ممثلو تركمان كركوك يلتقون وزير الخارجية التركي في أنقرة

الأكراد يعتبرون اللقاء تدخلا.. وقيادي تركماني يؤكد: سنطلب تدخل الجميع

TT

افادت مصادر تركمانية عراقية، بأن ممثلي التركمان في مجلس محافظة كركوك التقوا في أنقرة امس وزير الخارجية التركي علي باباجان لبحث النزاع القائم حول مصير كركوك التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليم كردستان العراق في حين يرفض العرب والتركمان ذلك.

وأكد رياض صاري كهية رئيس حزب تركمان إيلي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من أنقرة امس أن «اللقاء تم بناء على رغبة من الاعضاء التركمان في مجلس محافظة كركوك الذين حضروا الى انقرة لشكر الحكومة التركية لدعمها التركمان في حل قضية كركوك سلميا ولم يتم (اللقاء) بدعوة من حكومة تركيا». وأضاف ان «تركمان العراق يستنجدون بأية جهة بما فيها الحكومة العراقية وجامعة الدول العربية والامم المتحدة لحل مشكلة كركوك سلميا»، مشيرا الى ان «وفدا من الاحزاب التركمانية كان قد التقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي وممثلا عن الامم المتحدة لحل مشكلة كركوك».

ونفى رئيس حزب تركمان ايلي ان يكون هذا اللقاء او دعم تركيا باعتبارها دولة جارة تدخلا خارجيا في الشأن العراقي الداخلي، مشيرا الى انه «حتى الاعضاء العرب في مجلس محافظة كركوك كانوا قد زاروا تركيا العام الماضي وفي نفس السياق». ووصف علاقة تركمان العراق بتركيا بانها «تاريخية وهي تشبه علاقة شيعة العراق بإيران».

واعتبر كهية ان «مفعول المادة 140 من الدستور العراقي والتي تضع حلا سلميا لقضية هوية مدينة كركوك منتهية الصلاحية، لكن المشكلة ماتزال باقية بلا حل ونحن نؤمن بان الحل الأمثل لهذه المشكلة هي ان تبقى كركوك محافظة عراقية غير تابعة لاقليم كردستان او ان تكون اقليما بذاتها وتتمتع بحقوق فيدرالية».

من جهته، اعتبر رزكار علي رئيس مجلس محافظة كركوك «الدعوة التي وجهتها الحكومة التركية للاعضاء التركمان التسعة في مجلس المحافظة تدخلا خارجيا في الشأن الداخلي العراقي ولا تخدم التركمان انفسهم». وقال رزكار لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من كركوك، أمس، انه «كان من الافضل ان تدعو تركيا، وهي دولة جارة ومسلمة، جميع اعضاء مجلس المحافظة لمناقشة قضية كركوك، لا ان تقتصر على دعوة التركمان، وليس جميع التركمان اذ ان هناك عضوين من التركمان في المجلس لم تتم دعوتهما وهما عرفان كركوكلي وساهرة سيف الدين بسبب مواقفهما المعتدلة من قضية كركوك»، منوها بأنه «ليس هناك قانون لمجالس المحافظات يمنحنا الحق بمساءلة اعضائنا اذا ما ارتكبوا مخالفات مثل هذه الزيارة».

لكن اتيكين محمود عضو الجبهة التركمانية التي يترأسها سعد الدين اركج، اعترف لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من انقرة، بأن اعضاء المجلس من التركمان توجهوا الى انقرة بناء على دعوة من الحكومة التركية، نافيا ان يكون للجبهة أي دور في تنظيم هذه الزيارة. لكنه أكد ان اربعة من اعضاء الجبهة هم ضمن الوفد.

وأعطى محمود لتركيا الحق في التخل في قضية كركوك، كونها «قريبة منهم» وان الاكراد اذا ضموا كركوك الى اقليمهم فهذا يعني ان «الاكراد سوف يتمتعون بقوة اقتصادية تعتمد على نفط كركوك وبهذا قد يشكلون مصدر خطر للاتراك».

وصرح عضو كردي في مجلس محافظة كركوك لمراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن «أعضاء التركمان في المجلس غادروا إلى تركيا قبل ثلاثة أيام في حدث غير مسبوق للقاء المسؤولين في وزارة الخارجية التركية»، مشيرا الى ان «هذه هي المرة الاولى التي تتم فيها دعوة جميع ممثلي التركمان في مجلس محافظة كركوك معا من قبل الخارجية التركية». وأوضح العضو، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بالقول: «تركيا كانت تستقبل في السابق قيادات الجبهة التركمانية وممثلي التركمان في مجلس المحافظة كجزء من وفود كانت تضم ممثلي العرب والتركمان السنة فقط، لكن الدعوة الحالية وجهت إلى قائمة التركمان كلها في مجلس المحافظة».