واضطر كارامنليس الى الرد عليهم بالقول إن زيارته إلى تركيا لا تعني تقديم تنازلات للدولة التركية، وإنما هي رد لزيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان إلى أثينا في عام 2004، موضحا انه يزور أنقره حاملا مواقف ثابتة وواضحة تجاه القضايا الوطنية اليونانية.

وذكر الناطق باسم الحكومة اليونانية إيفانجيلوس أندوناروس أن كارامنليس يجري مناقشات مهمة مع نظيره التركي ومع الرئيس عبد الله غل، وأن المحادثات بين البلدين سوف تشمل عددا كبيرا من القضايا العالقة بما فيها القضية القبرصية ومشكلة الجزر الصخرية في بحر إيجة والمياه الإقليمية ومستقبل تركيا في الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء اليوناني البطريركية الأرثوذكسية في اسطنبول قبل عودته الى أثينا يوم الجمعة المقبل.

يذكر أن اليونان غالبا ما تعبر عن دعمها الكامل لجهود أنقرة للانضمام الى عضوية الاتحاد الأوروبي، وتشيد بالإصلاحات التركية في هذا المسار. ولكنها تشير دائما إلى حتمية تحقيق مطالب الاتحاد الأوروبي المتعلقة بمبادئ المفاوضات ومنها معاملة الجوار وتنفيذ اتفاقية الاتحاد الجمركي مع قبرص الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي وعدد من الملفات المخولة من قبل الاتحاد الأوروبي المتعلقة بشروط الانضمام.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان قد زار اليونان عام 2004، وجاءت زيارته لتكون الأولى بعد 16 عاما من وقف الزيارات الرسمية بين البلدين، كبادرة حسن نية للتعاون الإيجابي. وحققت تلك الزيارة بالفعل خطوات إيجابية كبيرة في القضايا العالقة بين البلدين وأسفرت عن تشكيل لجان متابعة على مستوى وكيل عام وزارة الخارجية، والاجتماع بصفة دورية في أثينا وأنقره على التوالي، ومناقشة ملفات الخلافات بين الدولتين الجارتين. وأعرب رئيس الوزراء التركي حينذاك عن أمله في ان يصل الجانبان القبرصيان التركي واليوناني إلى حل سلمي وعادل في المسألة القبرصية، وقال: «مهمتنا ان نقضي على المشاكل العالقة ولا نتركها تؤثر على مستقبل العلاقات بيننا». وأشار أردوغان إلى التحسن الكبير في العلاقات بين البلدين، مشيرا الى انه خلال الأعوام الخمسة الماضية تم توقيع 25 اتفاقية بين البلدين في قطاعات مختلفة، علما ان أقليم ثراكي في شمال شرق اليونان، يقطنه نحو 100 ألف ناطق بالتركية ونحو 200 ألف مسلم.