توقعات بتكليف بترايوس قيادة قوات «الناتو»

مساعده اللفتنانت جنرال ماكريستال مرشح لخلافته في العراق

TT

عندما يلتقي الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأميركي الأعلى في العراق، مع قادة عراقيين متنفذين، غالبا ما يرافقه مساعده الأساسي اللفتنانت جنرال ستانلي ماكريستال الذي يقود وحدات العمليات الخاصة الأميركية السرية العاملة في العراق. ويعود بترايوس الى ماكريستال بشأن الحقيقة حول المناطق المختلفة من العراق؛ حيث تقوم قوات ماكريستال بغارات ضد أهداف «ثمينة» مثل تنظيم القاعدة في العراق الذي جرت ملاحقة زعيمه ابو مصعب الزرقاوي وقتله على يد رجال ماكريستال عام 2006، وفقا لما قاله ضباط ومسؤولون في الجيش الأميركي. وقال المسؤولون إنه لذلك السبب وغيره من الأسباب يعتبر ماكريستال واحدا من المرشحين البارزين لتولي المنصب اذا ما تعين على بترايوس ان يغادر كجزء من سلسلة تغييرات على المستوى العسكري العالي تحت المناقشة.

ومنذ توليه قيادة القوات الأميركية في العراق قبل عام تقريبا، أصبح بترايوس الوجه العلني لجهود الحرب، وقاد زيادة القوات وقدم تقرير التقدم المركزي الى الكونغرس في سبتمبر (ايلول) الماضي وينفذ استراتيجية مكافحة التمرد التي ساعد في إعدادها.

غير أنه خلال الشهرين الماضيين كانت هناك مناقشة في الدوائر العسكرية والحكومية بشأن ما اذا كان بترايوس سيكون القائد للقيادة الأميركية الأوروبية ويعمل ايضا كقائد أعلى لقوات حلف الناتو. وفي ذلك الدور سيشرف على عمليات الناتو العسكرية، بما فيها الحرب في افغانستان، وكذلك القوات الأميركية في أوروبا.

ويؤكد مطلعون على أنه لم يتخذ قرار بشأن مستقبل بترايوس، وان اتجاها مختلفا جدا، بما في ذلك البقاء في العراق فترة أطول، يعتبر امرا محتملا. غير انه ارتباطا بدخول الرئيس بوش عامه الأخير في منصبه تطرح المناقشات أسئلة حول القيادة العسكرية التي يمكن أن تقود الحربين الأميركيتين في العراق وأفغانستان في ظل ادارة جديدة. ويقال إن بترايوس يفضل هذه الخطوة التي يمكن أن تمكنه من التركيز على أفغانستان، حيث تصاعد العنف خلال العام الماضي، مقابل تحسن الأمن في العراق. ورفض متحدث باسم بترايوس التعليق على احتمال تعيين آخر تحدثت عنه «نيويورك تايمز» يوم أول من أمس. وقال جيف موريل السكرتير الصحافي لوزارة الدفاع، إن «محاولة تخمين منصب الجنرال بترايوس المقبل هو اللعبة الداخلية الأكثر شيوعا في البنتاغون في هذه الأيام. ومسألة أين ومتى يذهب الجنرال لاحقا هي من صلاحيات وزير الدفاع روبرت غيتس والرئيس جورج بوش، وهما لم يقررا بعد هذه الأمور». وارتباطا بتولي رئيس جديد المنصب في شهر يناير(كانون الثاني) المقبل، فان اية إعادة ترتيب في القيادة العسكرية الأميركية تصبح أكثر تعقيدا، ذلك أنه من الممكن ان ينظر الى بوش باعتباره يفضل ترك القرارات الاستباقية لمن يتولى المنصب بعده. وبينما يمكن للقائد العام للقوات المسلحة الجديد أن يلغي فاعلية مثل هذه القرارات من الناحية النظرية فان اية خطوات بشأن تغيير القادة العسكريين في زمن الحرب يجب ان يجري التفكير بها على نحو دقيق، بسبب تأثيرها على الكيفية التي يجري بها شن الحملات. وقد كشفت حرب السنوات الست في أفغانستان بعض التوترات داخل حلف الناتو، حيث واشنطن وحلفاؤها اختلفوا مؤخرا حول نسبة المشاركة بالقوات والمهمات المختلفة. ويؤكد أولئك الذين يدعمون تعيين بترايوس المحتمل على انه كان قد عمل مع الناتو في السابق، كمساعد للقائد الأعلى في أواخر سنوات الثمانينات ولاحقا مع قوة الاستقرار التابعة للناتو في البوسنة، كما يشيرون الى انه يحمل درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة برينستون.

وإذا ما غادر بترايوس هناك ثلاثة من كبار المرشحين للحلول محله، وفقا لمسؤولين ومصادر عسكرية وحكومية اميركية؛ الأول هو ماكريستال الذي يقدره الضباط لتحسينه التعاون بين قواته ووحدات الجيش التقليدية وإدارته للهجوم المضاد على «القاعدة» في العراق. كما أن تجربته ذات صلة بالموضوع؛ ذلك أنه يتوقع أن تبقى قوات العمليات الخاصة فعالة في العراق حتى بعد انسحاب عشرات الألوف من القوات الأميركية التقليدية. والمرشح الثاني هو اللفتنانت جنرال بيتر تشياريلي الذي كان القائد الثاني في العراق عام 2005 ويعمل الآن في منصب كبير مساعدي غيتس العسكريين. أما المرشح الثالث فهو اللفتنانت جنرال مارتن ديمبسي الذي يحتل المرتبة الثانية في القيادة الوسطى الأميركية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)