«توتال» ردا على رفسنجاني: مشروع الغاز الطبيعي يواجه مشاكل بشأن التكلفة

طهران مستعدة لتوريد الغاز إلى خط أنابيب مهم بالاتحاد الأوروبي

TT

قالت مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية انها تواجه «مشاكل هائلة فيما يتعلق بالتكلفة» في مشروع كبير للغاز الطبيعي المسال في ايران وانها تراجع الخطط مع الحكومة الايرانية. وتأتي تصريحات «توتال» بعد اتهامات من رئيس مجلس الخبراء الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني لشركات نفط دولية، من بينها توتال، مفادها ان هذه الشركات عطلت عن عمد اعمالها في إيران بسبب الضغوط الاميركية على عملها. وقال فيليب بواسو رئيس الغاز والطاقة في «توتال» للصحافيين على هامش مؤتمر عن الطاقة المتجددة في ابوظبي «نعيد دراسة المشروع. ونواجه مشاكل هائلة فيما يتعلق بالتكلفة»، وتابع «نراجع المشروع مع الحكومة الايرانية وقد يستغرق بعض الوقت». وأحجم بواسو عن تقدير أحدث تكلفة لمشروع فارس للغاز الطبيعي المسال الذي سيكون أول منفذ لتصدير الغاز الطبيعي المسال في الجمهورية الايرانية أو عن الافصاح عن التوقيت المحتمل لاخذ «توتال» قرارا بشأن الاستثمار. وتتم تغذية مشروع فارس للغاز الطبيعي المسال عن طريق تطوير جزء في حقل جنوب فارس العملاق للغاز ولكن تكلفة البناء ارتفعت كثيرا في قطاع الطاقة. وكان مقررا أن يبدأ تشغيل المنفذ في عام 2009 لكنه تأجل حتى 2011 على الاقل. وطلبت طهران من توتال وشل استكمال صفقات الغاز في ايران بحلول يونيو (حزيران) 2008 والا فان مشروع جنوب فارس سيمضي قدما بدونهما. وفي جولة في دول الخليج في وقت سابق من هذا الشهر عرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساعدة فرنسا في تطوير برامج نووية سلمية في تلك الدول ووقع اتفاق تعاون نووي مع الامارات. وقالت شركات توتال وسويز واريفا انها ستتعاون لتطوير خطط لمفاعلين نووين من الجيل الثالث في الامارات من المحتمل أن يبدأ تشغيلهما في عام 2016. وسئل بواسو عما اذا كان يتوقع أن يناقش أية خطط نووية مع حكومة أبوظبي هذا العام فأبدى تفاؤله. وقال «ما فعلناه حتى الان هو التأهب بالتعاون مع اريفا وسويز لتقديم اقتراح، واذا جاء الوقت لتبدأ حكومة أبوظبي المحادثات»، وتابع «هذا موقفنا، نستعد فحسب»، وامتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي امس ان بلاده مستعدة لتوريد الغاز الى خط انابيب مهم بالاتحاد الاوروبي، لكنه اضاف أن القرار متروك للاتحاد. وفي نوفمبر قال الاتحاد الاوروبي الذي دعم مشروع نابوكو لتقليل اعتماده على روسيا انه ليس في حاجة للغاز الايراني ولا يرغب فيه لتزويد خط الانابيب المزمع مروره عبر تركيا ومنطقة البلقان الى النمسا. وقال متكي في مؤتمر صحافي خلال زيارة لبلغاريا «ما يحدث في اوروبا والخيار الذي ستتبناه يعتمد فقط على أوروبا.. بحسب معلوماتي يؤكد الاتحاد الاوروبي الحاجة لتنويع مصادر امدادات الغاز... نابوكو هو أحد المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها ايران في الطاقة مع أوروبا». وعرضت تركيا تزويد خط الانابيب بالغاز الايراني لكن بعض البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لديها تحفظات لان الجمهورية الايرانية تخضع لعقوبات من الامم المتحدة بشأن برنامجها النووي. وضمن المساهمون في المشروع الذي يتكلف خمسة مليارات يورو ويهدف لنقل الغاز من الشرق الأوسط وبحر قزوين امدادات الي خط الانابيب من أذربيجان حتى الان وهو ما يقول محللون انه لن يكون كافيا لجعل المشروع قابلا للحياة. وذكرت دول أخرى كموردين محتملين من بينها تركمانستان وقازاخستان ومصر وحتى العراق. ويلعب خط أنابيب نابوكو دورا هاما في جهود الاتحاد الاوروبي لتنويع مصادر الغاز بعيدا عن روسيا بعدما تسبب نزاع سياسي بين موسكو وكييف في قطع الامدادات في عام 2006. وتزود روسيا الاتحاد الاوروبي بربع حاجاته من الغاز. وقال محللون انه من غير المرجح أن تكون ايران التي تمتلك ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم بعد روسيا موردا لخط انابيب نابوكو لاسباب من أهمها ضعف سجلها كمورد بسبب عدم تطور البنية التحتية لديها.